12 " مهلاً .. لا يمكنني "

4.5K 320 40
                                    

:....بيلار .. أنا لا أعرف حقيقتكِ كاملة .. ولا أريد معرفتها ..
منذ أن رأيتكِ لاحظتٌ أنكِ تخفين أمراً خطيراً .. أكّدتٌ لكِ أنني سأحاول معرفة ذلك .. واﻵن .. بعد أن عرفت .. إكتشفتٌ أنني مٌخطئ .. لقد ظلمتكِ .. لكنني ..
اﻵن فأنا مٌصِرّ على اتخاذ هذا القرار

عقدت حاجبيها بتعجّب: ماذا ؟! لكن .. ماذ...
قاطعها: بدون اعتراض
ردت باندفاع: ولكن ماذا تقصد ؟

أجاب هاول بنظرة غريبة لم تفهمها: أقصد .. أنني ..
أتيت ﻷنفّذ وعدي
بيلار باستغراب: أيّ وعد ؟!
هاول: أن آخذكِ معي

صٌدِمت بكلامه: ما..ماذا ؟ أنتَ .. لا تمزح
هاول بصرامة: منذ متى وأنا أمزح بموضوعٍ مصيريٍّ كهذا

أجابت وهي لا تزال في صدمتها
: مسـ مستحيل .. لا يمكنني .. هاول

أمسك بيدها وسحبها لتقف: بلى يمكنكِ .. سآخذكِ معي
كما وعدتكِ
أفلتت يدها منه باعتراض: لالا مستحيل لا بد أنك تمزح ..
لن أستطيع ذلك
هاول: لماذا ؟

بيلار: ﻷنه .. ﻷنه .. لا يمكنني ذلك .. لا أستطيع ترك الغابة .. وماذا سأفعل هناك .. لالا أنت تطلب المستحيل

غضب هاول: لا شيء مستحيلاً .. وعدتكِ أنني سأعود ..
وها قد عٌدت .. وسوف آخذكِ معي .. لم يبقى سوى أيام معدودة ويبدأ العام الدراسي الجديد .. ألا تريدين رؤية الجامعة

: بلى أريد

رد عليها: إذاً ستذهبين معي .. كي أحقق لكِ ذلك

أمسك يدها مرةً أخرى واستدار للذهاب ، لكنها أوقفته
إلتفت إليها ، تعجّب لِوهلة ، فـ لم يستطع رؤيتها جيداً ﻷن شعرها أخفى ملامحها حين أطرقت رأسها لﻷسفل

: ماذا هناك ؟!
: قلت لك لا يمكنني .. ألا تفهم .. ؟

هاول: وأنا أقول لكِ أنه يمكنكِ .. ما بكِ بيلار لمَ أنتِ
مترددة هكذا ؟

رفعت صوتها بعد أن نظرت إليه
: لكنني مختلفة .. ما زِلت لا تعرفني ؟ هاول وجودي بين البشر يشكل خطراً على حياتهم .. ألَست تكرهني ؟
لقد خذلتك .. ربما سيقتلونني إذا ذهبت أليسَ كذلك ؟
أنا لن أترك هذا المكان أبداً .. لا أستطيع ألا تفهم
لا أسـتـطـيـع ...!!

ترك يدها ببرودة: أنتي متأكدة ؟
: أجل
: حسناً .. كما تريدين

شعرت أنها أحبطته ، نعم لا تنكر ذلك ، فقد كاد يعرّض حياته للخطر بسببها ، ﻷنه عاد .. كانت عيناه تلمعان إصراراً لذلك الشيء .. لكن ردّها احزنه .. أحزنه كثيرًا ،

لم تٌرِد أن ييأس بسببها ، لذا فكرت لِوهلة
:....هاول .. أنـ...

قاطعها ، لم ينظر لعينيها .. بل رفع كف يده أمامها ،
: لا أريد سماع اﻷعذار .. إذا كنتِ حقاً لا تريدين ذلك ..
فـ لن أجبركِ .. لقد أتيتٌ إلى هنا من أجلكِ ..
أردتٌ أن تعيشي حياةً سعيدة .. ومختلفة .. تركت عائلتي
مرةً أخرى من أجلكِ .. من أجل العودة إليكِ ..
من أجل حرّيّتكِ .. وكي تتغير حياتكِ .. لكن هذا لم يُجدي
نفعاً ..أنتِ رفضتي الذهاب .. ومعكِ حق في ذلك ..
لن تستطيعي ترك مكانٍ اعتدتي عليه .. وبكل سهولة ...


لامَت نفسها على ما فعلته ، شعرت كم هي أنانية تفكر بنفسها ، ولم تفكر بهذا المسكين الذي تعنّى من أجل الوصول إلى هنا ومحاولة إقناعها

لذا استسلمت لكلامه:....حسناً هاول .. كما تريد

قصر الدموعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن