27 " لا ترحل مجدداً "

3K 217 131
                                    



الطبيب : مع الأسف إن حاله صعبة .. قد يبقى فترة من الزمن نائماً في غيبوبة

نيسيا بعدم استيعاب : غيبـ-ـوبة ماذا ؟!

الطبيب : بسبب ضعف قلبه .. لم تكٌن الحادثة قوية لكنه تأثّر بسبب سقوطه على رأسه .. وكذلك قلبه زاد ضعفه أكثر من السابق

' : لحظة .. قلت زاد ضعفه ؟ .. هل كان قلبه ضعيفٌ
قبل ذلك !؟

أجابها الطبيب مستغرباً سؤالها : نعم وأنا الطبيب المشرف على حالته .. حذّرته مِراراً ألّا يُتعِب قلبه بالمشاكل والتفكير لكنه كما يبدو رفض اتّباع نصيحتي

' : كان مريضاً !! .. قلبه ضعيف

وضعت يدها على فمها مصدومةً من جواب الطبيب

حاولت كبْتَ بكائها وحينئذٍ سألها : أَحقاً لا تعلمين ؟ .. لكن كيف وصلت حاله إلى هذه الدرجة ؟ .. مالذي جعل صحته تتدهور هكذا ؟

تذكّرت ما قالته له ، رفضها لمسامحته وكلامها الجارح ،
إضافةً للحادثة ..

أيقنت أنه متواجدٌ هنا بسببها ، لو حفظت لسانها ورحّبت به بابتسامة زاهية بدلاً من معاتبته ولَوْمه ! ..

لَما كان هنا اﻵن وفي غيبوبة ، ولا تعلم هل سـ يستفيق منها
أم سيظلُّ نائماً فيها لوقتٍ طويل ... أو للأبد !

دفنت وجهها بين يديها واعتلى بكاؤها الذي كانت تحاول كتمه لعدّة دقائق ، جلست على مقعد بالقرب من باب الغرفة التي وضعوهُ فيها ،

رحل الطبيب بعد أن تمتم أسفاً على حالها ، مسحت دموعها ووقفت أمام النافذة الزجاجية وأطلّت عليه ،

بكِيَت أكثر عندما شاهدت تلك الأسلاك الملوّنة تحيط بجسده وأجهزة مختلفة تملأ تلك الغرفة

:" لا ترحل أرجوك ابقى معي لا تتركني ، أنا آسفة لن أكرّر
فعلتي ، إستيقظ شيباتا أنا بحاجتك ، أحتاج لابتسامتك ،

أنا بحاجة لسماع صوتك ، لا تغِب عني سعادتي لا تقتلني
بوِحدَتي ، لن أتحمّل أكثر سئِمتٌ من الحزن الدائم ،

أتعبني الخوف الملازم لقلبي وذكرياتي النازفة ،
أريد الراحة والسعادة فلا تتخلى عني "

ضربت الزجاج بقبضتها وظلّت تصرخ وسط دموعها
في الممر الخالي عداها

:" لماذا أنا دائماً ! ، لقد اكتفيت ، كلّ يومٍ أعيشه لا يخلو
من دموعي وخوفي ، لا أريد تجربة الفقدان والخسارة ،

أنا بشر وقدرة تحمّلي نفذت ، لن أستطيع الصمود أكثر ،
لمَ لا أحد يشعر بمعاناتي ! ، حتى أخي تركني في موقفي هذا ولم يأتِ حتى اﻵن "

خفضت صوتها وجثَتْ أرضاً هامسة :" كل ما أعيشه اﻵن بسببي، أنا حمقاء لا أعرف كيف أتصرف ، صِرتٌ أُبعِدٌ الجميع عني لأسبابٍ تافهة لا قيمةَ لها، متى سأرتاح ؟ ، إنصفني أيها القدر سئِمتٌ من المتاعب "

قصر الدموعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن