دخل المشفى متوجّهاً إلى تلك الغرفة المعهودة ، وقف أمام النافذة الزجاجية ليطمئن على صديقه ..
إبتسم له ثم توجّه إلى الطبيب المسؤول ليعرف مالتطورات التي طرأت على حالته ، بقي مدةً قصيرة وبعدها عاد إلى صديقه ..
في طريقه رءآها تجلس بجانب الغرفة كعادتها ، تعجّب منها كثيراً فقلّما يمر بحياته شخصاً ذا صبرٍ شديد، منذ أول يومٍ مكَثَ صديقه في المشفى وهو يراها هنا ، تجلس وتأكل وتنام هنا ، تراقبه عبر الزجاج ودائماً ما يلمح ابتسامتها وهي تنظر إليه كأنه مستيقظ ،
كانت المرةٌ الأولى التي رأى فيها دموعها في يوم الحادثة ،
بعدها لم تبكي وظلّت تعابير وجهها باردة ، حتى شكَّ أنها قد فقدت القدرة على الإحساس بسبب الذي حصل وبقاءها الدائم هنا ..وقف قريباً منها حيثٌ لا تنتبه له ، أسند كتِفَهُ على الحائط وأمعن النظر لها ، لا يبدو عليها اليأس ، برودها ثقيلٌ أشبه بالسكون الذي يصيب الجثة ..
:" ألا يٌفتَرضٌ بها أن تعود للمنزل ! ، أين عائلتها لا أحد يأتي ويطمئنّ عليها ! ، أنا أٌشفِقٌ على حالها ، لا بد وأنها تحبه كثيراً لتلك الدرجة التي تجعلها تعيش في المشفى كأنها مأواها الوحيد ، فقط لتبقى قريبةً منه وتعرف أخباره ، حتى المدرسة لا تذهب إليها ، إذا ظلّت هكذا لن تنجح في السنةِ الدراسية ،
" شيمي " التي يجب أن تقلق عليه لذاك الحد الكبير لا تتغيّب عن دروسها ! "..لفتَ نظرهُ وقوف فتاةٍ أمامها ، شكلها مألوفٌ لديه ، تلك الماثلة على المقعد رفعت رأسها وتحدّثتا معاً، أعطتها الفتاة حقيبةً صغيرة كانت بيدها ، ثم التفتت للرحيل ...
أصابته الصدمة حالَمَا رءآها ،
:" جينجو !! ، ماذا تفعل ؟! "كادت أن تمرّ من جانبه دون أن تنتبه له ، لكنه اعترض طريقها ليوقفها
نظرت له متفاجئة : أستاذ ؟
-------------------------------------
- إذا لم يكٌن باب المنزل مفتوحاً .. كيف اختفت ؟
- ربما لديها قوى خارقة- مالذي تقولينه أمي ؟ .. كيف لقطةٍ مسكينة مثلها أن يكون لديها قوى خارقة ! .. هذا هٌرَاء
قَرَع صوت الكوب وهي تضعه بقوة فوق الطاولة
: بما أن مالِكَتها كانت مصاصة دماء فلا مانع من كَوْنها ذات قوى خارقةإلتفت لها كالملسوع : ماذا ؟ ، أَتمزحين معي ؟!
ردّت بلا مبالاة : يبدو أن صدمتك بالحقيقة أثّرت عليك فنسيت كل شيءٍ يتعلّق بها ، " وبنظرة ثاقبة نحوه ".. أو ربما تناسيتها عمداً !
- أخبرتكِ أنني لا أعرفها ، ولا أهتم بمعرفتها
والدته بشك : حقاً ؟!
- نعم حقاً ، ألا تصدّقينني ؟
أنت تقرأ
قصر الدموع
Fantasiaهذه قصة فتاة تشبه اﻷميرات كثيرًا إسمها " بيلار " تعيش في قصر كبيرٍ جداً بعيد عن العالم الخارجي.. في غابة بعيدة جداً وقصرها مهجور لا يدخله أحد.. هي فتاة والدتها بشرية لكن والدها نصف بشري.. أي أن نصفه مصاص دماء.. ﻷن عائلة والدته فقط كانوا مصاصي دماء...