31 " فارَق الحياة "

3.1K 224 92
                                    



دخل المشفى متوجّهاً إلى تلك الغرفة المعهودة ، وقف أمام النافذة الزجاجية ليطمئن على صديقه ..

إبتسم له ثم توجّه إلى الطبيب المسؤول ليعرف مالتطورات التي طرأت على حالته ، بقي مدةً قصيرة وبعدها عاد إلى صديقه ..

في طريقه رءآها تجلس بجانب الغرفة كعادتها ، تعجّب منها كثيراً فقلّما يمر بحياته شخصاً ذا صبرٍ شديد، منذ أول يومٍ مكَثَ صديقه في المشفى وهو يراها هنا ، تجلس وتأكل وتنام هنا ، تراقبه عبر الزجاج ودائماً ما يلمح ابتسامتها وهي تنظر إليه كأنه مستيقظ ،

كانت المرةٌ الأولى التي رأى فيها دموعها في يوم الحادثة ،
بعدها لم تبكي وظلّت تعابير وجهها باردة ، حتى شكَّ أنها قد فقدت القدرة على الإحساس بسبب الذي حصل وبقاءها الدائم هنا ..

وقف قريباً منها حيثٌ لا تنتبه له ، أسند كتِفَهُ على الحائط وأمعن النظر لها ، لا يبدو عليها اليأس ، برودها ثقيلٌ أشبه بالسكون الذي يصيب الجثة ..

:" ألا يٌفتَرضٌ بها أن تعود للمنزل ! ، أين عائلتها لا أحد يأتي ويطمئنّ عليها ! ، أنا أٌشفِقٌ على حالها ، لا بد وأنها تحبه كثيراً لتلك الدرجة التي تجعلها تعيش في المشفى كأنها مأواها الوحيد ، فقط لتبقى قريبةً منه وتعرف أخباره ، حتى المدرسة لا تذهب إليها ، إذا ظلّت هكذا لن تنجح في السنةِ الدراسية ،
" شيمي " التي يجب أن تقلق عليه لذاك الحد الكبير لا تتغيّب عن دروسها ! "..

لفتَ نظرهُ وقوف فتاةٍ أمامها ، شكلها مألوفٌ لديه ، تلك الماثلة على المقعد رفعت رأسها وتحدّثتا معاً، أعطتها الفتاة حقيبةً صغيرة كانت بيدها ، ثم التفتت للرحيل ...

أصابته الصدمة حالَمَا رءآها ،
:" جينجو !! ، ماذا تفعل ؟! "

كادت أن تمرّ من جانبه دون أن تنتبه له ، لكنه اعترض طريقها ليوقفها

نظرت له متفاجئة : أستاذ ؟




-------------------------------------



- إذا لم يكٌن باب المنزل مفتوحاً .. كيف اختفت ؟
- ربما لديها قوى خارقة

- مالذي تقولينه أمي ؟ .. كيف لقطةٍ مسكينة مثلها أن يكون لديها قوى خارقة ! .. هذا هٌرَاء

قَرَع صوت الكوب وهي تضعه بقوة فوق الطاولة
: بما أن مالِكَتها كانت مصاصة دماء فلا مانع من كَوْنها ذات قوى خارقة

إلتفت لها كالملسوع : ماذا ؟ ، أَتمزحين معي ؟!

ردّت بلا مبالاة : يبدو أن صدمتك بالحقيقة أثّرت عليك فنسيت كل شيءٍ يتعلّق بها ، " وبنظرة ثاقبة نحوه ".. أو ربما تناسيتها عمداً !

- أخبرتكِ أنني لا أعرفها ، ولا أهتم بمعرفتها

والدته بشك : حقاً ؟!
- نعم حقاً ، ألا تصدّقينني ؟

قصر الدموعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن