21 " مرارة الأيام "

3.1K 230 102
                                    



أدخلها للسيارة في الخلف وجلس بجانبها والقلق يعتريه
مما أصابها ،


قاد الآخر السيارة مبتعدين عن الجامعة ،
:" كيف هي الآن ؟ "


نظر لصديقه بعد فحصه لها: أٌصِيبت بصدمة !

تنهد ريوتا ونظر إليهما بالمرآة اﻷمامية
: مسكينة .. لابد أن الموقف صَعٌب عليها وهدّ أعصابها

أومأ هاول برأسه وعاد لينظر إليها بصمت ،
هدوؤها مريب .. منذ خروجهم وهي على هذه الحال ،

فقط مٌغمِضة عينيها وقد جفّت دموعها بلا أدنى سبب !..
حتى أنها لم تنطق بحرفٍ واحد ولم تٌبدِي ردة فعلٍ أخرى ،


كأنها في حالة إغماء أزلية ، أو أنها ترى أحلاماً مصوّرة
في عقلها كفيلمٍ يٌعرَض أمامها باختلاف أن أفكارها
من تتحكم بما تراه ،


بالأحرى لا تريد أن تفتح عينيها كي لا ترى مرارة واقعها ،
عيونٌ شبّ فيها الأسى تراقبها وترقب كل نفَسٍ يصدر منها ،



كيف تفتح عينيها وبجانبها من صفِيَ نصيبه معلّقاً بقدرها ،
إختلطت مشاعره بين الحب والشفقة .. باكتساح الألم
والخوف لحياته !


وأمامها صديق طغت براءة أفعاله على رؤيته
للخفي الظاهر أمامه !!....



شعرت باليد التي امتدّت لكتفها ووصلت لمسمعها همسته
:" بيلار .. كيف أصبحتي الآن ! ؟ "


ثواني مرّت ثم أخذت بفتح عينيها ، بـ وجٌوم وهدوء

سمعت تنهيدته الدالّة على راحته ، لمحت طيف ابتسامة على وجهيهما ، أدارت رأسها ناحية النافذة تتأمل الشوارع التي يمرّون بها ،

لفتت نظرها حديقة صغيرة ، توسّعت عيناها بخفة حين رأتها ،
لا إرادياً صرخت : أوقفها !


فٌزِعا من صرختها المفاجئة

: مـاذا ؟

سأل ريوتا بصوتٍ عالٍ ، إلتفت هاول للنافذة فرأى الحديقة ،

فهم قصدها و ردّ : أوقف السيارة ..


أخفض سرعتها وأوقفها بجانب الطريق ، نزلت مسرعة
وتبعها هاول


دخلت الحديقة بهدوئها ، بدون أي تعابير ،
دخل بعدها وعيناه تجولان الحديقة بأكملها حتى وقعت
نظراته عليها ،

ذهب إليها وجلس بجانبها على المقعد ...
طأطأ رأسه لأسفل وأخذ يعبث بقدمه على الأرض ،



" فقدانهم كالجحيم !.. "


أيقظته من شروده بكلماتٍٍ غريبة !

:" عفواً ! ؟ "


لاحَ على وجهها طيف ابتسامة صغيرة
: أتحدث عن طفولتي المُرّة

رفعت رأسها للسماء وأكملت كلامها
: أتَعلَم ! .. لقد حسدتك عدة مرات

هاول: والسبب !؟
بيلار: عائلتك !

هاول: عائلتي ؟ .. لماذا ؟

بيلار: العائلة ... هي أهم ما في الحياة

" إلتفتت ناظرةً له ".. حسدتك على عائلتك ..
أنتم عائلة متكاملة .. جميلة


صمتت تنتظر أيّ ردّ فعلٍ يصدر منه ، لكنه بقي ساكناً
ولم يتكلم


لذا أكملت كلامها :" تمنيتٌ عائلةً مثلك .. أشخاص يحبونني وأحبهم ..

قصر الدموعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن