أدخلها للسيارة في الخلف وجلس بجانبها والقلق يعتريه
مما أصابها ،
قاد الآخر السيارة مبتعدين عن الجامعة ،
:" كيف هي الآن ؟ "
نظر لصديقه بعد فحصه لها: أٌصِيبت بصدمة !تنهد ريوتا ونظر إليهما بالمرآة اﻷمامية
: مسكينة .. لابد أن الموقف صَعٌب عليها وهدّ أعصابهاأومأ هاول برأسه وعاد لينظر إليها بصمت ،
هدوؤها مريب .. منذ خروجهم وهي على هذه الحال ،فقط مٌغمِضة عينيها وقد جفّت دموعها بلا أدنى سبب !..
حتى أنها لم تنطق بحرفٍ واحد ولم تٌبدِي ردة فعلٍ أخرى ،
كأنها في حالة إغماء أزلية ، أو أنها ترى أحلاماً مصوّرة
في عقلها كفيلمٍ يٌعرَض أمامها باختلاف أن أفكارها
من تتحكم بما تراه ،
بالأحرى لا تريد أن تفتح عينيها كي لا ترى مرارة واقعها ،
عيونٌ شبّ فيها الأسى تراقبها وترقب كل نفَسٍ يصدر منها ،
كيف تفتح عينيها وبجانبها من صفِيَ نصيبه معلّقاً بقدرها ،
إختلطت مشاعره بين الحب والشفقة .. باكتساح الألم
والخوف لحياته !
وأمامها صديق طغت براءة أفعاله على رؤيته
للخفي الظاهر أمامه !!....
شعرت باليد التي امتدّت لكتفها ووصلت لمسمعها همسته
:" بيلار .. كيف أصبحتي الآن ! ؟ "
ثواني مرّت ثم أخذت بفتح عينيها ، بـ وجٌوم وهدوءسمعت تنهيدته الدالّة على راحته ، لمحت طيف ابتسامة على وجهيهما ، أدارت رأسها ناحية النافذة تتأمل الشوارع التي يمرّون بها ،
لفتت نظرها حديقة صغيرة ، توسّعت عيناها بخفة حين رأتها ،
لا إرادياً صرخت : أوقفها !
فٌزِعا من صرختها المفاجئة: مـاذا ؟
سأل ريوتا بصوتٍ عالٍ ، إلتفت هاول للنافذة فرأى الحديقة ،
فهم قصدها و ردّ : أوقف السيارة ..
أخفض سرعتها وأوقفها بجانب الطريق ، نزلت مسرعة
وتبعها هاول
دخلت الحديقة بهدوئها ، بدون أي تعابير ،
دخل بعدها وعيناه تجولان الحديقة بأكملها حتى وقعت
نظراته عليها ،ذهب إليها وجلس بجانبها على المقعد ...
طأطأ رأسه لأسفل وأخذ يعبث بقدمه على الأرض ،
" فقدانهم كالجحيم !.. "
أيقظته من شروده بكلماتٍٍ غريبة !:" عفواً ! ؟ "
لاحَ على وجهها طيف ابتسامة صغيرة
: أتحدث عن طفولتي المُرّةرفعت رأسها للسماء وأكملت كلامها
: أتَعلَم ! .. لقد حسدتك عدة مراتهاول: والسبب !؟
بيلار: عائلتك !هاول: عائلتي ؟ .. لماذا ؟
بيلار: العائلة ... هي أهم ما في الحياة
" إلتفتت ناظرةً له ".. حسدتك على عائلتك ..
أنتم عائلة متكاملة .. جميلة
صمتت تنتظر أيّ ردّ فعلٍ يصدر منه ، لكنه بقي ساكناً
ولم يتكلم
لذا أكملت كلامها :" تمنيتٌ عائلةً مثلك .. أشخاص يحبونني وأحبهم ..
أنت تقرأ
قصر الدموع
Fantasyهذه قصة فتاة تشبه اﻷميرات كثيرًا إسمها " بيلار " تعيش في قصر كبيرٍ جداً بعيد عن العالم الخارجي.. في غابة بعيدة جداً وقصرها مهجور لا يدخله أحد.. هي فتاة والدتها بشرية لكن والدها نصف بشري.. أي أن نصفه مصاص دماء.. ﻷن عائلة والدته فقط كانوا مصاصي دماء...