قصر الدموع

28 " تـأمـُّـل "

           
            
         
              
            
:" بحثتٌ عنك حتى يَئِستٌ من إيجادِك .. أين كنت ؟ "
:" ليس هذا وقت سؤالك .. إجلس لنتحدّث "
:" حسناً ولكن لا تُطِل الكلام لأنني وعدتٌ إخوتي
بالعودة إلى المنزل مبكراً "

:" لا بأس أردتٌ سؤالك فقط عن شخصٍ لابد أنك تعرفه "
:" من ؟ "
:" بيلار ! "
:" ها بيلار ! .. ما بها ؟ "

:" إذاً تعرفها ! .. أخبرني من تلك المدعوّة بيلار ؟ ..
هل لي صِلَةٌ بها ؟! "

صٌدِم صديقه من سؤاله الغريب ، ضَحِك متوتراً ظانّاً أنه يمازحه
:" ماذا أصابك في رأسك ؟ .. لا أرى أنه الوقت المناسب لهذه الدٌعَابات " !..

:" ريوتا أنا لا أمزح .. الوضع الذي أنا فيه لا يسمح لي بقول شيءٍ لا معنى له "

:" هل حقاً أنت جاد ؟ .. لا يٌعقَل أنك نسيت بيلار
بهذه السهولة ؟ "

غضب هاول فصاح به :" قلتٌ لك لا أعرفها .. لم أٌحضِرك إلى هنا لأمزح معك "

ريوتا بصدمة وفمه متّسع : طبيعيٌّ ألّا أصدّقك فأنت من أحضرتها وعرّفتني عليها

هاول : مستحيل .. لا أعرفها لا أعرف شخصاً بهذا اﻹسم
لا أتذكر كيف !!

ريوتا : إهدأ يا هاول .. هل فقدت ذاكرتك ؟
:" غبي .. كيف أفقد ذاكرتي وأعرفكم جميعاً إلا تلك الفتاة ! "

وَجَم صديقه ثم تكلم بهدوء كأنه يفكر
:" أنا غير مصدّق لم أستوعب بعد .. أتيتٌ كل هذه المسافة لتسألني سؤالاً غريباً وأنا لن أقول أنها مزحة فالأمر يبدو جدّيّاً "

:" الجميع يتحدث عنها .. في المنزل والجامعة .. وأيضاً سٌئِلتٌ عنها .. لكنني لا أعرفها .. ما يحصل لي غير طبيعي .. أنا على وشك الجنون .. لا يمكنني تذكّرها بالأحرى لا أعرف فتاةً بهذا اﻹسم .. حتى أنني سمعتٌ جينجو تقول أن كل الكوارث التي تحصل معنا بيلار هي من افتعلتها "

ريوتا بتعجّب : هل هي متأكدة مما تقوله ؟ .. ما مصلحة بيلار من هذا الفعل !

هاول : لا أدري .. ربما على حسب فهمي للموضوع .. إنتقام !
إرتعد ريوتا : إنتقام ؟ .. لماذا ؟
هاول بغضب : تسألني وأنا أقول لك أنني لا أعرفها ؟ ..
حتى شكلها لا أعرفه

ريوتا : ما أتمنى معرفته .. أين هي اﻵن ؟ .. ولماذا رحلت
فجأة ؟ آه كنتٌ أتمنى أيضاً أن أعرف شيئاً مما تخفيه عنّا

رمقه هاول بنظرة باردة : أنت فضوليٌّ جداً .. لقد خرجت عن المحور الأساسي للموضوع .. أبْلَه ! .. لا يمكن اﻹعتماد عليك ...

"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

في مركز الشرطة ..

حيث لا يزال التحقيق في قضية وفاة السيدة سالين جارياً ،
مع عدم وجود الأدلة ، والبحث المتواصل ويأس المحقّقين
من كشف هوية المجرم !