وهل لي بقلبك مهجة

114 12 1
                                    

ولقد نظرتُ إلى الفراقِ فلم أجدْ = للموتِ لو فقد الفـراق سبيـلا
يا ساعةَ البينِ الطويلِ كأنمـا = واصلتِ ساعاتِ القيامةِ طولا

البارت9

نادى بصوت عال نوعا ما:أميرتاي أين أنتما كااتي ماري هيا تعالوا سريعا،فُتِح باب صغير ليخرج منه رأسين بشعرين أشقرا اللون وعينان واسعتان زمردية لديهين كمية براءة لاتزيدهن إلا جمالا..

اعتلته ابتسامه تغزوا شدة معالمه الحادة جثا على ركبته
فتح كلتا ذراعيه ليستقبلهما بكل دفئ وحنان
تسارعت خطواتهما لتسبق أجسادهما خطاهما عندما ارتميا على صدره الحنون قبل وجنتاهما بلطف لينهظ ويمسك بيديهما نطق بمرح:حسنا احضرت لكما شيء ستحبانه كثيرا
ماري بحماس:يا إلهي لاتقل انك احضرت الزهور التي اردتها منك المرة الماضيه
ازازد اتساع ثغره ليقبلها على رأسها مرة أخرى:هل تعلمين انني احب قوة ذاكرتك هذه نعم أحضرت ما اردتي ياطفلتي
ذهبا سويا الى السيارة ليخرج لهما باقتين منسقة من الياسمين والتوليب قطف زهرتين صغرتين ليضعها فوق اذنيهما
اقتربت منه كاتي لترفع قدميها ،فهم ماتريد ليحني جسده اليها قبلت خده بخجل لتبتعد عنه :شكرا لك دانيال لقد اسعدتني كثيرا
ماري: يا إلهي ياكيت أنتي تخجلين كثيرا انظري الي كم تبدوا الزهور جميلة على شعري
ادخل يده في جيب بنطاله لينظر لهما بسعادة غامرة هما طفلتيه الجميلتان احتفظ بهما منذ وفاة والدتهما لم ينسى اول يوم رأى به كيت وماري

.
(كان يمشي في شوارع باريس الجميلة في رحلة عمل واثناء تنقله اذا به يرى تجمع هائل من الناس اقترب من المكان ليرى امرأة تبدو في العشرين من عمرها تتقيأ دما من فمها اقترب اكثر ليسمع بكاء صغيرتين احداهما تمسك بكتف والدتها وتجرها نحوها وتبكي بفزع تمسح دموعها لتعاود الكرة وتصرخ بخوف مااااماااا،والأخرى تحتضن جسد والدتها من الخلف بقوامها الصغير لتدفن رأسها في شعر امها وتزيد من ظغطها عليها وتبكي ببراءة طفلة تخشى فقدان لعبتها
لم يستطع احد ابعاد الفتاتين عن امهما ابدا ولم يستطع احد الاقتراب اراد ان يتقدم اليهما ليلفته الفتاه التي كانت تسحب كتف امهما تنهظ لتمسح وجنتاها المليئة بقطرات الخوف اقتربت من والدتها لتمسح الدماء عن امها وتمسك وجهها بيداها الصغيرتان لتنطق بأمل:اخبرتني سابقا انك قوية لن تتركينا وحيدتين انك لن تبتعدين عنا (توقفت حتى تبتسم بألم)ستشترين لنا الورود التي نحبها ستصنعين لنا الكعك الذي نفضله ستذهبين بنا إلى الطبيب ليرينا كم هي الحلوى مضرة بأسناننا (اهتز صوتها لتخرج آه حاولت كتمانها قدر المستطاع)ألم تخبريننا أنك ستكونين في منزلة أب لنا أنك ستشترين لنا قصصا مسلية تحكيها من اجل ان ننام أرجوك تماسكي انا وكيتي نريدك امي ارجوك أمي ابقي معنا ..
وقفت لتمسك يدي كيتي وتشدها نحوها صرخت فيها بقوة:لن تموت امي لن تموت ابدا كفي عن البكاء لن تتركنا مثل ماتركنا والدنا ..
كل من في الجوار تفيض اعينهم بالدمع لقد فاق تصورهم وخيالاتهم تصرف هذه الطفله عقلها يسبق عمرها بكثير اقترب منهم وما إن اقترب حتى سقطت الأم أرضا بانهيار تام فاضت روحها منهية وعودها تاركة طفلتيها لبطش الحياة بنو أحلاما وردية بوجود أمهما انتهى طريقها هنا بقي عليهما اكمال المسير بدون ام تمسح حزنهما وتضمد جراحهما وتقف بجوارهم الى النهاية فُقدت اليد الحانية التي تمسك بيديهما لتنتشلهما من سراديب اليأس ..
تسارعت قدماه عندما رأى الفتاه الممسكه بظهر امها تهز والدتها و تصرخ بحزن وتبكي بعجز فيمن حولها:امي انقذوا امي امي ارجوك لاتتركينا ارجوك امي امممممييييييييييييييي
اقترب رجال الإسعاف ليضعونها على الحمالة بسرعة ويذهب بها هو وذويه الى السيارة
اما الفتاه الاخرى بقيت ساكنه لاحراك ولا دموع ولا ردة فعل لها
تنظر في الفراغ فقط وكأن روحها سلبت مع والدتها التي رحلت
وقف امامها ليحني نفسه اليها اقترب من اذنها ليتمتم بكلمات لم يسمعه سواها رفعت عيناها الزمرديتين اليه لتمتلئ بالدموع وتضع يدها على فمها وتجلس لتبكي بانهيار حاد
وبعد مضي فترة اكتشف ان ليس لهما احد وانهما وحيدتان تماما فوالدهما فد توفي وجميع اقاربهم لايرغبون بعم وهم في بلدان بعيدة جدا
لذا قام بإجراءات التبني صحيح ان الحياه علمته الكثير لكن لن يتخلى عنهما مطلقا
توأمان متشابهان تماما لكن تختلف شخصياتهن ايضا
اشترى منزلا صغيرا يكفيهما وهما يقطنان به يشعر انهما قطعة من روحه لايريد الابتعاد عنهما او ان يمسهما مكروه
سعيد الان بعدما تحسن وضع ماري النفسي فلقد مرت بأزمة نفسية شديدة جراء ماحدث..
يخفيهما عن الأعين لايريد لأحد معرفتهما ابدا لذا هما يعيشان في هذا المكان يقدم لهم افضل الأساتذة الخصوصين ولم يبقي عليهما شيء يريدانه ابدا الا وجلبه لهما،،

اكتفي بهذا القدر ولي لقاء معكم في الغد ان شاء الله

فلتمضِي بعد الفراق..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن