( مدينه حائل / السكن الجامعي )
في أحدى ليالي الشتاء البارده التي تعصف بمنطقه حائل الشمالية نظراً لموقعها ومناخها الشتوي المُتجمد، فبالطبع ستتعرض الى اكثر مدينه درجات البرودة فيها تسقط الى تحت الصفر ..
في شقه رقم ( 12 ) المتواجدة في آخر الرواق ..
توسط وركاي سطح السرير الدافئ وبجانبي كوب من القهوه السوداء المُفضله لدي، عيناي تتصفح كلمات الكاتبه اجاثا كريستين لأحدى كتبها البوليسية التي شدت انتباهي في الاونه الاخيره، بينما اذناي تُصغي الى حديث "سمر" صديقتي المقربة وشريكتي ايضاَ بالغرفه ..
هي لا تكف عن مدى تعطش مشاعرها لرؤية حبيبها المدعو "ياسر" والزواج منه بمَجرد انتهائها من السنه التحضيريه .. كما قال لها هو
الزواج بنظري هو شي صعب ومعقد، لا اريد من البعض منكم ان يرى انني اظهر الزواج بصوره مشوهه .. اعني بحق الله مالذي يجعل الفتيات بمجتمعي ينتظرنه بفارغ الصبر ؟
اهو بسبب تلك العادات والتقاليد التي تجبر الفتاه على الزواج والستر لأي رجلاً مهما كان ؟ ام المشكله تكمن بشهوات جنسية تجعل المرء يجبر على فعل ذلك ؟
لربما الاختيارين أنسب لنظره مجتمعنا ..
قاطعت حبل افكاري تلك النبره المدوية من حنجره سمر تعبر فيها عن مدى انزعاجها من تجاهلي وعدم التعليق على حديثها ، قهقهت بخفه حينما رأيت ملامح الانزعاج التي ارتسمت عليها ..
ثُبور : يبدو بأن هناك فتاه ستتزوج قريبا .
اظهرت ابتسامتها الخجولة : كفي عن ذلك انتي تسببين لي الاحراج .
ضحكت بخفة : حسنا سأصمت اذا .
اتت بجانبي ونظرت بعيناي مباشرة بينما يداها الدافئه لامست يداي : اقطعي وعداً لي من الان بأنك ستأتين الى زفافي .
اومأت بايجاب : سآتي ، لا تقلقي من تلك الناحيه .
ابتسمت بعدما عانقتني عناقاّ دام لمده قصيرة : سأذهب لاحضار المأكولات اذا .
توجهت الى المطبخ الصغير بخطوات مبتهجة لتجلب بعض الواح الشوكولا والغازيات ، سمر الحَت علي نهار اليوم ان اشاهد فلم الرعب الذي سيتم عرضه على احدى صفحات الشبكه العنكبوتيه فهي لا تريد مشاهده تلك اللقطات المخيفة لوحدها ..
تنهيده عميقه صدرت مني اثناء انشغالها ، بينما شرد تفكيري بعيدا ..
افكاري اصبحت تتمحور حول عائلتي الذين يسكنون احدى القرى القريبه من منطقه "خميس مشيط" في جنوب السعوديه ، فحالتهم الماديه جدا سيئه ..
أنت تقرأ
ثبـور
Horrorاسدي لنفسك معروف وانسي عالمك البشريّ ففي نهاية الامر انتي لا تؤلمين إلا قلبك .