الفصل الحاديّ عشر : اقنعة مُزيفة .

1.2K 90 60
                                    


ظلام مُحيط بي , زمجرات وهمسَات غريبه , إصوات اقدام تعدُو في إرجاء غُرفتي , تختفي وتظهر بُغتة , هُناك احداً ما غير مرئي يعبث بي كما يشاء , مُستمتع برؤيه الذعُر والخوف البادئ على محيايّ , كتاب الطلاسم مرميّ بجانبي وتظهر اوراقه مُكشوفة عن ظهر قالب وقدّ حُرقت , ظلّيت ممُسكه برأسي بكلتا يدايّ مُغلقة جفون عيناي خوفاً مما سيُميت عقلي ويُوقف نبضات قلبي , خوفاً مما تلتقطه عدسة عينايّ اماميّ , الوسّم الذي كان على عظامّ ترقوتيّ اصبح مُشتعلاً ويلهب طبقة جلدي , اشعر بحرارته تبدأ تدريجياً ..

صمتت الزمجرّات وأستكنّ المكان , اختفت خطوات الأقدام الراكضة بشكل نهائيّ , فتحت عينايّ ببطؤ وانا اتطلعّ عما بجواري , لم أرى إلا ابواب النافذة مفتُوحة بإكملها بينما قماش ستارها تُحركه الرياح من الخارج ..

تُرى أين هُو ؟

تدحرجّ شيئا ما دائري من خلفيّ وتوقف عندما لامسته اطراف قدمايّ العارية , استدرت ونظرت إلى الاسفل دققت في نظري أكثر ليتسنّى لي الرؤيه تحت نُور القمر المُتسلل من النافذة , كان رأس عميّ مُملتئ بقطرات من دمائه , عدسات عيناه قد جحظتآ بأكملهُما وكإنما قد رأى اسوأ كوابيسه , فاهه مفتُوحاً بينما بعضاً من اسنانه قد خُلعت من محلها , وضعت يديّ على ثُغري امنع صرخاتيّ المكتُومة وتركت الحُرية لدمُعي بالجريان ..

: يتعطشُون على رؤية من يكرُهون وهم مقتُولين بأبشع الطُرق وعندما يرُونهم جثث امامهم يبدأون بإطلاق تلك الدمُوع , يالغرابة الجنسّ البشري .

تراجعت في فزعّ واصطدمت بالحائط من خلفيّ , جسدي ظلّ يرتعش وينتفضّ مما يرآه امامه , عيناه الجاحظتان الخالية من الحياة تنظر إلي , لم إستطع إبعاد نظريّ عنها , ضميري الإنساني ظل يصرخ مُعاتباً مما قُمت بفعله , هُو يستحق ذلك بالفعل , لكن لما عينايّ تُذرفان دمُوعاً ؟ اوليس هذا ما كُنت اريد من "آصبهان" فعله ؟

: "جِندوان" لن يهدئ بالاً لها إلا إن تفتك بدمائك , وتشهد على مُوتك بعيناها , هي قد حلقت بمسيرة من الحُراس مُنذ زمن طويل ولربُما تصل إلى هُنا في اي وقت .

سكنت أطرافيّ وقد غُرقت في رعبي , قفزت في عقلي مئات من الافكارّ المُفزعة , تُرى اسيكتشف احداً عمّا فعلته بعميّ ؟ إن كان رأسه ساكناً في تلك البُقعه فـ أين يكُون جسده ؟ هل دُفن ؟ اتكون نهايتي بـ مثله ؟ جعلت عقلي يُقلب بالاجوبة للحظات ..

: ليس هُناك مُتسع من الوقت لتأنيب الضمير وجمع الذكريات السعيدة إيتها الانسية , لنذهب سريعاً .

رفعت رأسي سريعاً ودمُوعي تترقرق بعينايّ : إلى اين نذهب ؟

: إغلقي عيناك وإياك ان تفتحيها .

ثبـورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن