شدّن رحالهن واقتطعن مسافه الصحراء مشياً على أقدامهن يسرن بخطٍ مستقيم ، سموم الرياح الحارقه أخذت تلفح بأقمشه ثيابهن ، الجوع والعطش قد سحقوا أكبادهن الخاوية منذ ليلتين على قطع الرمال ..
إكتسى وجهها بقماش أرجوانيّ قاتم يردع أنفها من طيران حبات التراب ومن الأعلى يغطي نصف من شعرها الناريّ : أشعر بالدوران بفعل لهيب الشمس لا اظن أن بإستطاعتي تكمله الطريق بهذا الوضع المُزرئ .
ثبور أجابت موافقة خلف إبنه طروان : وأنا كذلك، ألا يُمكننا أخذ بعض الوقت لنستريح به ونجمع شتات قوانا ؟
لم تُبدي أي ردة فعل صارمة لحديثهم كما العادة وهذا ما جعل الاستغراب يقفز في عقول الفتيات، تعتّق البرود والهدوء على خُلقتها ..
أكملت طريق سيرها ومؤخرة عصاتها تستمر بالغرق بأعماق الرمال ..
أجابت بصوتٍ رزين : لم يبقى إلا القليل لا نريد هدر الوقت .
إبنه طروان : أنا لا أفهم، لما لا يمكننا التحليق إلى هناك ببساطة ؟ كما نفعل غالباً .
أجاب صوت روميّه الوديع : نحن ذاهبون إلى بلادٍ عربية ممتلئه بذوي الدم البشريّ أبصارهم ليست مُعتادة على رؤيه ما نمتلكه ..
إبنه طروان : وثبور أليست هي أنسيه كمثلهم ؟
رومية : إعتادت برؤية ما نفعله غالباً فلا اظن ذلك سيُحدث فرقاً مهماً .
إبنه طروان تقذف الرمال بخفه بين أقدامها بعدم مبالاه : ماذا عنك ؟
ثبور تأملت سُحب السماء أمام مرآها : رومية مُحقة بالفعل قد اعتدت على مخالطه الشياطين ومشاهدتهم، وإستهدافك من قبل اميره تتفوق عليك بمراحل عدة بالتأكيد سترتعبين في كل خطوه تخطينها وفي كل فكره عنها تُهيب عقلك ..
أشتدت عروق قبضتها ببغضاء وكره تتوسّط فجوات قلبها : سنشعل أضرمه النيران على قلاعهم، وسنعلق رؤوس شياطينهم على شباك أراضيهم .. كما فعلوا بالطراوده .
أدامت النظر أمامها ببشاشه هادئه على محياها عندما رأت حدود بلاد الرافدين ..
بقلاعها العاليه التي وهبت للغطاء الجويّ ملامستها ، الحياه تتنفس فوق أرضها وحركه سُكانها المستمرّه بالبيع والشراء ، حرساً مزودين بأقنعه ودروعاً معدنيه وسيوفاً حاده تُمسك بها أياديهم فوق أحصنتهم يترقبون حركه العامة وهم يوفرين الحمايه لهم ..
أخترقن حصون المدينه وتمركزن في إحدى الأحياء كثيفه الحركه ..
إبنه طروان : على من تبحثين ؟
جليله : صبيّ أمهق البشره بعمر السادسه .
رومية : سأذهب من الجهه الجنوبيه للبحث عنه .
أنت تقرأ
ثبـور
Terrorاسدي لنفسك معروف وانسي عالمك البشريّ ففي نهاية الامر انتي لا تؤلمين إلا قلبك .