الفصل التاسع : إنعواج غصن الزيتُون .

1.4K 94 64
                                    

( يُوم الخميس - الساعه الرابعه فجراً ) .

إستيقظت ويدي تدعك جُمجمه رأسي الذي مازال يشعُر بـ صداع طفيف يُنهك خلاياه التعبه , وضعت يديّ على فراشي لـ يتسنّى لي النهُوض بجسدي المُتكاسل , عقدت حاجباي وانا إلقي بنظري إلى انحاء الغُرفه الفوضويه جميع الاشياء التي تتواجد فيها ليست ممزقه إو مُتكسره بل هي مُنقلبه رأساً على عقب , وكإنما إعصارا قد ضُرب بها , توجّهت بخطواتي إلى دوره المياه اغتسل لإستعد لـ صلاه الفجر فلم يبقى إلا القليل من الوقت

نظرت إلى وجهي في تلك المرآه الصغيره , تإملته لمُده لا تتعدّى الدقيقه , كانت هُناك هالات سوداء كثيفه تلتف وتتكاثف حول مُقلتيّ , قد انتفخت كلتا جفُوني , اصبحت عيناي حمراوين مُحتنقتين بالدم , كلُ هذا بسبب إنني لم آخذ وقت كافياً للنوم , لفت إنتباهي وجُود وسم على عظام ترقوتيّ اليمين اشبه بالدائره يُقاطعها من الجانب مُستقيم مائل , لامسته بـ كلتا اصابع يديّ لم اشعر بإي وخزّ من الآلآم على عكسّ شكله .

مالذي حدثّ الليله الماضيه ؟ لما لم اشعرّ بإي شي ؟

صدح المؤذن من إحدى المآذن بصُوته العذب ليكُرر " الله إكبر .. الله أكبر "

صوت المياه تنهدرّ على حُوضها , بقيت ساكنه , وضعت كلتا يدايّ على اطراف الحوضّ مُعتصره عيناي بشدّه , إرتفعت نبضات قلبي اكثر , صُوت اشبه بـ فحيح الإفعى الذي زارني في ليله نومي ذاك اليُوم , يهمس لي بإنفاسه التي مازُلت اشعر بها تُلامس طبقه جلدي

" إنتي لستي عبداَ من عباد الله يا ثبُور "

اندفعت نحُو الفراغ الذي صدر منه الصوت نطقت بسخطّ : اصمُت !!!

همس مُجددا بعد صمت شبه طويلَ قائلاَ :

" يا لضعفك المُقيت "

وضعت يداي على اذنُاي امنعّ تلك الهمسَات التي اصبحت تتكاثر لتتحاشر جميعها داخل منافذ سمعي اطلقت صرخه مُريعه ارتجفت لها الجُدران : كفّ عن العبثّ بي !!!

صُوت "محمد" المرعُوب الذي استمرّ يُنادي من خلف الباب ويركله بقدمَاه مُحاولاَ فتحه , لم استطع سمع مجرى الحديث الذي يقُوله , حاسه سمعي بدإت تفقد قُدرتها شيئا فـ شيئا وكإنما هناك غشاء سميك قد سُدت به اذناي , إردت ان اصرّخ واستنجدّ بطلب المُساعدة لكن خارت قواي وخار معها حديثي , بدت نظره شاردة على عيناي التي ارتفعت مُقلتاهما نحُو سقف الحمام , اما ملامحي إتخذت قرارها لـ تتقلصّ بهدُوء , سحابه سُوداء مرّت امامي لتُدخلني بعد ذلك في اعماق دوّامه ..

ثبـورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن