ما حدث الليلة صنع فارقاً كبيراً و مسافةً شاسعة بيني و بين اسئلةٍ معينة ..
لقاءٌ جمعني بغريب و اخر جمعني بسكان الارض سلط ضوء فكري المتشتت على قيس ..
كان المطروح ( من هو ؟ ) و لعله سيتطور ليتبع الاستفهام جوابٌ قاطع ..
حيث توارت صورته انتصبت ، احملق بتلك البقعة ، و ريثما انا في تمعني لها لمحت تلاعب ظلال الضوء الشمعي تتراقص في الارجاء و كأن نسمةً من الهواء تطفلت على اختلائنا ببعض ، فترك بصري الارض و جعل يتصاعد ، القي بها هنا و هناك ...
الصمت ، السكون ، الهدوء ..
كرهت كثرتها في لحظاتي المرتبكة ، اردت التراجع و هممت بالفعل ، و عند اقترابي من الباب شعرت به يقف امامي ، ليس من اخاف منه بل آخر ، ليس الرصاصي بل آخر ..
كان هو او غيره عدم رؤيتهم يردفني مترددة ، آأهرب ؟؟ ام اواجهه ؟؟
ان هربت فإلى اين ؟؟ انه يسد الطريق ..
و ان واجهته فبما؟؟ ..
فتراجعت و زلازل الهول تؤزني أزاً ، و شعرت به يدنو بخبث الي ، ليتني اراه فأعرف ما علي فعله ، اولم تحدثني عن حراسٍ لي ؟؟ اين هم ؟؟ ام كانت تخدعني ؟؟
تقهقهر الخطا كاد ان يبلغ المنتصف فلم اشعر الا بشيءٍ سريع و هواءٍ حجم جزءاً من الرعب كوهنٍ على قلبي ، لم يؤذه فقط بل اضرب الشرايين عن دفع الدماء اليه ، كل اعضائي تعطلت لثوانٍ ..
ثوانٍ اختتمت بصياحه : الم انهكم عنها !!!
و رمى كفه كرةً من نار علي !! نعم القى بها علي انا ، اي على ميسون !!
رأيت احتراقي و لكن لم اشعر بحرارتها و لم تشتعل ملابسي ، شعرت بفاهي يتجه الى السماء و يفتح بشدة و صياحٌ شديد يخرج من خلاله دون ان اتألم او اشعر بشيء !!
ثم ابتعدت النار عني و هي ترسم حدود جسدٍ ما ، ركض و صراخه يسبقه الى الحائط و اصطدم به !!
بل اخترقه و تناثر الشرار بإختفاء النار عبره !!!
تصلبت منتظرة سقوط جسدي ، و اتحفني حضن دافيءٌ لف اطرافي و يدٌ دافئة ربتت شعري ، و قبلٌ على جبهتي من الخلف زاخرة ..
رفعت رأسي المتسم بالقصر مقارنةً بطوله محاولةً رؤية وجهه ، فبادلني بإبتسامةٍ هادئة قائلاً : هل طفلتي بخير ؟؟
همست بتلعثم : اجل ، اجل .. اشعر بالتوعك .. كثيراً ..
فحملني و تركني على السرير ثم قال : لماذا كنتي هناك ؟؟
- ما ذلك الشيء يا قيس ؟؟
- كيف وصلتي هناك ؟؟
- ما تلك الغرفة يا قيس ؟؟
- هل هم من جروك اليها ؟؟
- قيس ما تلك الغرفة ؟؟ - صحت بها من وجعٍ الم بي ..
فهدأ وانزل بصره منحرجاً ، فكررت السؤال عليه : قيس ؟؟ .. ما هو عملك ؟؟
- امم .. عملي ؟؟. ليس بسيء ، اجمع بين اثنين او افرق بينهما ، اصيب احدهم بالزهايمر او الوسواس ..
- قيس !! ماذا تعني بقولك ؟؟ و ما دخل الج.. قيس ؟؟ انت ساحر ؟؟؟؟
استقام امامي حين لفظتها ، بنظرات القلق المنزلة رأسه للارض ، ظننت بآن ما يحك شعره هو خجله من وظيفته ..
لا .. بل شيءٌ غفر له ، كان يرسل نظره الى الطاولة ، ثم يتردد بقذفه الي !!
اثار فضولي " ما على الطاولة ؟؟ " تكررت بينما رمقت عيني سطحها الخشبي ..
