وليل كموج البحر أرخى سدوله
علي بأنواع الهموم ليبتلـــــي
فقلت له لما تمطى بصلبــــه
وأردف إعجازاً وناء بكلكــــلي
ألا أيها الليل الطويل ألا أنجلي
بصبح وما الإصباح منك بأمثــــلي
" امرؤ القيس "ساءني ..
تأشير إصبعها علي ، ساءني .. مكاني و ضعف موقفي ..
تسلطت الابصار علي كأني مجرماً ، ارهقوني بإتخاذهم تلك الزوايا موقفاً ..
تلفت حولي تاركةً للعين حرية العبث ، و حرمت النبض المتعالي من اصدار الضجيج ..وكلماتها القاذفات بكلمات الجنون علي تضمنت :
آتحسبين أن صغيرةً مثلك ستسرق أميري ؟؟
أشتريته من ابوه بعد جهد و كد ، و لن أسمح لغيري بأن تتزوجه ..
قتلت كل منافسة عليه ، و عذبت كل ناظرةٍ إليه ، و بالاخير تأتي قصيرة قامةٍ نكرة ، تلبس الخاتم و تكتب اسمها في الورقة قريباً من اسمه ؟؟فقاطعتها : عما تتحدثين ؟ و من انتي ؟؟
نظرت إلي بعد ضحكٍ وحشي هستيري : أنا صاحبة هذا الخاتم ، تعبت سنين طويلة و انا ارجوه الزواج بي ، و لكن مظهري و طبعي لم يكونا بالمقبولين لديه ، اجتهدت في التغيير ولكن كيف ؟؟
و يا لغبائي الذي علمه السحر ثم اقترح علي ان اصيبه بتعويذةٍ عنيفة ، و بالتأكيد سأفشل فأعوانه كفج الحجيج يطوفون حوله ..
اجتهدت و اجتهدت حتى اتفقنا في تلك الليلة ..ان يلقي في الخاتم تعويذة ربط بين قلبين ، يخبئه هو و انا ابحث عنه ، فإذا وجدته و ارتديته يصاب هو بمس عاشق لي ، فيكون ملك يمين و زوجي ..
لم تكن سوى بضع اسابيع من البحث العنيف ، انتهت بطرق باب غرفتي و اعلامي عن ضياع الخاتم ، صرت ابحث انا عن شيءٍ لا اعرف ماهو مخبئٌ فيه حلم حياتي ، و هو سافر حيث ضاع بأعوانه الاثر ..
انتظرت اياماً عديدة ، غابت اخباره فيها ، و اختفت اعوانه من حولي ، ظننته مات فلحقت به ، و حالما وصلت اخبرني قليلٌ من الاشخاص عن وضيعةٌ ما زالت في السادسة عشر ، ارتدت خاتمي فتزوجت حبيبي و هو الان اسيرها !!نبرتها لم تكن نبرة انثى غاضبة ، بل شيطان ينادي الغاوين بالولوج الى الجحيم ، اردفتني محاولةً خلعه من اصبعي و الصدوح بـ : خذيه ، لا اريد الخاتم و لا هو ، هم لك خذيهم ..
فأسكتتني بقولها : خلع الخاتم ليس له معنى الان !! فقد اصيب بالمس ، و تلبسه العشق ، و الحل سهلٌ يسير ..
السحر يترك الجسد عندما يموت السبب ..
صحت بها : ما الذي تعنيه بقولك ؟؟
و ردت بأمرها : هاتوها لي !! سأُنجز عليك هذه المرة ، و لا نجاة لك مني !!