لم افهم الى الان ماذا عنت بقولها (( غنت كلماتٍ سعيدة بلحنٍ حزين )) ؟؟
لا افهم ما قد تريد امرأة بعمر امي ان ترسل رسالةً لي كتلك ؟؟
من حبيبها هذا ؟؟ و ما علاقتي به ؟؟- ميسون ؟؟ ميس !!
افقت من شرودي و بين اصابعي تلك الرسالة المريبة ، و رفعت رأسي استجابةً لندائها :
ميس ، من هذه ؟؟
فانزلته قارئةً تلك الكلمات مجدداً دون اجابة .
- ميس !! ميسون !!
- لا ادري ، انا لا ادري ..
تمعنت بالنظر الي قليلاً ثم قالت : ما الذي يجري معك ؟؟بماذا اجيبها ؟؟
" لا تسأليني يا دارين فأنا لا اعرف شيئاً ، ألقيت في دوامة الحياة و ظروفها و ها أنا أُعتصر دون بلوغ مركزها ، فلا تسأليني .. " حديثٌ مع نفسي ..
تركتها حيث كانت تقف ماضيةً الى غرفتي ، و على المكتب الصغير تركت الرسالة و جلست على السرير اراقبها من بعيد ، كأنني كنت انتظر ان تطير في يد الجن او تختفي مع العدم ، افكاري في تشوشٍ متزايد و الاحداث تطاول يوماً بعد يوم ..و بينما انا في تلك الحالة تذكرت ما رأيت ، ما كان خلف الزجاج ، هي ايضاً ما قصتها ؟؟
فصرت اكرر بتلكأ : رب صدفة ، رب صدفة ، رب صدفة ، رب صدفة ..
حتى خُيل لي بأنها هنا ، تجلس قريباً من تلك الورقة المريبة ، تملك تسريحة شعري و عين ملبسي ، بل و وضعية جلوسها كجلوسي و تبادلني نظراتي المرتعدة من الشك ..
فجهرت بصوتي بها لأرفه عن نفسي :رب صدفة ..
رب صدفة ..
رب صدفة ..
رب صدفة ..و لم اكن لاتوقف لولا طرق والدي للباب : ميسون ، هل تدرسين ؟؟
صمت و سكنت ايضاً محملقةً بطيفها و بلون تلك الورقة ، و عندما دخل اختفت !! فالتفت اليه بصمتٍ باردٍ شاحب مما اردفه مرتعداً متسائلاً : ما .. مابك ؟؟ هل تعديت حدودي ؟؟ هل قاطعت شيئاً ما ؟؟
استمررت بالنظر دون ادراكٍ لما يقول او فهم و دون رد ..
فتحمحم و قد احمر وجهه من شعورٍ لا يطاق و قال بحزم ليُنسي نفسه بؤس هذا الشعور : فراس قادم لاخذك لذا استعدي ..
ثم غض منه متسائلاً : متى عدتي للبيت ؟؟
لم اجب بل استمررت بالنظر اليه كأنما تصنمت !!
لم يحب ذلك فصرخ بقوله : قلت انهضي هيا !!
و حين لم اهتز تقدم الي و شد ذراعي و جرني في ممرات البيت قاصداً الحمام منادياً : مها سوف تسرحين شعرها ، لجين اعدي لها لباساً محترماً ، دارين افيديها بنصائحك ، و انتي نصف ساعة و تكونين جاهزة ..
و دفعني داخله و اغلق الباب ..