حادثٌ تحت الاشارة

6.8K 514 141
                                    

بحلقت كثيراً في تلك الاوراق و انا اجمعها ، و ادخلتها الى الحقيبة و الريبة تأكلني ..

انطلقت الى المدرسة متأخرة لكنني استطعت الوصول قبل دخول المعلمة ..

و عندما وطأت قدماي الصف و لمحت طاولتي همست متذكرةً  : " الخاتم !! ..." ..

فتعجلت بالسير الى الطاولة دون ان الحظ نظراتهن إلي ، فتحت الحقيبة و بحثت عنه ..
صحيحٌ بأني تركته في البيت لكن كان علي ان اتأكد ..

بحثت في الجيوب بفزع و بحثت عند الكتب و لم اجد شيء !! 
" اترغبين حقاً ان تجديه هنا ؟!.."  تساءلت و انا اقلب الصفحات ..

كان علي ان اتأكد فرفعت الحقيبة عالياً وقلبتها على رأسها ، فتساقطت منها ما كان فيها ، على الارض على الطاولة على الكرسي ، كل شيءٍ داخلها خرج الا الخاتم !!...

فتقدمت سمر و زيزفون و سألنني : عما تبحثين ؟؟..
لم اسمع السؤال و هممت برمي الحقيبة جانباً متابعةً البحث ..
نظرن الي في تساؤل ، فبدأت سمر تبحث بين ما كان على الكرسي ، و زيزفون جمعت ما على الارض ثم صرخت :
ااااه !!..
الفتنا اليها ، " الخاتم !! " لم اتلفظ بها ..
قالت : ميسوون هذا القلم جميييل ، سآخذه منك يا فتاة ..

ظنته الخاتم ، وقفت متجمدة و انا انظر اليها .. فهزت كتفها احدى الفتيات :
زيزي ، ربما هي ليست موافقة ..
فنظرت الي و ابتسمت ، فأبعدت عيني و ادرتها نحو الحقيبة ، في خوفٍ و و ارتعاد بحلقت  اليها قليلاً ..
ثم سرت الى النافذة و نظرت في شرودٍ تام الى الخارج ..

بعد فترةٍ قصيرة شدت نادين ذراعي : لقد جاءت المعلمة ..
ادرت شيئاً من جسمي الى الصف ، كانت تقف قريباً من طاولتي و تحمل في عينيها نظرات الغضب و قالت :
هل جلبتي غرفة نومك معك هذا الصباح؟؟ رتبي مكانك بسرعة ..

عدت الى مكاني و تلك الملامح مرسومةٌ على وجهي ، جمعت الاشياء و ساعدتني اسمى و نادين و سمر في ذلك ..

بعد ان جلست تقدمت الي المعلمة :
هل تعرفين كيف تشعلين النار على الماء؟!
فأخرجت الاوراق و اعطيتها ، اخذت من يدي و قلبتها باندهاش :
انتي من كتبتها ؟؟ ..
فأومأت برأسي لها و نطقت بشفتي : لاه ...
مبتسمةً قالت : متواضعة ..
ثم ذهبت ..

لا ادري ما شرحته بعدها ، و لا ادري ما حصل في المدرس يومها ، اذ انني كنت شاردةً شروداً شديداً ..
كثيرٌ من الاسئلة احتاج لتفسير لها ..

انتهى الدوام الدراسي فخرجت قاصدةً البيت ، كنت اسير و المدرسة خلف ظهري تبتعد اكثر فأكثر ، كانت الاصوات تبتعد ، و الزحام يقل كلما ابتعدت ..

اقتربت من ذاك الرصيف و الصمت يتملكني ، وقفت على نهايته انتظر الاشارة لتعطيني اذن العبور للرصيف الاخر ..
فجأةً ..
دفعتني تلك اليدين على الطريق ، فإذا بي اسمع تطنيب الشاحنة .. مرت مسرعةً امامي ، كان بيني و بين الموت شبراً واحداً ..
عجزت عن الحركة ، تصلبت اطرافي و هي مضت بسرعةٍ كالخيال من عندي ..

من صقيع الخوف تُروى حكايةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن