في الحلم و الواقع يطاردني

2.6K 218 88
                                    

نقرت الارض بقدمي الحافية على بلاط القصر قاصدةً المطبخ ، خرجت و بيدي هاتفٌ اتعبث بتطبيقاته ، عدة نقرات قطعها ظلمةٌ غطت جزءاً عظيماً من هذا القصر ، و فضولٌ اثار تمرد الهاتف ليثور معاكساً قوة جذب الارض ..
رفعته يدي بإبتسامة الفرح على ثغري ، وجهته للّجّة و قد لاح بياض اسناني من بين الشفتين ، شددت بأصابعي على اطاره ذو النقوش الفضية ..

نحو القناع الاسود المغطي لملامح هذا الجزء صوبت ، و بإصبعي الشاشة لمست ، و من الهاتف الفلاش اطلقت ..
لابصر ..
الجدران المغطاة بورق الحائط ، الفوانيس قديمة الطراز المعلقة على جدرانه ، بابين عن اليمين ، و سجادٌ على الارض ..
حركت الهاتف بين اليمنة و اليسرة اتقمص المنقوش على طريحة الارض هذه ، وجهت الهاتف ليقع الضوء على ما اريد ..

وردةٌ حمراء عظيمة ، و من صدرها يبرز نقشٌ لوردةٍ تميل للبنية و على نهاية السجاد .. 
قدمين رصاصية !!!
هل هذا نقش ؟؟ اذا كان كذلك فلماذا ليس داخل قطعة الخام ؟؟ هل هذا ..  حقيقة ؟؟
اوجب علي رفع الهاتف بإرتفاع نبضي و فضولي ؟؟ اكان من المفترض ان اخطئ باللمس و انهي على ضوءه ؟؟
" ما الذي ؟؟ " قلتها و الهلع يرغمني على خبط الهاتف ، على النور ان يعود ..

كان الهاتف السقيم ينزلق من بين الاصابع و اليد الاخرى لا تتوقف عن الضرب بدعوى اللمس ، فسمعت ..  صوت ارتطام شيءٍ بالارض و الصوت صدر من ...  الظلمة امامي !!
تجمدت ملامحي و رقبتي منتصبة حيثما رأيتهما ، و اصابعي دون وعيٍ و شعور تحركت على تلك الزجاجة ، و عن طريق الخطأ اشتعل ، عن طريق الخطأ لم ارفعه بالمقدار المطلوب ، عن طريق الخطأ تشتت قربي لتبرز ركبتيه الجاثية حيث انتهى تحرك النور ..

خطوةٌ مني للخلف أُتبعت بأخرياتٍ منه ، قلبي ذو النبض العارم و طبله للارض إليْ صنعا فجوةً و كدسوها حشواً بالفزع و الرعب ، سحبت خطوةً اخرى مني متراجعة و اكرمني بخطواتٍ عدة الي ..
فرفعت ساقي و ادرت ظهري و بكل ما اوتيت دفعت بجسمي ، تجاه السلالم تجاه المطبخ انطلقت. ، ركضت و هو تبعني بعدوه ، اسرعت برفع الركب و ضرب الاقدام للارض ، كررتها و قرع البلاط يتبعه قرع النبض لعظم الصدر ، و اشركت صياحي بهذا المرثون المكتض بالخوف ، جاهرت به ليكوّن مع الصدى تجمع ضجيجٍ مربك ..

حمداً لله اذ ان عقلي ادرك اقترابي من الباب ، فأمر الذراع بمد اليد ، و فرض على الانامل بلف المقبض ، و بكتلة الجسد ولج الجسم بعد دفعه الباب ، و نبه الاعصاب بإغلاقه ، و شدد الأمر على ايصاده ، ثم كلّفَ النخاع الشوكي بالسكون

هدوءٌ سرى بين الاعضاء و الحواس تجمدت بعد التصاق الظهر بالباب ، جمودٌ لف جميع الاوصال حتى المقل استصعبت الرمش ..

لا همز ..
لا حركة ؟؟
لا نفس !!
لا صوت ..
آرحل ؟؟

...
حركت بؤبؤ العين تجاه المقبض ، التقطت انفاسي المتزاحمة ناظرةً إليه ، " سيتحرك ؟؟ هه ههل سيتحرك ؟؟ " كررت الهمس بها ..
عدة ثوانٍ و ما وراء الباب قد ضُفر بالسكنى ..
- ما الامر ؟؟
صوته رفع بؤبؤي اليه ، واقفاً امام الموقد المشتعل ، و بيده ملعقة الخشب و ملابسه متسخة بالتوابل ، هذا كان حاله ..
- ما الامر ؟؟ - كرر السؤال منتظراً الاجابة التي لم تأتي رغم الثواني العديدة على الطرح ..
بتنهد : ميسون ؟؟

من صقيع الخوف تُروى حكايةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن