لم يكن في الحسبان

3.2K 252 179
                                    

شمسٌ تغيب لتركضني خارج البيت كالمجانين ، و اضواءٌ مضاءة و بعيني هي مطفئة ..
كدت اصل اليه لولا تواجدها ، لم تكتفي بتعكير صفو خطتي بل ايضاً نادت ابي و ورطتني معه ..
ها انا ذا بعد هروبي منه اجلس تحت هذه المياه الجارية و ما زلت بزي المدرسة ، مطأطأة الرأس افكر فيما حدث و ما سيحدث ..
لم يكن جلوسي هناك و اهداري للمياه عبثاً و شروداً ، بل كان الهاءاً و عذراً ، فبالرغم من طرقاتهم المتوالية كنت اجيب بالانشغال و انا اختلس النظر للسماء متسائلة : آأعلنت الشمس امتطاءها السماء بسرج الصبح او لا تزال نائمة في خدرها ..

انا لا احب تقمص شخصية الفأر بينما هم القطط ، و لا اريد ان اكون قطاً لاقطع على انياب الكلاب ، فإن لم اكن فأراً او قط فحتماً انا من خشائش الارض التي ستأكل من قبل القط ، هل بدأت ارسم شبكةً غذائية للحيوان ؟؟
ااخ الاحياء و العضوية ، لقد تأثرت حتماً ..

وها هي  الشمس بزغت بضوئها معلنةً بداية يومٍ جديد فكان علي الانتظار حتى تغيب اصواتهم و تسكن ، فغيرت ملابسي و خرجت كاللص على اطراف اصابعي حتى بلغت غرفتي ، اخذت المال و ما قد احتاج للمكوث بعيداً لعدة ايام ، اردت الهروب و لكن .. لا املك بطاقة هوية خاصة بي !! اذ ان عمري اصغر من ان يسمح بذلك ..

القرار صعب و لكن وجب علي التماسك ، وجب علي التشمير عن ساعدي و المضي في هذا ، ما الفرق ان كنت بينهم او لا ؟؟ ان كنت معهم فأنا اتعذب بصمت و ان رحلت فسأتعذب بصوت ، ايهما اشد ؟؟ ايجب علي حقاً ان اعرف جواباً لسؤالي ؟؟

تركت تلك الحجرة خلف ظهري و مضيت قريباً من بابه ، فباغت توتري و حرك اعصابي روحه الصامتة الهادئة الملتصقة بالباب ، آيراقبني ؟؟ أيعرف ما انوي القيام به ؟؟ عذراً يا مرعبي لن اتمكن من البقاء بعيداً لمدةٍ طويلة ، انت بكل دقة من لا يمكنني التواري عنه ..

شددت قبضتي على تلك الحقيبة و خرجت مسرعةً و حين اطمأننت بعدم ملاحظة اياً منهم او الجيران ارتديت الحقيبة بالشكل الصحيح و ركضت مسرعةً الى حيث لا اعلم ، الى حيث ما ظننت انه يحوي الحرية ، لم اكن على درايةٍ بما يخبؤه لي هذا اليوم المشؤوم ، تطلعت كثيراً لشروق الشمس و انا اجهل ما سأقدم عليه ، و ها انا ذي اتطلع ليومي هذا دون درايةٍ بأن مغيبها سيأخذ شيئاً معه ..
شيءٌ قد لا يعود ..

لا ادري ما الذي كان يختلف فيه اكسجين هذا المكان عن اكسجين المدرسة و البيت ، نفس ذرات الهيدروجين و النيتروجين و كذلك الاكسجين !!
لكن الهواء منعش هنا فكنت امشي و احاول ملء رئتي بهذا الهواء المختلط برائحة الخبز اللذيذ المعد في التنور اححح ، فجريت تجاهه و حجزت اول المقاعد و رفعت يدي عالياً و بها مبلغٌ زهيد و انا اصيح :
خبز لذيذ ..
التفت الي الخباز ضاحكاً : الستي ابنة منصور ؟؟
شعرت بتوعكًٍ حين ذكر اسمه : من .. من هذا ؟؟
فسعل المسكين : ل.. لا احد ..
- خبز لذيذ ، شهي و بروتين ، اا .. اعني كربوهيدرات ..
فضحك بصوتٍ عالٍ و قدمه مع العدس الساخن ، و الفول المعد في الجرة ،اممم  بالرغم من لذته فهو ليس كمثل طعام البيت ، و بما انني انهيته حان وقت زيارة افضل مكان في هذه البلدة ..

من صقيع الخوف تُروى حكايةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن