~: اشاعات و اقوال :~

2.7K 211 98
                                    

خيوط الاسئلة حولي حاكت قبعةً رميت بها كل ملحوظةٍ و جواب ..
ركضه خلفي ليلاً و مداهمة احلامي زاد من اتساع القبعة ، و ما قصة الظلمة التي تسكن ارجاء القصر .
يومٌ برفقة زوجي العزيز كان سبباً في فقر القبعة ، ترا ماذا يخبيء لي هذا اليوم في جعبته ؟؟؟

بعد ثلاث ساعات ...
خرجت من الحمام متجهةً الى المرآة ، جلست امام انعكاسي و انعكاس صورته الممتثلة على السرير ، نظراته المحشية بالشك الناضحة بالتساؤلات تهز الزجاجة امامي ..
حملت المشط الابيض و بين خصلي حركته دون ان ابعد عيناي عنه ..

كم من ريبةٍ اسرها هاذين الجفنين ، بالنظر لهذه الروح اشعر بطمأنينةٍ شديدة ، حركت بؤبؤي على انعكاسه لأتمعن معالم وجهه العابس لي ..
يا لعظم هذه العدستين الداكنتين !! كثقبٍ اسود تسحب كل عينٍ و اهتمام ، تأسر كل نبضٍ و نفس ، و انعكاس النور بها كنجمٍ ضيع مأواه في السماء لينام في هذه المقل ، كل رمشةٍ تحجب عن بصري جمال عينيه يصحبها انقباض قلبٍ و انبساطه .
كيف لا اتوه بين ثنايا ما برز منها ؟! و روعة العالم بأسره تنحصر في قزحيته ، الدفىء الذي الم بي و الحنان الباعث منها الي انهضه و قاده نحوي ..

قامته الطويلة دفنت ضوء الشمس الوافد الي ليشع نوره و يدنو مني ، حنى ظهره الشاهق و ترك راحة يده الحانية على المشط و اطرب سمعي بكلماتٍ خرجت من بين توتيّتيه البرتقاليتين : لا ادري ما الذي يحل بك عندما تنظرين الي ، تربتين بالمشط على هذا الجانب منذ نصف ساعة ، الصبح انقضى و انا انتظرك ، سأمشطه بنفسي ..

غريبةٌ كلماته تلك اذ لم ادرك ما قاله لحظتها ، ترانيم وشوشاته اذهبت سمعي الى حيث لا اريد ، و بعد نصبه لظهره ضاع نصف انعكاس وجهه و تبقى الثغر ذو الحفرة اليسارية البادية مع الابتسامة الطفيفة ، كم احسدها على المكان الذي حفرت به ، ليتني غمازةٌ اخرى تحفر عن يمين توتيتك ..

كنت اتنفس من الانف و الفم ، فالفم اسحب به اهلواء لانعش نبضي المتسارع ، و بالانف اخرجه  بسبب انشغال الفم بالتنهد الصادح ، فأصابعه الجوهرية كانت ترفع شعري و تنزله ، و شعري المتمرد كان يضم ذراعه ثم يرسلها ، و انهى عليه بتقييده بجديلةٍ نخليةٍ عريضة ، و انزلها على ظهري و اتبعها بتربيت كتفي و شد خدي ، فرحت اجمع الهواء بفمي مرةً اخرى ، لأطمئن قلبي النائم في حفرة وجهه ان اليقظة لم تحن ، و ازفره بشدةٍ شديدة لأسمع ترنيمةً جديدة : هل انتي بخير ؟؟  ميسون ؟؟

فالتفت و انا اهنيء اسمي بعجبٍ " كيف فزت بشرف التلاطم مع اوتار صوته العذب !! " ..
و عند التفاتي لصورته اشاهد  لوحة الجمال تكتمل بعيني ، أي تذكرةٍ منحتني هذه الحياة !! و في أي متحفٍ من متاحفها تركتني ؟؟ حاجبيه المرسومين بعناية ، عظمة الخالق جسدت جمالاً كهذا ، ان كنت نموذجاً من اصل ، فكيف هو جمال يوسف ابن يعقوب ؟؟

من صقيع الخوف تُروى حكايةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن