بريء

2.4K 192 62
                                    

! فراس !

كان اسمه الذي تكرر صياحي به ريثما ركضت بهلع في الشارع ، صورة الدمية مقطوعة الرأس بما اردتاه افقدت عقلي الوعي ..
هتفت منادية بين الجموع .. بين الاحياء .. على الطرقات .. و امام المتاجر ..

! فراس !
لم اكل لحظةً من حك الاوتار صارخةً به ، لم اكل حتى و بعد تسحتها من شدة العويل ، لم اكل بالرغم من جشة صوتي الشديدة ، خوفي من ان مكروهاً قد يصيبه زاد نبرتي و هتافي ، و هطول الدمع على خدي ..

و كل ذلك اختفى حين وقفت امام مدخل بيته المفتوح ، تحركه الرياح و تأرجحه محركةً معها اضلعي ، دخلت اهرول اهتف بإنغضاض ! فراس ؟؟
بحثت عنه في كل الغرف ، و كل الغرف كانت مفتوحة !! مما زاد جنوني ، فرفعت صوتي و قد شوش هدر الدموع نظري ..

ليس في غرفة النوم ، و لا المعيشة ، و لا الشرفة ، و لا و لا و لا ..
فراااااس ...
ثم اتخذت المقصد للمطبخ ، خبطت الاقدام اثناء جريي اليه ، و تجمدت عندما ... شاهدته ملقيّا على الارض ..
ذات الملابس ..
عين الوضعية ..
السكاكين و الاشواك و الملاعق حوله ..
نائمين على سجاد الدماء الاحمري !!

فراس ؟؟
حاربت الجمود كي اقترب ، حاربت رعشات العظام كي تندفع ، بضع خطوات تلاها سقوطٌ على الارض ، حبوت بعجزٍ الى حيث ينام ، لمست انامله الباردة !! لا .. فراس ؟؟؟
امسكت بكفه المتثلج !! لاااه ... لاه ..
حركت اليدين الى مرفقه ، تشبثت به اهزه ، اتحايل بكتلته ان تتحرك .. فراس ؟؟
تركت راحت يدي على ظهره ضربته بخفة ، ثم خبطته ، ثم صرت اقرصه و انا اصيح بإسمه ..
حملت كتفه الثقيل لاقلبه ، رفعته و قد تراءى لي منظر وجهه الازرق الشاحب ، فراس ماذا حل بك ؟؟
فراس ؟؟؟ فرااس !!!
صفعته مرةً تلو المرة ، صفعته حتى تأذت يدي من شديد صفعاتي ، و حين ادرك الباطن خضم ما آل إليه ..
استسلمت بحملي رأسه على صدري ، و رفعت مسالك الدموع الشراع الابيض بغسلها قطرات الدماء على خده ، و انعكف لخسارته صوتي العالي ..
فراس !! احرف اسمه هي ما تساقطت من لساني ..

- ما حل بفراس ؟؟ ..  ميسون !!  ماذا حل بفراس ؟؟ - اقترب بعد وقوفه على الباب متسائلاً عما يجعلني اصيح بإسم ابن اخيه ..
و عندما لاح على عينه منظري ، و فسرت له صورة من على صدري تقهقر ..  و تلال العجب و الذهول طمست خشونة صوته : مـ ..من ؟؟ فـ..فراس ؟؟ فراس ؟؟
و القى بنفسه الي يشده من بين اذرعي : هاتيه .. هاتيه ، فراس ؟؟ استيقظ ..  فراس !!
و بعد صفعاتٍ شديدة صاح باكياً بإسمه ، و مزج تعاليه بجأش امي و اقتراب اخواتي ، الكل هنا حضر المأتم ، امي تضم ابي ، و مها تبكي على كتفي ، و دارين تربت كتف ابي ،  و لجين على عتبة الباب خانتها الساقين عن الاقتراب ..

من صقيع الخوف تُروى حكايةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن