كيف لفراس ان يكون هنا ؟؟ كيف نجى مما فعلت ؟؟
" فـ.. فراس !!! " بتلعثم همست بها ..
مهلا لحظة .. لقد قتلته بيدي !!
اهو جنٌ يخيل لي انه هو ؟؟!!
بالطبع هو كذلك ، يكرر انا زوجك و فراس سبيله الوحيد الي ..
فيما افكر ؟؟ لا يهم ان كان هو او لا ، بتواجده هنا انا بريئة ، لن ادخل السجن ..
و ان لم يكن فهذا يعني بأني .. قاتلة !!آبتوعك شعرت ام بالدوار ؟؟ آبفرحٍ او بحزن ؟؟
لم استطع اعتلاء ساقي ، لم استطع ابعاد نظري عنه ، لم استطع النطق او التحرك ..
تضاربات المشاعر في قلبي مفحمة ، و ازدحام الافكار و تتابعها في رأسي جعلتني ابدو كآلةٍ قطعت عنها الكهرباء فجأة ..كنت ابصره و عيني معلقة بالاعلى لتبصر وجهه ، لتتحقق منه ، درست ملامحه و تصفحتها و قلبتها دون ازاغة او رمش لاتأكد بأنه هو ..
و بأنامله رفع ذقني و قبله و قهقهات السخرية تصدر منه ، فجاء والدي بتعجل و ضربه و هو يوبخه هامساً بسعادة :
ليس امام الناس يا ..
فاعتدل يربت كتفه ضاحكاً : انظر اليها ، انها لذيذة و مغرية ...
و جاء ازواج اخواتي مرحبين : اين كنت ؟؟ لقد اجهدتها بالبكاء ، انظر الى وجهها شاحبة بسببك ..
ابي : من الصبااح تبكي ، و لا تظن اني سأسامحك على هذا ..
فنزل معانقاً لي بقوة مستنشقاً رائحتي : آسف يا نبض فؤادي سامحيني ارجوك ، كان صداعاً شديداً جداً لذلك تأخرت ..
فضربه ابي مجدداً : ليس امامهم يا ولد ..
اعتدل بتلك الضحكة المغيظة .. امم بل انها من اجمل المعزوفات التي اطربت اذني ليلتها ، و لكن اين الشاش ؟؟ او الضماد ؟؟ انا لا ابصر شيئاً يلف جمجمته ..فاستعجلنا ابي و جرنا الى طاولة الشيخ ، و جلسنا امامه ، كنت في اقصى اليمين للطاولة و هو في الاقصى الشمالي و يفصل بيننا ابي و يقابله الكتاب ثم الشيخ ..
كم كانت كبيرة وعريضة و دائرية ، بردائها الابيض والورد في البطن ..
هاهو يفتح الكتاب و يتحمحم ، انه حقاً يستعد لبدء تزويجنا !!
كل هذه الامور لم تشفع عند وجهي المنذهل ان يغير ملامحه ، لم اعد اعرف ان كنت سعيدة او حزينة ، و عيني المتفنجنة تمانع الابتعاد عن وجهه ، و بالتالي كان يغمز تارةً و يرسل قبلاً خفية تارةً اخرى ..
آيظن بأني لا ادرك ما يفعل ؟؟ انا في صدمةٍ يا ...
دعيه يا ميسون ، دعيه يفعل ما يشاء ..سؤاله الغريب لوالدي غير وجهة عيني : آراغبٌ بتزويج ابنتك يا منصور ؟؟
فأجاب قرع سليمٍ الارض مقترباً الينا ، و اعتلى المنصة بينما كانوا يصيحون به : من انت يا هذا ؟؟ من انت ؟؟
ملامحه الباردة كانت ترمقني ، و عندما استقام بقرب الشيخ سأله : من انت ؟؟
فأجابه برفع شارته : انا المحقق سليم اسحاق ..
ابي بتعجب : و لماذا انت هنا ؟؟
تبادل المحقق و الشيخ النظرات المزعجة بينهما ثم جلس سليم بقرب من الشيخ تاركاً حقيبته على الطاولة ..لماذا لم يسر ابي بما يحدث : اخبرني ما الذي تفعله هنا ؟؟
التزم الصمت و بعد ثوانٍ من الانتظار اومأ للشيخ ليقول : هل انت متأكد يا منصور بأنك تريد تزويج ابنتك ميساء ؟؟
ابي بنظراتٍ غير محبوبةٍ لي : ا.. اجل ، اخبرتك سأزوجهن الاربع ..
فراس بتعجب : ما الامر ؟؟
انزل الشيخ بصره للارض ثم نظر لسليم ، صمت انتظار الجواب قد التقم الكل هنا ..
سليم : اتمنى من الكل الخروج ماعدا اسرتها ..
عمي متسائلاً : كلنا عائلة فما الحاجة لخروجنا ؟؟
سليم مكرراً امره : اتمنى من الكل الخروج هنا ما عدا اسرتها ..
فخرج الجميع ما عدانا و فراس الذي اصر على البقاء ..