بقرطاسٍ فيه قليلٌ من الشطائر فتح الباب دون ان يدخل محملقاً بي و انا انظر الى يدي ..
اقترب مني متساءلاً : هل الضماد يزعجك ؟
ببرود : لقد كان في البيت ، انا لم اخرجه من البيت ..
التفت الي : لم تخرجيه ؟
اجبت : اجل ، لا اعرف كيف وصل الي ..
بإبتسامةٍ ساخرة : امممم ، اذا ً الخاتم سيطير بجناحيه من البيت الى المشفى الى اصبعك ؟ هل يبدو هذا معقولاً ؟؟بكل جدية أليس كلامه منطقي ؟؟ لكني متأكدةٌ بأني لم ارتده .. اذاً كيف !!
و ضع القراطيس و اخرج الشطائر منها :
ابي .. لنعد الى البيت ..
بتعجب : ألا تحتاجين الى النوم ؟؟
انزلت يدي و قلت متأملةً يدي : هيا لنعد الى البيت ..
سألني : و الطعام ؟؟
اجبت : لا اشعر بالجوع ..خرجنا بعد ان جمع الطعام في الكيس و الى السيارة سرنا ، حتى اذا استوينا فيها سألته :
ابي ؟؟ ماذا فعلت بالذهب ؟؟
اجاب مشغلاً للسيارة : قيل بأن ذهبه نفيس فعرضته في المزاد و المبلغ الذي حصلت عليه تبرعت به ..
فقلت ناظرةً الى الخاتم : و ماذا ستفعل بالتمثال ؟؟
اجاب : سأبيعه او اعيده من حيث اشتريته ..خلعت الخاتم من اصبعي و اعطيته اياه : خذ هذا ، تبرع به ايضا ..
بصرامةٍ قال : قلت خذي شيئاً واحداً ..
اصررت : انه لي و اريد التبرع به ..
لم يكن بيده حيلة غير ان يضعه في محفظته و يوافق على طلبي ..عندما وصلنا الى البيت ، سرت الى التمثال و والدي يتعبني و انا اتذكر كل ما حصل لي ..
تذكرت من اعطاني الخاتم و غيرها من الحوادث ..و حين وصلت اليه ..
فتح فاه ليخرج الذهب منه ، اساور و اساور ، و اساور ..
كرر ابي جملته : انه مصنعٌ للذهب ، لكني لا ارتاح اليه حقاً ، سأخذ الذهب معي ..
فجمعه ثم استدار و ذهب الى غرفته ..فدنوت منه لاهمس له : تخلصت من الخاتم ..
و ابتعدت الى غرفة الفتيات ..فتحت باب غرفتهن المظلمة خافتة الضوء ، سرت بهدوءٍ خشية ايقاظ احداهن ..
توسطت الغرفة لاسمع ذاك الصوت الغريب ..
كيف اصفه؟!
كان صوت شدٍّ من نوعٍ ما ، صوت خرش شيءٍ خشنٍ .. اعتقد ذلك !!انني اسمعه تارة و يسكن تارةً اخرى ..
" ما هذا الصوت ؟! " تساءلت و قد بدا الخوف على وجهي ..
حاولت المضي قدماً و لكن .. لم استطع على رفع قدمي ..
و كدت ان اعود لولا اني لم ارى تلك الصورة المنعكسة في المرآة ..
توسعت بؤرة عيني و صحت و انا انظر لذلك القزم المشعر تتوسطه تلك العينين اللامعتين قربي ..
" يا رباه !! " صحت بها من رعبتي ..- هششششش ، اخفضي صوتك ..
- د.. دارين !!
- قلت اخرسي ..
رفعت مها رأسها : هل تشاجرا مجدداً ؟؟
دارين ممشطةً شعرها : انها عديمة الفائدة ..
تحولت عن جنبها متضجرة : اوفففف ، فائدتها دائماً تكمن في ازعاج النيام ..لم ارد عليهن و لم اكترث لما قالته ، فقد تجمدت هناك محدقة في شعرها المفتوح ..
" حمداً لله ، ليس بالشيء المهم " طمأنت بها نفسي ..و على تلك الوسادة تركت رأسي المثقل بالتعب ، و في تلك الاحلام غاصت بي نفسي ، و عيني بعد ان اغلقت جفنها عن نور الدنيا فتحته في نهاية ذاك الممر المظلم !!
ذاك الشخص ..
لم يكن هناك انا لا اسمع صوته و لا صداه ..
اخذت انظر هنا و هناك ابحث اين هو ؟! لكني لم اجده ..
رغم ذلك كنت اشعر به ..حتماً انه خلفي ، داخل الظلام هو لربما في الجانب الاخر للنفق ..
آأفعل و امضي ؟؟ للحظاتٍ ترددت لكنني قذفت بهدفي اليه فعدت ادراجي ..
اقتربت من صناديق كثيرة ، اخذت التمسها حتى شعرت بشيءٍ غريب ، شعرت بحياة !!
فأمسكت الصندوق الذي اشتد عنده شعوري ، عندي قدرةٌ على فتحه لكنه مغلقٌ بشريط لاصق ، لم اجد سبيلاً اليه ..
لم اسمعه يناديني لاتي ..فتحت عيني على صراخها المزعج : ميسون !!
جلست مذعورة : ماذا ؟؟
بغضب : الى متى ستفعلين هذا ؟؟ ، استيقظي ..دائماً هي تزعجني ، هل هذا جيدٌ ام سيء ؟؟
بعد ان تجهزت حملت حقيبتي على ظهري قاصدةً المخرج ، و اثناء سيري راودني شعورٌ غريب ..
كان في الصالة خللٌ ما ، اذ ان طاولته فارغة !! لم يكن موجوداً !!اقتربت منها منادية : مها اين التم..
لكنها قاطعتني بصراخها المجنون : اياك ان تسئليني شيئاً ..
نظرت اليها بتعجب فإذا بأمي تقول : ما الخطب يا بنات ؟
سألتها : اين التمثال ؟؟
تنهدت : قال والدك سيعيده من حيث اتى به ، فتركته في صناديق القبو ..نظرت الى باب القبو اثناء سيري للباب و أنا افكر ..
ما تفسير ذلك الحلم ؟؟