عيناه الخضراء كانت تنظر بعنايه الى اكواب القهوة التي وضعها ليستطيع تقديمها و هناك ابتسامه وسيعة ترتسم على شفته و هو يحملهم ليسير بهم الى الطاولة و يضعهم امام أصحابها و هو يتمنى لهم وقت رائع في مقهاه الذي افتتحه مؤخراً.
فـهاري ذو الرابعة و عشرون عاماً لديه حب للطهي بالتحديد خبز الكعك و اعداد الحلى بأنواعه و ايضاً صنع القهوة و الشاي لهذا قرر افتتاح مقهاه الخاص في الحي الذي يقطن به حيث يساعده في ادارته صديق طفولته هاز.
فهاري لم يكن قط من محبين الحساب لهذا صديقه هاز يدير شؤون الأموال في المقهى.
"كيف يبدو العمل اليوم هاري؟" سأله صديق طفولته هاز و هو يحيط كتف هاري بيداه ليجعل هاري يبتسم و هو يقول "لا استطيع التصديق بأنه مضى أسبوع على الافتتاح و هناك كثير من الزوار! انني سعيد للغاية!".
"جيد! ابقى على هذا الحال فالسعادة تبدو رائعة عليك!" اخبر هاز هاري و هو يترك قبله على وجنت هاري ليجعل هاري يخجل و هو يراقبه يسير بعيداً.
حسناً ربما هاري كان سعيداً للغاية بتلك القبلة ليجعله يصطدم بالطاولة و يكاد يقع من فوقها ليسمع صوت ضحكات شقيقته من خلفه و هي تصفق يداها ليستدير و هو يعبس كالأطفال و يقول "توقفي هيلينا! الامر ليس مضحك!".
"اعذرني شقيقي الصغير لا أزال اضحك عندما تقع و أتذكر كيف وقعت من السلالم عندما ذهبنا جميعنا للاحتفال" اخبرته شقيقته هيلينا و هي تبعثر شعر هاري الذي لا يزال عابساً.
"للمرة الأخيرة الامر لم يعد مضحكاً!" اخبرها هاري و هو يكتف يداه بينما يراقبها تكمل تنظيف الطاولة الخلفية ليتنهد و هو ينصت الى صوت جرس الذي كان فوق الباب ليعلن عن وصول شخصاً ما.
رفع هاري عيناه بفرح الى الزبون الجديد الذي كان يبدو هادئاً و مسالم و هو يحمل بعض الكتب و حقيبة ظهر و الغريب لقد كان هناك أنبوب شفاف على انفه حيث يمتد الانبوب الى جهاز التنفس الصغير الذي تحمله فتاه ذات الشعر الأسود الكثيف و العينان الخضراء تسير خلفه تماماً.
الزبون المسالم ذو العينان الزرقاء و الشعر الذي لم يكن مرتب على الاطلاق حيث كان مبعثر في جميع الاتجاهات و لقد رغب هاري بشده ان يرتبه و يحاول ان يصففه ليجعل مظهره افضل لكنه كان سعيداً للغاية و هو يشاهد الفتى يسير نحوه لتشع السعادة من عيني هاري و يبتسم نحو الزبون الذي ابدى تعابير انزعاج.
"مرحباً بك في مقهى التلاشي حيث يمكنك الحصول على مكان هادئ لتنس-" تحدث هاري بكل سعادة كما يتحدث مع أي زبون الى بأن الشخص الذي امامه مختلف للغاية.
"لا اكترث لتصمت فقط" تحدث الفتى ذو العينان الزرقاء ليؤذي مشاعر هاري الذي تجمد بمكانه و هو يراقب عيني الفتى تنظر اليه قبل ان لا يسير و يترك هاري واقفاً في مكانه كالأبله تحت صدمه بسبب أسلوب الشخص.
أنت تقرأ
Failing
Fanfic"تلك العينان التي تنظر الي بكل حب و حنان لا تستحق بأن تكون حزينه بسببي, تلك العينان التي تنظر الى الحياه كأحد لوحات الرسم الزاهية لا تستحق ان ترى كيف يكون العالم قاسياً من عيناي, تلك العينان التي ترغب بكسر جميع القواعد التي تم وضعها علي لا تستحق ان...
