بداية القاعة اربعون

20.8K 805 143
                                    

استغفر الله والحمد لله والله اكبر
اذكر الله وفوت لو سمحتو
بحب التعليقات المجزءة اذا بدكم تسعدونني
نبدأ

انسلت سريعا خفيفة الخطوات، كأنما تنتعل حذاء من حرير.حتى اذا بلغت الباب، شقته على مهل، ثم ردته خلفها ، قبل ان ينتبه اليها احد ، استدارت تشق طريقها ، غير ان ذلك الجسد مقابلها الذي ينحني ليلتقط الجريدة ؛ اوقفها لتفر طيف ابتسامة من شفتيها الممتلئتين
"صباح الخير سيد رأس البرتقالة "
اردفت بنشاط ليفزع الرجل مقابلها فيسقط جريدته
" انسة رأس البذنجان لقد اخقتني"
عدل من وقفته بعد ان عاد للاتقاط الجريدة
"الوقت لايزال مبكرا على الثانوية!"
اضاف وهو يتفحص ساعة يده
" احب الخروج باكرا ، تعلم لكي لا يزعجني الصغيرين"
فاهت وهي تصنع ابتسامة واسعة على ثغرها ، لربنا فقط رؤية هذا الرجل ،تجعلها تبتسم طوال الوقت كالبلهاء
" وانت يا سيد الن تذهب لعملك؟"
سألت وهي تقترب منه
" لا يزال الوقت مبكرا "
"لا تتاخر ، وداعا"
شقت طريقها نحو الاسفل لتصل الى خارج المبنى ، استنشقت الصباح المنعش ، لتبدأ خصلاتها البنفسجية بالتمايل مع الرياح الباردة ، فكرت قليلا في ذلك الرجل الاصهب ، لتزين ثغرها ابتسامة بلهاء ، ليس وكأنها معجبة به او شيء كهذا فهو يكبرها بعشرين سنة ، لكن رؤيته كل صباح ترسل الطمأنينة في قلبها ، هي شاكرة بالفعل لانتقاله للشقة التي تقابل خاصتها ، فهو شخص يفهمها رغم فارق العمر ، شخص يصدقها حتى لو كذبها الاخرون ، شخص تلتجئ اليه في حزنها وسعادتها .

تغيرت ملامحها فور وصولها لباب الثانوية ، صنعت ذلك الوجه البارد ، الخالي من التعابير ، لتتقدم بخطى سريعة نحو الداخل ، في هذا الوقت المبكر_الخامسة صباحا_ الثانوية تكون موحشة وخاوية ، لا شيء يسمع فيها سوى الرياح التي تضرب الجدران الصماء ،وحفيف الاشجار الذي يعزف لحنا هادئ يوازي لحن انفاسها ، وهذا سبب كاف ليجعلها تلتجئ الى هنا وتقرأ احدى كتبها المفضلة ل"آرثر كونان دويل".
صعدت الدرج وعيناها مركزتان على الكتاب في يدها بعد ان اخرجته من الحقيبة ، تعثرث في احدى الدرجات ، توقفت لتنظر امامها وياليتها لم تفعل، منظر مقزز قد اصابها بالغثيان، شبحان متعانقان ، يتحركان بين لحظة فينفصلان، ثم يلتصقان دون نأمة، جسدان ينصهران جسدا واحدا بين لحظة واخرى ، اصوات تأوهات تصدر من كليهما وقد بدآ بالفعل بافتراس بعضهما كالحيوانات
تنحنحت وعينيها تعانقان الارض ، وجنتيها اشتعلتا خجلا رغم ان هما من عليهما ذلك ، انفصلا ليفسحى لها مجالا لتخطو بسرعة دون النظر للوراء ، ليس وكأن هذا المنظر ليس اعتياديا في هذه الثانوية المقزز لكن الاكثر قرفا ان كلاهما فتيان ، حركت رأسها لتبعد هذه الافكار و تدخل الى قاعتها ، وضعت الكتاب على الطاولة وفتحته لتكمل مابدأته .
"ياا استيقظي ايتها الكسول"
صوت عميق قد تسلل الى مسامعها، لترفع رأسها من على الطاولة وجفناها لم يتفصلا بعد.
التقط الكتاب الذي غطاه لعابها بعد ان نامت فوقه ، ليردف
"مغامرات شارلوك هولمز! علامة الاربعة ؟ الا تزالين تقرئين هذه الكتب السخيفة"
ارسلت نظرات مخيفة نحوه ، قبل ان تسحب الكتابة من يده بغضب
"حبيبي لا تستمع اليه ، انت افضل صديق لي"
فاهت تحتضن الكتاب بين كفيها ، بينما تمسح عليه
"انت هو السخيف فهمت كيم تاهيونغ"
اضافت ، تقطب حاجبيها ، وعيناها قد بدأتا بالفعل باطلاق ذلك الشرار الملتهب.

القاعة اربعونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن