"أريد منحك أمنية، لقد فعلت كل شيء لأجلي طوال هذه المدة ، لذا أريد أن أعطيك يوما واحدا "
أسدلت جفناها مبتسمة قبل أن تردف
"أريد أن أكون أنا "●
●●
تجرعت كأسها العاشرة ليهويَ رأسها على الطاولة
لنصف ساعة ضلَّ يراقب كيانها الذي إلتحم بالطاولة وكأن روحه حلقت إلى السماء تاركة جسدها هامدا
قهقهة... تلتها ضحكة عالية ... ثم هزِقت بشدة ، إستمر الأمر لدقيقة كاملة ، قبل أن ترفع رأسها لتتضح تلك الدموع التي رسمت نهرا على خديها .
توسمت وجه القابع إزاءها لبرهة ، حجاب كثيف من الصمت قد ران على شفتيهما ، وبُؤبؤَيهما قد أبيا الإنفصال
قبل أن ترشُق زجاجة الخمر بالأرض الصلبة لتندثر شظاياها في كل مكان ، لترمقهما نظرات الزبائن من كل مكان ، ألقت بزجاجة أخرى ثم الثالثة حتى أصبح المكان مترعاً بشظايا قارورات الويسكي
أمسك جونغ كوك يد الفتاة التي بدت سعيدة بفعلتها ، ليبدآ في الركض معا
فارين من صاحب الحانة الذي أمطر عليهم بالشتائم
سارت مترنحةً بينما هو قد إكتفى بالنظر لجسدها المتمايل قبله
توقفت فجأة ، ليلبث هو الآخر في مكانه منتظرا حركتها الموالية
إزاء شابين لا يقلان سوءاً عن حالها المخمورة ، قد مكثت تنظر إليهما لبرهة ،بينما يبادلانها نظرات إستغراب ، ثوان هي حتى نطق أحدهما
"هل تريدين تكملة السهرة معنا عزيزتي "نظر لها مبتسما لتبتسم هي في المقابل، قبل أن تبصق كل ذلك اللُّعاب الذي جمَّته في فمها
ومرة أُخرى هاهو ذا جونغ كوك يمسك رسغها ليبدآ سيمفونية ركض موسيقاها لهثاتهما وصوت إرتطام أقدامهما بالأرض
تعثرت قدمها لتستقبل الأرض الصلبة جسدها الهزيل ، ليركض كوك مشكلا درعا بشريا لها من الرجلين اللَّذان إنهالا باللكمات والضربات من كل جانب
دقائق هي حتى دوى صوت صافرة سيارة الشرطة ، ناص الرجلين تاركين جونغ كوك و ليز أرضا ،تزين الكدمات والدماء جسديهما
"مالذي يفعله مراهقان في هذا الحي في هذا الوقت المتأخر ؟"
"هل تمكنتما من رؤية وجهيهما؟"
"ما سبب الشجار؟"
توالت أسئِلة الشطي بينما إكتفى الإثنين في المقعد الخلفي بالصمت
حركت رأسها بصعوبة تتأمل وجه كوك الذي إختلط فيه العرق بالدماء مشكلان لوحة مثيرة في نظرها
إقتربت منه لتدمج شفتيهما المُورمتين ،ليمتزج عرقهما ودمهما ولعابهما
ضغطت على شفتيه أكثر لتزيد حدة الألم مع النشوة التي كست جسدها
أطبقا جفنيهما لترحل روحيهما لبعد آخر ، بعد يعمه السكون، يعيد عن ضجيج هذا الكوكب ، بعد حيث يمكنهما أن يكونا ، حيث لا وجود للقوانين ، حيث لا وجود للمنطق ، حيث كل شيء مباح
فصلا القبلة أخيرا لتعود حواسهما للعمل من جديد و أول ما سمعاه هي شتائم الشرطي التي إنهالت عليهما تعيدهما لهذا الواقع المرير
جثمت رأسها بهدوء على كثفه متجاهلة أي ضوضاء يصدرها هذا العالم الشنيع
أسدلت ستار جفنيها وتنهدت بعمق علها تحضى بحلم جميل آخر كهذا
ناظرت سقف غرفتها بينما جسدها لايزال ملتصقا بالسرير الناعم ، فغر فاهها بطيف إبتسامة عندما مرَّ شريط ذلك الحدث في دماغها
هل حدث حقا ؟
أم أنه مجرد حلم جميل
_____________________
سلام ، كيفكم إنشاء الله تمام ، بعد ثلاث سنوات من نهاية الرواية قررت أن أكتب (special part) لم أستطع النوم ليلة البارحة لذا أعدت قراءة هذه الرواية وإكتشفت أنني لم أخصص لثنائينا الجميل أي بارت رومانسي لذا كتبت هذا كهدية
هل هو حلم أم حدث حقا ؟
يمكنم تخيل ما تشاؤون النهاية مفتوحة لمخيلاتكم الجميلة
أتمنى أن يكون هناك من يقرأ هذا الجزء و أتمنى أشوف تعليقاتكم الحلوة

أنت تقرأ
القاعة اربعون
Fantasyتقف بشموخ وسط تلك القاعة المظلمة ، ضوء القمر الذي اخترق النافذة ، قد عكس بريقه على خصلاتها... اجالت بعينيها في المكان لتلمح ظله الاسود قرب النافذة هناك ، اقترب اكثر لتهمس بصوتها المبحوح "ماذا تكون...!" الكوفر بواسطة @taibeek