اذكر الله و فوت لو سمحت
الحمد الله ، استغفر اللهكانت العتمة تلف اشجار الحديقة العامة ونباتتها، فتخيل اليها كاشباح سود طويلة وقصيرة ذوات اذرع متعددة متحركة مثل اخطبوط هائل داكن، الامطار على الارض تجمدت ،هنا وهناك، صقيعا يتكسر تحت وقع قدميها، رياح قوية تعصف ، فتلسع اذنيها و انفها وشغتيها فتحايها حمراء قانية كعرف الديك، واخذت انفاسها الاهثة المتلاحقة تتناغم مع اصطكاك اسنانها و ارتجاف اواصاها. رفعت رأسها للسماء الحزينة ، فاذا بقطرات باردة تضرب بشرتها ، اغمضت عيناها شاكية لتلك السماء، انزلت رأسها واتخذت لنفسها مضجعا في احد كراسي الحديقة .
"اخيرا وجدتك"
صوت من خلفها قد ارتجف له قلبها ، لكنها استدارت تحت عنوان البرود تنظر الى حاله الذي لا يقل سوء عن حالها .
"ماذا جاء بك الى هنا ؟"
سألت بذات البرود
"والداك قلقان جدا ، يجب ان نعود للبيت"
تحدث يقترب ليجلس في محاذاتها
"لماذا؟"
سألت
"انها الثالثة فجرا ، اضافة الى ان الجو بارد ستمرضين"
"هل انت قلق علي؟"
انتظرت لثوان لكن لا جواب
"تايهيونغ كان صديقي الوحيد مذ ان كنت طفلة ، والدانا كانا يحرسان على ان نكون دائما في نفس الفصل ، رغم انه كان يشتكي من هذا في البداية ، فقد كنت عبىء على كاهله ، دائما ما يضربني الاولاد في المدرسة ، ودائما ما يؤخذ غدائي مني، لكنه كان يحميني ، مع اختفائه الان انا اشعر بالفراغ ، لقد اشتقت اليه حقا ، لكن ايضا لا اريد منك ان تذهب "
اكملت كلامها لتقف مبتعدة جارة خلفها تلك الهالة من الكآبة .
سار خلفها يحدق في ظلها المتمايل، لم ينبس بحرف ، ولم يجرأ حتى على مواساتها ، هو حقا لا يعرف مالذي يجب عليه القيام به ، لذا فضل الصمت .
"سيد بارك!"
فاهت بعد ان توقفت لبرهة تتأمل الرجل الاصهب في مقابلها
"هل انت بخير؟"
ركض نحوها يتفحصها بينما هي مستغربة
"لقد سمعت انك اختفيت، قلقت عليك كثيرا ، حمد الله انك بخير"
ابتسمت تضرب دراعه بمزاح
"اوه راس البرتقالة لم اتخيل مسبقا انك قد تقلق علي "
"هذا لانك لم تتصرفي بطيش ابدا مذ ان عرفتك على عكس اقرانك"
قال معاتبا
"انا اسفة ، لن اجعلك تقلق بعد اليوم"
لم ينتبه السيد بارك لجملتها الاخيرة، فقد تشتت تركيزه و هو يحاول قراءة ملامح الفتى الذي يقف خلف ليزا وسط ذلك الظلام
"تايهيونغ؟"
فاه مستفهما
"اه اجل لقد وجدني قبل قليل ، وكنا متوجهان للمنزل "
قالت
"مرحبا"
تحدث اخيرا ذلك الجامد و يحدق في وجه السيد بارك
"مرحبا"
اجاب السيد بارك
"دعونا نعد للمنزل الان ، لا اريد من والداي ان يقلقا اكثر " .
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
صباح جديد قد اعلن قدومه ، غير ان الجو لا يبشر بخير، فالرياح تعصف ضاربة جدران المباني ، رياح هوجاء مصحوبة بقطرات باردة .
راقبت المنظر من نافذة غرفتها ، قبل ان تعود لفراشها المريح .
طرق بابها ثلاث لتأذن للطارق بالدخول ، و من غيره جونغ كوك الذي لم يعد يمضي يومها دون ان تقابله
"هل تشعرين بتحسن اليوم؟"
"اظن هذا"
اجابت بهدوء لتشيح بنظرها عنه
"الجو سيء جدا ، جيد ان المدارس قد اغلقت ابوابها "
تحدث محاول كسر هذا الحجاب الكثيف من الصمت الذي ران على شفتيهما
"هل قضيت ليلة البارحة هنا؟"
سأل مغيرة موضوعه
"اجل ، والداك لم يسمحا لي بالمغادرة ، لان العاصفة قد اشتدت "
فاه مجيبا
"يمكنك الجلوس هنا"
قالت مشيرة للكرسي بجانب سريرها
"جونغ كوك!"
نادت بعد لحظات من الصمت
"امم"
همهم كاجابة
"هل سبق لك ان وقعت في الحب؟"
سؤالها ذاك قد جعله ينظر اليها باستغراب بينما هي تنظر الى سقف غرفتها
"اعتقد هذا "
اجاب مترددا
" متى كان ذلك ،قبل ام بعد وفاتك ؟"
سألته مجددا
" ماهذا السؤال !بالطبع قبل وفاتي "
اجاب مستغربا من هذه الاسئلة
"هل يمكنك ان تحدثني عن هذا الشعور من فضلك "
طلبت بهدوء تنظر في عينيه اللتان ملأهما الاستغراب
"حسنا...ماذا سأقول ، انه اكثر شيء متناقض في العالم ، الحب يشعرك بالفرح ،لكنه ايضا يشعرك بالحزن ... الحب يشعرك بالقوة ، لكنه ايضا يشعرك بالضعف... الحب يشعرك وكأنك تملكين العالم ، لكنه ايضا يشعرك بالوحدة...الحب شيء مزعج ،لكنه ايضا شيء لطيف "
اكمل حديثه مبتسما وهو ينظر نحوها
"هل لازلت تحب تلك الفتاة"
"لا اعلم ان كنت لازلت املك حقا في الحب بعد الان ، فقلبي قد دفن منذ زمن بعيد " .
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
رغم ان البرد لا يزال قارسا ، غير ان تلك الرياح المخيفة قد ابتعدت اخيرا لتمتلا الشوارع مجددا بالناس ، كل خلف هدفه في هذه الحياة ، بينما هي جالسة تنتظر الفتى الذي وعدها بالعودة سريعا .
"هل تنتظرين احد ؟"
ادارت وجهها لتقابل تلك الابتسامة المستفزة و العينين الصغيرتين ، ومن غيره الشخص الذي كاد يدمر حياتها
"ماذا تريد؟"
"ليس هذا الجواب الذي انتظرته لكن لاباس ، الجو اصبح احسن هذا المساء لذا قررت الخروج ، ويالها من مصادفة جميلة ان التقيك هنا "
فاه مبتسما ببلاهة و كأنه ليس ذات الشخص الذي قد القى بفتاة عبر الشرفة جاعلا اياها جثة هامدة .
"اه اذا كنت برفقته"
فاه يشير للفتى القادم نحوهما مع صندوق متوسط الحجم
"يبدو انكما تتقابلان كثيرا ، هذا يجعلني اشعر بالم في قلبي "
تحدث يمسك قلبه بدرامية سخيفة ،بينما الاثنان ينظران اليه ببرود
"ما نوع العلاقة التي تجمع بينكما ؟"
سأل يحدق في كليهما
"و ما شأنك "قال جونغ كوك ببعض الغضب
"انه ابن عمي " اجابت هي مانعة اي شرارة من الاشتعال
"هذا مريح ، اذا ماذا يوجد في الصندوق ؟" اسئلة نامجون قد اصبحت مزعجة جدا بالنسبة لكليهما
-انتهى
نزلت لان نفسيتي تماام بسبب عودة بانقتان ، حبيتها مرة و انتوو ، المهم توقعاتكم للبارت ، اذا وصل ل 40 فوت و 50 كومنت بكتب بارت جديد ماوصل ما اكتب لين يوصل ،اسفة بس آخر مرة حدثث انقهرت مرة ،
و شكرااا على الاستماع لسخافاتي

أنت تقرأ
القاعة اربعون
Fantasyتقف بشموخ وسط تلك القاعة المظلمة ، ضوء القمر الذي اخترق النافذة ، قد عكس بريقه على خصلاتها... اجالت بعينيها في المكان لتلمح ظله الاسود قرب النافذة هناك ، اقترب اكثر لتهمس بصوتها المبحوح "ماذا تكون...!" الكوفر بواسطة @taibeek