11|لفحة عن الماضي

2.6K 236 12
                                    

اذكر الله وفوت فضلا

ارتشف كوب قهوته المثلجة ، ليخفضه بعدها الى المنضدة الخشبية امامه ، سدد نظره صوب ذاك الوجه الجامد الملامح ليردف "كل ما اعرفه بخصوص ايون-حبيبة جين التي تم قتلها- انها يتيمة ، لكنها عاشت مع شقيقها البكر، كان بمثابة والدها ووالدتها "
"اين يعيش شقيقها؟"

سالت ليزا بانفعال واضعة كلا كفيها على المنضدة
"لا اعلم ، هي لم تخبرني قط عن مكان عيشها ، شقيقها هو الشيء الوحيد الذي اخبرتني عنه "
فاه يرتشف من كوبه مجددا
¤
¤
¤
"علينا العودة للمشفى " مزقت حجاب الصمت ذاك الذي دام طويلا في طريقهما الحالك
"الوقت متأخر ، دعينا نأخذ قسطا من الراحة الان ، سوف نزوره غدا "
¤
¤
¤
"ماذا تقصدين بأنه قد غادر المشفى"
غضب طفيف قد غطى على نبرة ليزا وهي تحادث موظفة الاستقبال ذات الابتسامة الدافئة
"لقد غادر مرافقا رجال الشرطة "
قالت الموظفة وهي ترسم نفس الابتسامة اللطيفة
"حسنا شكرا لك "
انحت باحترام قبل ان تغادر رفقة جونغ كوك
"هل تظنين انه اعترف؟"
سأل كوك باهتمام
"على الارجح ، لكن مازال علي مقابلته "
"هل تعرفين في اي مركز شرطة هو ؟"
"لا ، لهذا سأذهب للقاء والدي "
¤
¤
¤
بعد عناء طويل  هي اخيرا استطاعت اقناع والدها بان يدلها على المركز حيث يتواجد نامجون ، صحيح انه عنيد ، لكن قطعا هي اعند ، وصلت للمركز وحدها لان جونغ كوك فضل المكوث في حجرته واكمال كتابه، ومذ دخولها وعيناها تتحسسان المكان الذي يعج برجال الشرطة ، مكاتب و اوراق متناثرة ، واخيرا لمحت خياله خلف احد القضبان الحديدية ، لتدلف اليه بعد ان استأذنت من احد رجال الشرطة
"مرحبا"
اردفت بابتسامة للجالس كالتمثال في احد المتاحف
انتصب مسرعا اليها في حين شقت ابتسامة واسعة محياه
"مالذي تفعلينه هنا؟"
"هل اعترفت بجريمتك ؟"
اجابت سؤاله بسؤال آخر ، ليومئ هو بحزن مطأطئ رأسه
"خيرا فعلت "
استرسلت بابتسامة يشوبها الحزن ، ليرفع هو رأسه محيي التقاء نظراتهنا
"لقد اذنبت وانا استحق العقوبة ، اعلم ان هذا هو الصواب، لم اكن لاحيى حياة هنيئة لو استمررت في الاختباء كالجرذان، الاشخاص الذين طاردونا في تلك الليلة ، انهم من معارفة ضحيتي، اعتقد انه شقيقها ، لقد تلقيت الكثير من التهديدات منه قبل ذلك اليوم ، لذا افضل ان اسجن ، ايضا اسف جدا ، بسببي انت وتايهيونغ تورطتما كثيرا "

اخرج يده من بين القضبان ليحتضن خاصتها بلطف بينما هي ارتبكت كرد فعل ،  استكمل حديثه محافضا على نفس الوضعية
"اعلم انه ليس الوقت المناسب ، واعلم انه لن يكون هناك من وقت مناسب ،  لذا انا فقط سأبوح لك بما يعصف به قلبي اليتيم ، اعترف انني اعجبت بك اول ما التقينا، كنت تبدين فاتنة جدا بذلك الثوب الاسود وانت جالسة بهدوء عكس الحاضرين ، ازددت اعجاب بذكائك وانت تتحدثين ، واحببت قوة شخصيتك ورفضك للاختباء ، أخيرا تيم قلبي بحبك مع لمساتك الدافئة وانت تعتنين بي ، لازلت اشتعل غيرة لدرايتي بأن فؤادك ينبض لشخص آخر ، مع ان فؤادي سجين لك ، اعلم انني لن اغادر هذا السجن قريبا ، لكن اعدك انني لن انساك "
اكمل كلماته وهو يعيد يدها بلطف وولاها دبره ، لتحرك هي ساقيها ، تقودها للخارج بهدوء
عكس افكارها الماصارعة تكاد تفجر رأسها ، شعرت بالحزن على حاله ، حتى انها شعرت بالحزن على حالها ، لما على الحب ان يكون مؤلما هكذا !
"هل تحدتث معه"
قطع حبل افكارها جونغ كوك الواقف إزاء بوابة المركز
"بلى، الم تعد لمنزلك ؟ "
سألته مقطبة حاجبيها
"شعرت بالملل هناك وحيدا"
اومأت له بتفهم ، ليسيرا معا تاركين زمام الامور لساقيهما يقودانهما
شرد ذهنها مجددا بسبب الصمت المهيب الذي بسط رداءه على شفاهيهما ، لتجرفها امواج افكارها لعالم بعيد ، قد اعادها لعالمها ملمس صلب على اذنها ، لتجفل متراجعة بضع خطوات للخلف كرد فعل ، فاذا به فقط جونغ كوك يحاول وضع احدى السماعات في اذنها
"هل اخفتك؟"
اومأت ان لا ، ليبتسم هو بلطف  مشغلا احدى  الاغاني عبر هاتفه
"لا احب سماع اغنية لا افهمها  "
فاهت مقطبة حاجباها ، وقد مطت شفتها بلطف في آخر حديثها
"لا تفهمين اليابانية؟"
  استوضح جونغ كوك  يرفع حاجبه الايسر
"ليس هذا، انما قصدي انني احب ان استمع لشيء يحاكي واقعي "
وضحت ليومأ هو بتفهم
"اتريدين الحصول على بعض المتعة "
سأل و لاول مرة يقول شيء قد جعل ليزا تتحمس له 
¤
¤
¤
"القاعة اربعون؟"
استفسرت تحدق بالذي قد انبطح ليستطيع الدخول من ذاك المنفذ تحدت الباب، بما ان اليوم عطلة رسمية فالثانوية خاوية من اي تلميذ او استاذ ، عدا الحارس الذي تمكنا من الافلات منه ، بما انه مشغول بهاتفه
"لماذا نحن هنا؟"
سألت مجددا تلتمس جوابا يشبع فضولها
"اريد ان اريك شيء "
اجابها بينما قد سار يبحث في احد الخزائن بجانب المكتب ، التي قد اكل عليها الضهر وشرب
بينما هي انزوت في احد الاركان تراقب ذلك المتحرك
"وجدتها "
هتف بفرح ، يمسح على الكتب التي اخرجها من تلك الخزاتة
"مانغا!"
استفسرت بعد ان اقتربت منه
"اجل ، لقد الفتها بنفسي "
اجاب يمسح مؤخر رأسه مع ابتسامة مشرقة
"هذا رائع ، ايمكنني الاطلاع عليها؟"
"بالطبع، يمكنك الحصول عليها "
اجاب يناولها احدى تلك الكتب .

"اعجبتني حقا ، منذ متى وانت تخبئ هذه الموهبة !"
سألت ممازحة تضرب كتفه بلطف
"انها قديمة جدا ، كنت لا زلت طالبا في هذه الثانوية "
اجاب يفتر بخجل ، لتسأل هي بجدية
"درست هنا؟"
"اجل ، كان منذ وقت طويل "
"هكذا اذن " تمتمت بتفهم
"على كل حال ، اعجبتني قصة الحب في هذه المانغا، رغم انها غير مكتملة ، اعني لما لم يعترف لها ، لقد اخرها ان تنتظره لكنه لم يحضر " استطردت تحادثه بينما تقلب صفحات الكتاب
"هذا لانه لم يستطع الحظور"
اجاب شارد ذهنه
"لما؟"
"لا اعلم"
¤
¤
¤
اختبأت الشمس هاربة بينما خيوطها ترسل شعاعا برتقاليا تزين به السحب ، لتطفي على السماء لوحة من صنع الخالق
اوصلها الى بوابة المبنى حيث تعيش ، ليقف مودعا ، بينما ذلك الاصهب قد احبط هذه اللحظة بظهوره
"سيد جيمين !"
قالت تشق وجهها ابتسامة رقيقة
"ليزا! كنت سأبحث عنك ، هل يمكننا الحديث للحظة "
سأل يرد نفس الابتسامة ، بينما جونغ كوك يقف وسطهما  صامتا
"بالطبع، هل يمكن لتايهيونغ ان يأتي معنا ؟"
"لا مشكلة لدي "
ارتشف كوب قهوته وهو يحدق فيهما يتبادلان اطراف الحديث ، يبدوان منسجمان جدا رغم فارق العمر
"ليزا اريد اخبارك بشيء مهم "
فاه جيمين لتعتلي وجهه تعابير جادة ، بينما الآخران ، اعاراه اهتمامهما
"انا سوف ارحل من هنا "
اكمل مبتسما بحزن ، لتتسع حدقتا ليزا بفزع
"انت تمزح صحيح، لا اريدك ان ترحل "
اردفت بنبرة باكية وهي تتشبت بدراع الاصهب بجانبها
"انا حقا آسف ، انا ايضا لا اريد هذا ، سأشتاق لك كثيرا "
قال يحتضن دراعها بلطف
"ستعود؟"
سألت تحارب دمعتها عن النزول
"لا اعتقد هذا "
اجاب بامتعاض
"اذا ستزورني؟"
سألت مرة اخرى بنبرة اكثر حزنا
"لا اعتقد هذا ايضا "
"هل هذا الوشاح لك ؟"
بتر جونغ كوك حوارهما وهو يخرج وشاحا مزركشا من احد الصناديق التي كانت تملاء المكان

انتهى

¤ ¤ ¤

السلام عليكم
ابشركم البارت الجاي آخر بارت لولولوي 
وبليز القو نظرة عروايتي الجديدة "قلوب ورقية"  بطولة جونغ كوك و جيمين و لا تنسو تعلقو وتسوو فوت فضلا ، و انا نزلت بارت جديد من رواية "هوسيوك في ارض العجائب

القاعة اربعونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن