6| المزهرية. 《الجزء الاول》

4.1K 358 35
                                    

استغفر الله

اسندت راسها على المقعد وهي تزفر بملل ، مع ان صوت الاستاذ كان عاليا الا ان عقلها كان مشوشا ، هي لم تنم ليلة البارحة ايضا ، لنقل انه مذ و صول جونغ كوك لم تذق طعم نوم هنيء ، هناك شعور يؤرقها ، شعور خفي اتجاجه ، و كأنها لحد الان غير مستوعبة ما يحدث ، هذا الغريب الذي هاجم حياتها ليقلبها رأسا على عقب ، ما الذنب الذي اقترفته لتعاقب به .
"هل هناك خطب ما ؟"
سأل جونغ كوك و هو ينحني بجدعه للتي تجلس بجانبه
"راسي يؤلمني "
اجابت باختصار ، ليعيد هو نظره نحو المدرس
~~~~
سارت ببطئ في ممرات الثانوية الشبه فارغة ، بسبب بدأ الحصص ، غير انها فضلت البقاء وحدها وعدم حظور حصة اللغة .
"لا تبدين بخير "
تسلل الصوت الى مسامعها ، ذلك الصوت الذي كانت بالفعل قد هربت منه ، بللت شفتيها لتسير بينما تصنع ذلك الوجه البارد " لما لست داخل الفصل ؟"
ابتسم بهدوء مريب ليعيد نفس سؤالها " لما انت لست داخل الفصل "
تنهدت بثقل بينما تقلب عينيها بملل ، تقدمت للخلف بخطوات ابطىء من سابقاتها ، سامحة له بالسير في محاذاتها
" جونغ كوك !"
نطقت بهدوء كهدوء هذه الاروقة الخاوية ليهمهم هو كاجابة
"اشعر بالضيق ، و كأن صدري على و شك الانفجار ، لا اعرف ما بي و مابال هذا الشعور اللعين ، لكنني اشعر بالاختناق "
فاهت تحارب الغصة العالقة بحلقها ، صوتها يرتجف مع كل جملة ليوازي ارتجاف نبضات قلبها

"ابكي" قال باختصار ليتوقف و يجبرها على الوقوف
نظرت له باستغراب تحاول تفسير كلامه ، او بالاحرى تعابيره الجامدة كجمود هذا الطقس الرهيب
"حرري دموعكي ليرتفع ذلك العبىء عن قلبك ، اعلم انك متعبة ، و انا اسف لان هذا بسببي ، ان كنت تريدين مني المغادرة فانا..."
"يا تايهيونغ !"
قطع كلامه صوت ذلك الفتى ذو الاكتاف و هو يركض نحوهما ، توقف ليأخذ نفسه بينما الاثنان يحدقان به ليكمل
"تايهيونغ ، اليوم موعد الحفلة ، لا تنسى مجددا كالمرة السابقة "
"اي حف.."
"بالطبع هو سيحظر " فاهت ليزا تخمد تلك المصيبة التي كان جونغ كوك على و شك اقترافها
"اه ، حسنا ، انت ايضا ستحظرين ليزا؟" قال سوك جين ينتظر الاجابة على سؤاله
" لست متأكدة ، لكن سؤحاول القدوم "
~~~~~~~
دقت الساعة الثامنة بينما ترش زجاجة عطرها ، لتكون هي آخر لمسة في حلتها الفاتنة هذه الليلة ، خرجت من غرفتها نحو ذلك الذي ينتظرها في البهو رفقة والدها ، شرد للحظات و هو يتأملها ، هي حقا تشبهها تماما ، و كأنما هي نسخة طبق الاصل ،ذلك الفستان الاسود الذي يلتف حول جسدها ، و شعرها المرفوع بطريقة انيقة ، نزولا الى ذلك العقد ، العقد! هو نفسه ، من اين لها به..
" هل نذهب الان "
بترت حبل افكاره بكلامها ليستقيم بخجل
" اجل هيا "
" لا تتأخرا " قال الوالد بصياح بعد سماعه لصوت صفع الباب

~~~~~~~~
طرقا باب المنزل بوهن ، ليفتح و يظهر وجه سوك جين خلفه
"ادخلا"
عمت اصوات ضجيج الموسيقى في كل مكان ، اضافة لاصوات الضحكات المتعالية ، واصوات كؤوس الخمر المتصادمة تزيد من صخب المكان ، اجالت بعينيها في ذلك القصر الكبير ، تحاول اشباع فضولها ، اثار انتباهها تلك المزهرية التي تزين مدخل صالة الحفل ، اقتربت منها اكثر بينما جونغ كوك دخل للصالة مع الحاظرين .
اتخذت لنفسها مكانا خاويا في الزاوية ، تحاول الهرب من صخب هذا المكان ، تلعن نفسها للمرة المليون لانها لبت هذه الدعوة .
انخفض صوت الموسيقى فجأة ، لتتعالا اصوات صرخات ، ولم يكن مصدرها الا سوكجين الذي يتذمر من لمس احدهم لاغراض عائلته
"اسمعوني رجاء "
صاح نحو الحظور هذه المرة لتتجه كل الانظار نحوه
"انتم تعلمون بالفعل انني اقيم هذه الحفلة دون علم والداي ، لذا ارجوكم ؛لا اريد ان يشكو باي شيء عند عودتهم ، لا تلمسو الاغراض ، خصوصا المزهرية في مدخل الصالة ، لقد ابتاعها والدي مؤخرا و هي عزيزة على قلبه ، المرجو منكم معذرتي و أكملو المرح "
انهى كلامه بهذه الجمل ليعم الضجيج البيت من جديد ، قلبت عينيها بملل و هي وتتمتم ببعض الكلمات غير المفهومة ليقاطعها جونغ كوك
"ما الامر ؟" سألها ينظر اليها بقلق
" اليس يبالغ كثيرا في امر المزهرية؟"
قالت بسخرية
"لماذا؟ ربما هي باهظة "
" هه انها مزيفة " فاهت بسخرية من جديد ليحدق هو نحوها بجدية
"ماذا تقصدين؟"
"لقد القيت عليها نظرة عند دخولي ، في البداية حسبتها مزهرية قديمة من الصين كنت قد بحث عنها في الحاسوب مؤخرا ، لكنها فقد مزهرية مزورة بلا قيمة " تنهدت بملل في آخر جملة
"كيف عرفت انها مزورة؟"
"الاصلية تحمل نقشا بالاحرف الصينية في قاعها ، اما هذه فهي تشبهها فقط شكلا "
وضحت .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
"لقد اختفت !" صاح جين ليسقط اكواب الشراب التي كان يحملها .
هرع الكل نحوه اثر سماعهم لصوت تكسر الاكواب
"ماذا هناك حبيبي ؟ " قالت احداهن لتتقدم الى ذاك الذي لازال مصدوما
" المزهرية ، قام احدهم بسرقتها "
قال بصراخ ينظر الى الحاظرين
انتهى...


القاعة اربعونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن