استغفر الله و بحمده ، استغفر الله العضيم
ارخى يدها ببطئ وهو يرفع رأسه لتتلاقى نظراتهما ، حجاب كثيف من الصمت قد ران على شفاههما ، لا شيء يسمع سوى صوت الرياح التي تضرب النوافذ ، فتصدر ذلك الصوت وكأنها آلاف الصرخات المخنوقة ، ملامحه هادئة بطريقة مريبة على عكس ملامحها التي كان عنوانها التعجب..القلق...الخوف.. كلها ؟ اجل كلها ملايين الاحاسيس قد اختلطت لتشكل سؤالا واحدا ؛ ماذا يحدث! ، سحب يده اخيرا ما شكل بعض الاهتزاز عله يجعلها تستيقظ من شرودها، لتنطق بعد صمت طويل
" ماذا تقصد تايهيونغ!"
"اخبرتك انا لست تايهيونغ "
تكلم بهدوء بينما صراع النظرات لا تزال مستمرة
"من تكون اذن؟"
سألت من جديد
" انا جيون جونغ كوك ، الشبح من القاعة اربعون "
تمتم يرخي جسده على الكرسي الخشبي ، اغمض عينه وشبك ذراعيه تحت رأسه ،وكأنما لا يكترث و لو قلب العالم على رأسه في هذه اللحظة
"اين تايهيونغ"
سألت تضرب المقعد بكفها ، تعبيرا عن الغضب الذي اجتاحها ، اثر بروده هذا
" لا اعرف ، ربما روحه نائمة في مكان ما "
اجاب دون حتى ان يكلف نفسه عناء فتح عينيه ،
ضربت المقعد من جديد ، وكأنما تعطيه فرصة ثانية ،
ثم اقبلت عليه تتهدده بقبضة يدها عله يفيق من هذا البرود المثلوج
"هل جننت يا هذا ، ماذا تحسب نفسك فاعلا؟ "
ابعد يداها ببطئ ليستقيم بينما يعدل زيه المدرسي
" اخبرتك انه عليك مساعدتي ، وهذه هي الطريقة الوحيدة لكي اكون بقربك ، اما تايهيونغ ذاك فسيعود حالما اغادر هذا الجسد "
تمهل يقول ببطئ وكأنا يريد من الكلمات ان تخترق رأسها ، ليخرج من القاعة تاركا اياها واقفة دون حراك .
خرجت من الباب الكبير للثانوية بعد ان انتهى الدوام.بخطواتها البطيئة تسير تحت اعمدة الانارة تلك وحدها ،السماء غائمة و نسمات الهواء الباردة تضرب جسدها النحيلة بعتف ، اخفت رأسها تحت و شاحها، بينما يداها في جيب سترتها ، احست بخطوات ثقيلة توازي خطواتها في هذا الطريق الموحش ، توقفت مكانها لتستدير بعد ان ازداد وقع تلك الخطوات خلفها لتصبح اقرب ، ولم يكن سوى ذلك الجونغ كوك خلفها بجسد صديقها ، خصلاته تتمايل مع هاتيك النسمات ، بينما عيناه قد تسمرتا لتحدقا بخاصتها
"لماذا تتبعني"
سألت لتقطع اتصال النظرات ذاك من جديد
" لا اعرف اين يجب ان اذهب "
تكلم بلا مبالات كعادته وهو يضع كلتا يديه في جيب بنطاله
" وماذا تريد مني؟"
فاهت ترسل تلك النظرات الحاقدة نحوه
"اليس هذا الشخص ابن عمك"
تكلم يشير الى جسده بينما حاجباه قد ارتفعى ليرسل نظرة الاستهزاء تلك ، زفرت بغضب وهي تقلب عينيها في المكان
"يجب ان تأتي معي الى منزلي ، فقد تسبب المشاكل اذا بقيت وحدك "
تكلمت تسحب دراعه لينصاع هو لها
" سأتصل بعمي لاخبره انك ستقضي معنا الليلة"
اضافت بعد ان توقفا عند محطة الحافلات الخاوية الا من اضواء الانارة .
"قبل ان نصل هناك اشياء يجب ان تعرفها "
تكلمت مع الفتى الذي يجلس شاردا في الكرسي بجانبها بينما حدقتاه مركزتان في الاضواء خارج النافذة
"اسمك كيم تايهيونغ، انت وحيد عائلتك وايضا ابن عمي ، وبما انك سوف تبيت في منزل اليوم فعليك ان تعرف، انا لدي اخوان توأمان كيونغ سو الفتى و ميونغ سو الفتاة في العاشرة من العمر ، و ايضا ابي محقق و امي كاتبة ، يمكنك منادتهما عمي وخالتي "
اكملت تشيح بعينيها عنه ، لتتركزا على الكتاب بين كفيها
"لكن اليس ميونغ سو اسما للفتيان؟"
سأل وهو يحدق بغباء لتضرب رأسه بكفها
"وهل هذا ما يهمك الان، فقط احفظ ما اخبرتك"
صاحت بغضب تتمتم بين انفاسها باحرف مبعثرة ، ليومأ هو ويعيد نظره للنافذة.
"امي لقد عدت "
قالت بعد ان فتحت باب الشقة المتوسطة الحجم ، استدارت لتشير لذلك الجونغ كوك بعد ان كان واقفا يحدق في تفاصيل الشقة من الخارج ، جرته من يده بعد ان يئست من محاولات نداءه لينصاع هو .
"اه الزابيث ، تايهيوتغ هنا ايضا"
قالت المرأة البشوشة الملامح ، الهادئة الصوت، المتوسطة الطول ، وهي تطل من للمطبخ بينما تلف مئزرا على خصرها ، ارسلت بعض النظرات المستغربة، حملقت بغير تصديق للفتى الذي يرتب حذائه بهدوء في احدى درجات البيت؛ جانب الباب
"مالذي تفعله"
همست الزابيث وهي تسحب يد الذي يبدو مركزا في عمله
"يا لقد جاء تايهيونغ" صاح احد التوأمين وهو يسحبه من يد اليزابيث بينما صرخات عالية قد دوت في ارجاء الشقة.
"لقد قرصنا تلك اللعبة التي اخبرتنا عنها الاسبوع الماضي، قبل نزولها في الاسواق ، هيا يجب ان تراها "
صاحت الفتاة الصغيرة وهي تطل من الغرفة اخر الرواق ، بينما تلوح بيديها الصغيرة يمينا وشمالا
"ايها التوأمان ، كم مرة علي اخباركما ان القرصنة ايضا سرقة "
صاحت الام من المطبخ ، ليجيبها فقط صوت اغلاق الباب بقوة .
"امي هل اساعدك؟"
سألت اليزابيث وهي تدخل المطبخ
"اجل ، ساعديني في ترتيب الاطباق على المائدة ، والدك سيصل الان " .
أنت تقرأ
القاعة اربعون
Fantasíaتقف بشموخ وسط تلك القاعة المظلمة ، ضوء القمر الذي اخترق النافذة ، قد عكس بريقه على خصلاتها... اجالت بعينيها في المكان لتلمح ظله الاسود قرب النافذة هناك ، اقترب اكثر لتهمس بصوتها المبحوح "ماذا تكون...!" الكوفر بواسطة @taibeek