part 12

223 22 68
                                    

وصلتُ إلى العمارة وكانت ماريا تقفُ عند البوابة ...شكلها مزرٍ للغاية ..تضع نظارة شمسية لاخفاء انتفاخ عينيها ..

حين رأتني ركضت باتجاهي .... احتضنتي بقوة ..حاوطتها بين ذراعي وانا أربت على ظهرها واتمتم "لاتقلقي كل شيئ سيكون بخير"..

وصلنا إلى الشقة ودخلنا ....جلست هيَ على الاريكة وأنا وقفتُ في المطبخ ..حضرتُ كوبين من القهوة وجلستُ بجانبها ....

"أخبريني ماذا حصل؟؟لِمَ أنتِ حزينة؟؟" سألتها وانا اعطيها كوبها ...

ارتشفت القليل من قهوتها ...انتزعت نظارتها وأطلقت تنهيدة طويلة وبدأت بالكلام ....

"أتصل أحدُ المدراء ب والدي وأخبرهُ بأنهُ يريدونه أن ينتقل إلى فرع لندن ب السرعة القصوى" شهقت في نهاية جملتها وبدأت البكاء...

"إذاً؟؟"سألتها بنبرة مرحة ...حاولت أن أخفي انكساري خلفها... لا أريدهم أن يتركوني وأعود إلى وحدتي الكئيبة ...

"إذاً سنعود إلى لندن ولا أعلم إن كنّا سنعود أم لا ...لم يسمحو لي بأن أبقى هنا وأبيت في السكن الجامعي " .

ساد الهدوء قليلاً...بدأت الدموع تتشكل في عيني ...استأنفت حديثها وهي تنظر لكوبها ..

تداعب الكوب بأطراف اصابعها ..

"حياتي هنا ....دراستي...مستقبلي...بيير وأنتِ ...لا أستطيع تقبل فكرة بأنني سأترككم واذهب "

"لِمَ لا تسكنين عندي ..أعني أنا لوحدي هنا ولا أتوقع بأن والديكي سيعارضون"قلتها ببهجة وأمل ...

سكتت قليلاً ..يبدو بأنها تفكر ..

"يا إلهي لِمَ لم أفكر بهذا قبلاً !!!" قالتها وقد تغيرت ملامحها تماماً...

"في الحقيقة نسبة ذكائك منخفضة جداً..لا أدري كيفَ تم قبولك في الجامعة !؟" اخبرتها بسخرية ...

نهضت فجأة..كفكفت دموعها بكفيها ..لملمت شعرها المبعثر ...وبلمح البصر خرجت من الشقة ...

ذُهلتُ بسرعة تحولها من الأسى الكئيب إلى السعادة المفرطة ...

بدلتُ ملابسي وغسلتُ وجهي ...لملمت شعري بشكل كعكة ...اتجهت إلى المطبخ وأنا أفكر ماذا سأطبخ ..لقد مرّ زمنٌ طويل ...

قمتُ بتحضير طبق معكرونة بالبيستو مع الدجاج ...سكبتُ القليل من النبيذ الأحمر ...

جلستُ اتناوله وانا أشاهد التلفاز ...فجأة رنّ هاتفي نظرتُ لأرى من المتصل وكان السيد ستايلز ...

تلبكتُ قليلاً...من ثمّ أجبت ..

"مرحباً إيليانا "

"مرحباً سيد ستايلز"

"كيفَ حالك؟؟ "

"بخير وأنت ؟؟"

"بخير" صمت لبرهة ثمّ استأنف "ما الذي جرى معك ...لماذا خرجتِ بهذه السرعة من الشركة؟؟"

Meant for each other..(خلقو لبعضهم..)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن