الفصل 2: خلف البوابة !!

94.4K 5.3K 1.2K
                                    

ماهذا الذي يحدث ؟! .. منذ لحظات كان الوحش يصرخ على ليزي و منعها من الدخول .. و بمجرد هبوب نسمة الريح تلك تغير كل شيئ !!


فتح الوحش البوابة .. و خطت ليزي خطوة داخل المكان .. الأبواب مكسورة .. زرابي قذرة .. المصابيح محطمة .. عظام في كل مكان !! لم تكن تشبه القلعة مطلقا .. بل كانت مثل مقبرة بسقف و جدران !! لم يكن هذا المكان يستحق حارسا له !!

شعرت ليزي بالخوف .. و رجعت خطوة للوراء لتسأل الوحش عن الطريق الذي تسلكه .. لما نظرت إليه كانت علامات الغضب على وجهه و كأنه غير راض بدخولها .. قررت أن لا تسأله .. و أن تتابع طريقها و هي معتمدة على حدسها و قلبها .

تقدمت قليلا نحو الداخل . . و ما إن فعلت ذلك حتى أغلقت البوابة خلفها !!

شعرت بقلبها يدق في عنقها .. الأن لا مفر سوى المتابعة !!
بدأت تمشي .. و كلما تعمقت في المكان .. أصبحت الظلمة أشد .. و بدأت الرؤية تنعدم .. و فجأة أضيئت  شموع كانت معلقة على الجدران من تلقاء نفسها!! لم يكن أحد في المكان إلا هي إذن من أضاء الشموع ؟!

بدأت دقات قلبها تتسارع .. و بدأ نفسها يتقطع .. و بدأت بالرجوع ببطئ إلى الخلف .. لكنها تذكرت أنها أتت هنا من أجل البحث عن راغنار .. كان لإسمه وقع خاص في قلبها يضخ الشجاعة في عروقها ..

إستجمعت قواها و واصلت السير للأمام .

بينما هي تسير بدأت تسمع أصوات كالتي كانت تسمعها في الغابة لكن هذه المرة هي تفهم ما يقولون << لا نجاة هنا .. لا مفر هنا .. من يقع في عش العنقاء لا يخرج أبدا !! >> تجاهلت ليزي الأصوات و إعتبرتها مجرد سحابة أوهام عابرة ..
بينما هي تمشي وسط الرواق المضاء بالشموع التي تبعث لونا برتقاليا يطفي السحر على المكان .. سمعت أنينا خافتا .. إلتفتت لترى غرفة مظلمة و تجلس في منتصفها طفلة تبدو في الرابعة او الخامسة من عمرها.. هي من كانت تصدر هذا الأنين .. إقتربت ليزي من الغرفة و ما إن دخلت حتى توقفت الطفلة عن إصدار تلك الأصوات .. بدأت تدير رأسها ببطئ ناحية ليزي .. يال العجب الرأس وحده من يدور كما تدير البومة رأسها !!
ما إن أصبح الوجه مقابلا لليزي .. حتى بدأ الجسم يستدير هو الأخر و تتبعه صوت طرطقة عظام تثير القشعريرة في الجسم !!
وققت الطفلة و بدأت تتقدم من ليزي حتى أصبحت قادرتا على رؤيتها بشكل واضح .. و يا ليتها ما رأتها .. قدمها مكسورة و هي تجرها خلفها ..  ملابسها ممزقة ملطخة بدماء أرجوانية .. وجهها !! .. ليس عندها عينان بل فراغان أسودان .. تسيل من محجرهما الدماء التي تصبغ وجهها المتسخ .. قالت بصوت مخيف و هي تقترب من ليزي << آني تريدك ... آني تريد عينيكي !!>>

أيقت ليزي أنها ليست بين البشر .. الوحش .. الشموع .. الأصوات .. و الأن شبح طفلة !!
خرجت ليزي بأقصى سرعة من الغرفة و هي تصرخ .. كانت الشبحة تجري خلفها .. إنها سريعة رغم أن رجلها مكسورة !!
يال المصيبة .. وصلت ليزي إلى طريق مسدود !!
سقطت أمام الجدار و هي مفزوعة .. الشبحة تتقدم و تقول << آني تريد عينيكي .. آني تريدك ..>>
مابيد ليزي أي حيلة .. جربت الجري و الصراخ .. لكن من دون فائدة !! لم تجد ماتفعل سوى أن تصرخ بأعلى صوتها : راغنااااااااار!!!!!
توقفت الشبحة عن التقدم .. و يبدوا عليها علامات الخوف و قالت << راغنار !! .. آني لا تريد راغنار !!>>
تفاجئة ليزي من خوف الشبحة من إسم راغنار و قالت بثقة غريبة : نعم راغنار .. و سوف يقتلك إن لمست شعرة مني !!

بدأت الشبحة بالتراجع و هي تقول :<< راغنار سيئ .. راغنار قاتل .. راغنار قام بإيذاء آني !! >>
بعد أن إختفت الشبحة في جنح الظلام .. وقفت ليزي .. كانت سعيدة و مرعوبة في آن واحد .. يبدوا أنها نجت من الموت المحتم .. و أفضل من هذا لقد علمت أن لراغنار هيبة هنا .. يكفي أن تنطق بإسمه و يخاف الجميع .. فماذا لو وجدته .. سوف تكون بأمان بالتأكيد !! ..... على الأقل هذا ما تظنه ...

بدأت ليزي بالسير .. لكنها سمعت صوتا يناديها من خلفها << هاي أنتي.. أنا خلفك ألم تريني >> كادت ليزي أن تفقد وعيها من شدة الخوف .. فالطريق خلفها مسدود .. و لم ترى أحدا يأتي إلى هنا .. إستدارت ببطئ شديد و هي تمسك قلبها بكلتا يداها .. حين أصبحت مقابلتا تماما إلى الجدار .. لم يكن أحد هناك سوى مرآة معلقة .. نظرت يمينا و يسارا لكن لا احد !! .. فرحت .. يبدوا أنها تتوهم ..
إستدارت لتتابع سيرها .. فصدر الصوت من جديد << ألم تريني أنا خلفك >>
إستدارت هذه المرة بسرعة وقالت << من أنت أظهر نفسك !!>>
سمعت صوت قهقهات و قال الصوت << هذه أنا المرآة !!>>

ليزي : المرآة ؟! منذ متى و المرايا تتكلم ؟!

المرآة : لست مرآة عادية أنا مرآة مسكونة !!

ليزي (بخوف شديد ) : م م مسكونة !!

المرآة : نعم .. ماذا تريدين ؟!لماذا أنتي هنا ؟!

ليزي : انا ابحث عن راغنار ..

ضحكة المرآة بإستهزاء و قالت : تبحثين عن دم العنقاء ؟! إذن يجب أن ترضي مخلب العنقاء ثم أسعدي روحها بعدها عليكي كسب ثقة نار العنقاء ..حينها ستجدين دم العنقاء ...

كان كلامها مليئا بالخبث و الإستهزاء ، لكن ليزي لم تأبه لهذا بل سألتها بتعجب: دم عنقاء ؟! عن ماذا تتكلمين لقد قلت لك انا ابحث عن راغنار !!

المرآة : إن راغنار هو ............. قبل أن تنهي كلامها  كسرت المرآة ، من تلقاء نفسها!!!!

بينما ليزي مصدومة صدر صوت من خلفها و هو يقول : أه لطالما أزعجتني هذه المرآة !!

إستدارت ليزي بسرعة و وجدت ..............

Black Shadow (الطيف الأسود)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن