1 - الخجوله

34.6K 875 222
                                    

استمتعوا 💜

_____

" إبكي ، إحزن ، إعبس ، إفشل ، حاول ، اسقط ، حاول ، اخسر ، حاول ، لا تستسلم ، قف ، إمشي ، اركض ، إضحك ، إبتسم ، أرقص ، إقفز ، حاول وحاول وحاول لتنجح ، لتعيش ، لتكون إنساناً ! "

قرأت رسالة أبي الذي تركها لي قبل أن يختفي ، قرأتها للمرة المليون وإلى مابعد المليون ، قرأتها مجدداً و مجدداً ومجدداً .

مهما أغرورقت عيناي ، وتلهف قلبي ، الإ أني بكل مرةً اقرأها وكأنها المرةُ الاولى ، وكأن عذوبت أحرُفه تُلامس أعماقي بدفئِها . .

أخذتُ نفساً عميقاً وأفقت من شرودي لأكمل تنظيف غرفتي .

" آه ..وأخيراً انتهيت من التنظيف " همست بعد انتهائي ، وانا اقوم بمد يدي للأعلى ومن ثم تدليك ظهري ، وإطلاقي لتنهيدة ارتياح .

فككت شعري الأسود الذي كان على شكل كعكه وأطلقت سراحه لينسدل بحريه ويرسو عند نهاية ظهري .

بنظرة شارِدة راقبتُ الماره من أمام نافذة غرفتي المطلة على الشارع ، إصبعي يعبث بزجاج النافذة .

ألتفت مباشرة بهدف الخروج من الغرفه ، ولكن فور وصولي لعتبة الباب ، سمعتُ صوت رنين هاتفي ، الامر الذي جعلني اعود ادراجي بإتجاه الطاوله واخذه من فوقها .

ظللت فتره أنظر نحو الرقم بشرود ، عقلي كان مشتتاً ، ذلك الرقم المجهول الذي يستمر دائماً بالأتصال دون أن يجيب ، بعد أخذي لنفس طويل أجبتُ بهدوء .

" مرحبا " خرج صوتي ناعماً على عكس ما أردت .

ولكن كالعادة لا أسمع صوت أي شي سِوا صوت أنفاسه ، الشيء الذي يؤكد أنه مازال على الخط .

" من معي ؟ " سألته بنبرة صارمه أخيراً ، حاجباي معقودان بخفه. .

ليقوم بإغلاق الخط قبل ألعن تحت أنفاسه .

طيلت الثلاث أشهر التي مضت لم يتوقف عن الإتصال بي ، ولمدة هذه الأشهر لم ينطق بحرف واحد الأمر الذي ازعجني وبشده .

لكنني قررت وضعة في نهاية ذهني وتجاهل التفكير المستمر به ، ومجدداً سمعت صوت الهاتف يرن ، مما جعلني اغمض عيناي بإنزعاج واخذ الهاتف واجيب

" من فضلك سيدي توقف عن ازعاجي لقد تعبت و .."

" اسفه عزيزتي لستُ معجبك السري " قالت صديقتي آشلي ضاحكه ، التي تعلم بشأن المجهول ذاك .

" كيف حالك أيتهُا الخجوله ؟ " سألتني آش بنبرة مرحه مع قولها للقبي المعتاد الذي تسميني به .

" أنا لست خجوله لهذه الدرجة لتسميني به ، لذا لا تلقبيني به " أمرتها بإنزعاج

" أوه حقاً اذا كنتِ لستِ خجوله لهذه الدرجه ، اذاً صححي لي أنك لا تخجلي من أن تتحدثي بصوت عالي، صححي لي أنك لا تخجلي من أن ينظُر لكِ أحدُهم ، وأن لا تخجلي عندما تضحكي بصوتٍ عالي ، وأن لا تتلون وجنتاك عندما يمتدحك أحد ، اذا لم تحدث اي من هذه وقتها صححي لي أيتها الخجوله " قالت وانا متأكده انها تبتسم إبتسامه جانبيه

" لا يهم " تمتمتُ وانا ادير عيناي أعي تماماً أنها لم تكن لتتوقف .

" مارأيك أن نذهب للملهى ونستمتع قبل أن تبدأ الجامعه ؟ " سألتني آش وعقدتُ حاجباي بحيره بعد أن تنهدت

الملهى ؟ حقاً آش ! بحق الله من الغبي الذي سوف يرغب بذهاب للملهى وغداً أول يوم للجامعه

بعد ساعه ..

" أين تظنين أنكِ ذاهبه أنسه مايا مالك ؟ " سألني بصوت حاد بعض الشي ، بعد أمساكي لمقبض الباب الحديدي

لذا ألتفت بعد أن تنهدت بهدوء لصوت المألوف جداً الذي قفز فجأة ، أُطبق فكي بأنزعاج لنبرته الصارمه .

" لا أعتقد أن الأمر يهمك زين " أخبرته بإبتسامه مستفزه

" بل يهمني ، ربما لأنني أخاك وربما لأني لن اسمح لك بالخروج بهذه الملابس " أخبرني بإستفزاز مماثل

ليجعلني انظر لملابسي بغباء ، والتي كانت عباره عن فستان أسود من دون أكمام يصل لمنتصف ركبتي ، مع حزام ذهبي عند الخصر وحذاء مشابه للون الحزام

" سوف أذهب مع آشلي " أخبرته بهدوء بنظرة واثقه .

ولكن فور رؤيتي لنظرة عيناة المنزعجه ، اكملتُ سريعاً

" أعني سوف نذهب لعيد ميلاد صديقه وهو خاص للفتيات فقط " بررت له بسرعه ، لتتحول نظرته للأرتياح .

____
" أريد كأساً أخر لو سمحت " قلت للنادل ، هذا هو الكأس الثاني الذي أشربه منذ وصولي ، ومنذ أن وصلنا ذهبت آش للرقص ناسيه أن لها صديقه أتت برفقتها

ليس غريباً علي ، لأن طيلت حياتي عشت لثلاث حالات ، وحيده ، وحيده ، ووحيده .

أمي دائما مشغوله ، وأخي لايهتم سوى لآش لسبب اجهله تقريباً، وآش كل مايهمها الرقص والشرب والتسوق ، وانا دائما في أخر القائمه ، أو دعونا نتحدث عن المتصل المجهول ، الذي طول الطريق من البيت وإلى الملهى كان يستمر بالأتصال ، وأنا لم أجبه لعله يتوقف عن إزعاجي

ومن ثُم أبي المفقود ..

تذكري لجميع هذة الأمور جعلني أشعر بالسوء ، لذا بعد أنهائي الكأس الذي في يدي وقفت وذهبت لساحة الرقص

جعلت جسدي يتمايل على حسب الإيقاع ، مع تحريك خصري ، رفع يداي للأعلى وتنزيلهما على شعري ، الدوران حول نفسي .

وأنا أعلم أن المشروب آثر فيّ قليلاً ، لأني لو كنت على طبيعتي على طبيعة الفتاة الخجوله لكان من المستحيل أن افعل هذا ، قطع علي تفكيري شعوري بيدان حول خصري ورائحه مليئه بالكحول جعل شعور التقزز يسري في جسدي ، وطبعه لقبله على خدي زاد شعوري بالسوء ، وكنت لأحتج غير أن جميع هذه الاشياء اختفت كسرعة ظهورها ، مع سماعي لصوت ارتطام .

وعندما أردت أن ألتفت شعرت بجسد اخر يحيطني ، يدان أخرى ، أنفاس أخرى ، ورائحه أخرى ولكن جميله ، لم أشعر بالتقزز والسوء هذه المره .

لكن ذُهلت وتجمدت أطرافي عندما طبع قبله لطيفه اسفل أُذني وهمس بهدوء

" لما لم تجيبي على مكالماتي ؟ "

_______

تصويت + كومنت

مين تتوقعو هالشخص ؟

رايكم بالبارت الاول ؟ ☺️💕

الخجولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن