PART... (1)

39.6K 834 35
                                    


"‏يكفيك في هذا العالم أن تحمل دمّ أمك، وفي وجهك من ملامحها، وفي صوتك نبرتها، هذه الأشياء البيضاء لا يستطيع أحد سرقتها منك".

Part1

تحدقُ في المرآة وأصابعها تتحرك ببطءٍ على ملامحِها
: يقولون بـِ أنني أُشبهكِ كثيرًا يا أمي، وهذا الشيء الوحيد الذي يجعل من قلبي يخفقُ ببهجةٍ
عندما أنظر إلى المرآة؛ حينها فقط أشعر بـِ أنكِ أمامي وأنني أستطيع التحدث معك.

تنهدت بـِ حزن
: هناك ما يحدث يا أمي.. أبلغني والدي بـِ أنه لم يتمكن من إرجاع المال الذي قام بـِ اقتراضِهِ؛ ولهذا فـ إنهم سيستولون قريبًا على المنزل والشركة كذلك، أي أنه لن يتبقى لنا شيء، ولا أعلم كيف سينتهي هذا الأمر!

flashback..

: ابنتي أنا آسف، لكن عملي في حالٍ متدهورةٍ، لم يعد بـِ استطاعتي المقاومة أكثر، أعلم أنك مستاءة جدًا ممَّ يحدث، رغم محاولتك بعدم إظهار ذلك، ولكنني أعدك سأبذل قصار جهدي؛ لكي أوفر لك كل ما تحتاجيه.

end flashback..

نظرت إلى ذاتها في المرآةِ بـِ استياءٍ
: هل تعلمين بمَ أجبته حينها؟
قلت له حسنًا وأنهيت المكالمة، هكذا وبكلِّ برودٍ!
في الحقيقةِ ليس هذا ما أردت قوله بل تمنيت لو أخبرته بـِ أنني لا أهتم للمال وكلّ ما يهمني حقًا أن يكون هو بخير وأنني أحبه جدًا، ولكن.. كما يحدثُ دائمًا أتجاهل مشاعري بجمودٍ قارسٍ، لطالما كان هناك عائقٌ بيني وبين والدي لم أتمكن من معرفة ما هو؟!.

صدح صوت خلفها
: فيرونيكا.. فيرْن
ألم تجهزي بعد! الجميع بـ انتظاركِ.

استدارت وهي تتأفف بـِ سأمٍ
: حقًا لم يكن هناك من داعٍ لـِ هذا الاحتفال
سِيلفيا تعلمين أن هذه الأجواء الصاخبة تتسبّبُ في اختناقي.

سِيلفيا: هل تمزحين! إنه يوم ميلادك
نريد أن نحتفل بك يا صغيرتي الجميلة.

أجابتها بـِ غيظ
: توقفي عن استفزازي لست صغيرتك، أنا الآن في العشرين من عمري أي أن الفارق بيني وبينكِ عامًا واحدًا فقط.

سِيلفيا: حسنًا حسنًا دعكِ الآن من هذا الحديث
فـ الجميع بـِ انتظارك.

..................................

**اليوم التالي، وفي الجامعة**

: أوه أنظروا من هنا لقد أتت فتاتي وأخيرًا.

كـ النبيذ!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن