خطواتٍ نحو اللهب(18)

13.9K 552 177
                                    

الفصل الثامن عشر

خطواتٍ نحو اللهب

في نفس اللحظة خرجت سيسليا من العربة والأسى يغمر محياها... تنهد كارلوس بأسى وتعجل الأجابة منها

-ماذا حدث؟!

طأطأت راسها بخيبة امل... ثم علت شفتاها ابتسامة مريرة وهي تقول

-اسفة يابني ولكن زوجتك لاتستجيب للعلاج… لقد بذلت مابوسعي... اذهب لوداعها

تجمدت ملامح وجهه وسرعان ماانقبض قلبه وهو يهتف بعنف

-هذا مستحيل... روبي لن تموت انها اقوى مما تتصورين

ربتت على كتفه مواسية

-كن قوياً

اخذ نفساً عميقاً وحاول تهدأة ضربات قلبه المتسارعة مدعياً القوة والثبات... دخل العربة كانت لاتزال فاقدة الوعي ومارينا قربها تجهش في البكاء... ثم ازداد نحيبها فور رؤيتها اخاها

-اخي... روبي ستموت.... ياالهي اخي

سرعان ماارتمت على صدر اخاه واخذت تبكي... وضع يده على ظهرها وعيناه تحملق بروبي الراقدة دون حراك

-هي لن تموت... روبي عنيدة وقوية لن تسمح للموت بأخذها

جذبت نفسها منه واخذت تحملق به بصدمة... كانت صدمته اكبر مماتوقعت وكأن كلامه مجرد هلوسة وهذيان

-اخي ارجوك... كن راضياً بقدرك

اقترب منها ليجلس القرفصاء ثم تناول يدها قائلاً بثقة عالية

-هي لن تموت انا متأكد

حملها بين ذراعيه وخطى بها خارج العربة... كادت مارينا تلحقه فاستوقفتها سيسليا

-دعيه وحده معها... انه فقط مصدوم

الجميع كان متيقن من موتها... اما ايزابيلا تراقب كل مايجري من بعيد وهي تتدعي ارتداء ثوب الحزن والأسى عليها

-لاتزال عروسة صغيرة... ياالهي ارحمها

كانت مارينا ترمقها بريبة غير مصدقة نواياها... ولكنها سرعان ماتسائلت من اين ستأتي روبي بهذا الشراب... هل من الممكن ان تكون ايزابيلا وراء ذلك... ولكن العلاقة بينهما متوترة ويستحيل ان تثق بها اذن من هو هذا الشخص؟

حملها كارلوس بذراعيه القويتين وتوجها بها نحو البحيرة... متذكراً كلام جدته عندما كان صغيراً مياه هذه البحيرة علاج لكل مرض... كان يركض بها ويسارع الزمن بخطواته الواسعة... توقف امام البحيرة ونزل بها حتى غمرهما المياه .

قال من بين تنهداته

-روبي افيقي... افيقي... ارجوك... انا اتوسل اليك

غطس بها في عمق البحيرة... سرعان مافتحت عيناها وتمردت من بين ذراعيه... اسرع بها هو الاخر ليجعلها تستقر فوق السطح... شهقت بعنف فور تنفسها الهواء.. قال كارلوس بسعادة بالغة

الأنتقام المرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن