"لِما هذا الضجيج كلهُ؟" أتأفأف واريحُ جسدي على الأريكة، "حسبَ ما أخبرتني به داينا، لقد أنتقلوا مستأجرين جدد للمنزل الذي بجانبكِ" تتكلم سيلينا وتجلسُ بجانبي، يُصيبني بعض الإحباط، اكرهُ تلك الضجة التي يخلدها الجيران.
"بمنتصف الليل يأتون؟ من البداية واضحٌ أنني سأرتاحُ بوجدهم" اسخرُ واحتسي القليل من قهوتي السوداء،مزاجي قد تحسن قليلاً عما كان لمذاق القهوة اللذيذ."على آي حال أتمنى أنهم ليسوا بمراهقين وكلَ يومٍ يقيمون حفلة، أو متاجرين بالمخدرات، او عجوز فضولي كما المستأجرين القداما" اكمل كلامي وامددُ ساقيّ على الطاولة أمامي.
"لا، هم رجل وإمرأة وطفلٌ" تتكلمُ سيلينا وتنهضُ بنصفِ جسدها لتحضرُ كأسها من الشاي الأخضر.
"جيد" اهمسُ وارخي جسدي أكثر، "لوريان عليّ الذهاب الأن، أمي ستغلقَ بابَ المنزل ولن تدعني ادخل بعد خمسُ دقائق" تقهقهُ قليلاً واشاركها،"ألقي السلام عليها، أخبريها أنني غداً بإنتظارها على الغداء" اتكلمُ وتنفي برأسها.
"نسيتُ أخباركِ، غداً أنتِ مدعوة على الغداء" تتكلمُ وأبتسمُ برفق،"وداعاً الأن" تنهضُ بقلةِ حيلة و تتجهُ لخارجِ المنزل.
ألقي نظرة لساعة الحائط، الثانية عشر والنصف، أطفئ التلفاز وبكسل اتجهُ لحجرة نومي، سريري الكبير والمريح ها أنا ذا بين أحضانكَ.
أحضنهُ ولا يسعُ بين ذراعيّ، ارخي رأسي على إحدى وسائده وهاهي الراحة قد اعتلت جسدي.
-----
بعضَ التمتمة البعيدة تخترق مسامعي، إحدى مساوئي لنفسي أن نومي كرقِ ورقة، أقلَ شيءٍ يُقظني، امددُ جسدي واصدرُ بعضَ الأصوات الغريبة، قدماي استاقما كاملاً من شدة التمدد.
أزيحُ الغطاء عني وأنظر لساعة الحائط، الثامنة صباحاً، أنا تلك الفتاة التي تضعُ بكلِ غرفةَ ساعة.
اميزُ تلك الرائحة تماماً، هي القُرفة، تغلبُ رائحة القهوة خاصتي، أستنشقُ الرائحة واتجهُ لمطبخي الصغير.
أُعدُ كوبَ قهوة، واحملهُ معي لشرفتي، عادت قهوتي للسيطرة على رائحة منزلي وعلى عقلي، اضعُ الكوبَ جانباً واحضرُ كتابي الشبه مُعتق، جين آيير هي إحدى الروايات المُفضلة لدّي، لا أملُ من قرأتها ليلاً نهاراً، وإعادة قرائتها مرة تلوى أخرى حين تنتهي.
ارخي ظهري ضدَ الكرسيّ وأبدأُ بالقراءة، رويداً رويداً يتشتتُ ذهني من الحديثُ الذي يُدارُ أمامي، هؤلاء هم المستأجرين الجدد.
يتناقشون بخشونة عن كيفية عقد ربطة العنق، حقاً؟ صوتها الحاد مع تلك البحة الغليظة تنحشرُ بأذني، أما عن صوتهُ الثقيل والرجولي قد كان مألوفاً لدّي، فكلُ الرجالِ أصواتهم قريبة من بعضهم، أو أنني لا أميزُ الأصوات الذكورية بسرعة.
أنت تقرأ
رائحةُ القُرفةThe smell of cinnamon
Фанфикأحببتها للطريقة التي تُنيرُ بها صباحي بإبتسامتها المشرقة وتُنهي مسائي بإبتسامتها المُتكاسلة، لطريقة رفعها لطفلها بين يديها، لرائحة القرفة المنبثقة من منزلها والمنتشرة لخارجهِ ، لكلِ يومٍ بذلك الروتين المُحبب لدّي، لو أن الصباحُ يبقى صباحاً ولا ينتهي...