كنتُ قد استيقظتُ من اقبحَ كابوس ممكن أن يصممهُ دماغي قبل بضع دقائق، لازال توترُ الاحداث عالقٌ بي، سأقتلُ على يدِ كاميلا؟ وأيضاً ستخرجَ قلبي وتأكلَ منهُ، كنتُ لاقنع نفسي أنهُ من كثرة مشاهدتي للأفلام المرعبة، لكن لن ينجح بما أنني لا أشاهد الأفلام إلا نادراً.
اهزُ رأسي مبعدةً الأمر من دماغي، ليسَ لدّي طاقةٌ للنهوضِ من فراشي، اطلقُ نظرةً لساعة يدي لتكن العاشرة، يبدو أن الكابوس سرقني من روتين جسدي بالأستيقاظ باكراً.
مع محاولاتي البسيطة للنهوض أفشل، النعسُ والتعب يحاوطان جسدي بكلِ وقاحة، بلحظة اشعرَ بثقلٍ خفيف فوق يدي، ليكن بودي ، ابتسمُ برفق واحاول العودة للنوم.
لا اعلم كم مرَّ من الوقت لكني أعلم أنني نصفُ مستيقظة، اشعر بما حولي وبذات الوقت بعض الاوهام ترافقني.
انهضُ بفزع لتسلل صوت هاتفي بشكلٍ صاخب نحو اذناي، امسكهُ واجيبُ بعد رؤية اسمِ كاميلا، ابتسامةٌ صغيرة ارتسمت على فمي.
"مرحباً لو" تتكلمُ فور وضعَ هاتفي عِند اذني، احاولُ النطق لكن صوتي لم يخرج إلا بعد ثلاث محاولات، "اهلا كامز" اتكلمُ واغلقَ عيني واعود لاحشر وجهي داخل الوسادة المريحة.
"لما صوتكِ هكذا؟ مختلفٌ قليلاً" تسألُ بقلق واتنهدُ قليلاً، "لا أعلم، أشعر أنني متعبة واريدُ النوم" اتكلمُ بصوتٍ خافت ومتماطل.
"اعتقد أنها حمى" اكمل كلامي بعد ثوانٍ من الصمت، "كنتُ اريدُ إخباركِ أن نذهب لنتنزه، إذاً لن تستطعين الخروج اليوم! ، سأبحثُ عن شيءٍ أخر أمضي به وقتي" تتذمر بصوتها لاتنهد بتعب، كلامها ازعج جوف قلبي، تتصل فقط لتمضي وقت؟ اللعنة.
"حسناً، اراكِ إذاً" اخبرها واسمع ردها من الجهة المقابلة، نغلقُ الهاتف بعد وداعٍ بسيط.
اعودَ لإستلقائي، خططي لليوم هو البقاء بالسرير طوال اليوم، اشعرَ أن السريرَ وأنا كالقطبين المتخالفين، مندمجان لا يفترقا بسهولة.
بعد مرور دقائق قليلة امسكَ الكتاب الذي بجانبي، اتعرفُ على عنوانهُ أنهُ كتابٌ علمي، فور تفكيري أن عليّ إجهاد عقلي بالتفكير مع الكتاب اعيدهُ للجانب واستغني عن فكرة القراءة.
وسأستغني عم فكرة النهوض واعداد القهوة، سأستغني عن كلَ ما يحتاج لجهد إلى أن يستغني عني الإرهاقُ.
طرقٌ خفيفٌ على الباب يجعلني اتذمر ناهضةً عن السرير بصعوبة، لكن بأكثر أصرار من المرات السابقة.
فورَ ما افتحَ الباب ارى خلفهُ ذات الابتسامة التي تضيء صباحي وتسعدَ مسائي، "عذراً لقد تأخرتُ" تتكلمُ وتدخلُ دون سؤال، هي اساساً لا تحتاج لذلك.
"احضرتُ بعضَ الأشياء لنتسلى بها" تتكلمُ واومئ لها بإبتسامة بسيطة، "موافقة" اهمسُ لتتسع ابتسامتها هي.
![](https://img.wattpad.com/cover/85942012-288-k808657.jpg)
أنت تقرأ
رائحةُ القُرفةThe smell of cinnamon
Fanficأحببتها للطريقة التي تُنيرُ بها صباحي بإبتسامتها المشرقة وتُنهي مسائي بإبتسامتها المُتكاسلة، لطريقة رفعها لطفلها بين يديها، لرائحة القرفة المنبثقة من منزلها والمنتشرة لخارجهِ ، لكلِ يومٍ بذلك الروتين المُحبب لدّي، لو أن الصباحُ يبقى صباحاً ولا ينتهي...