عادت حياتي لكونها الاعتيادية كما كانت، استيقظ واقرأ ،اذهب للعمل واعود لتناول وجبة الطعام عِند أحد الأصدقاء، ويمرُ الوقتُ وأنا لا أتقدم ولا اتراجع بأي خطوة.
الأن أنا وكاميلا نتمشى، بهدف البحث عن منزل مناسب للإيجار، بما أن الستة أشهر كادت أن تنتهي وهذا ما لا يمكنني احتمالهُ، وبختُ قلبي على حبهِ لها لكن بالنهاية لا يمكنني لومهُ لحبها كونها جارةً وصديقةً مثالية.
"اللعنة قد تجمدت اطرافي" همسَت ومن ثم حشرت يديها بداخلِ معطفها ، شدتهُ نحو صدرها لعلهُ يُدفئها أكثر.
"أخبرتكِ أنَ البرد قارس لكنكِ عنيدة" اخبرها جاذبتها نحوي، ذراعي قد التفت حولَ خاصتها،"يُقال أن غداً ستثلج وسيبقى الوضعُ هكذا لعدة أيام" اضفتُ.
"اذاً علينا شراء موؤن" تخبرني واومئ لها،"لكِ ذلك، لكن عندما ننتهي" أنظرُ يميناً ويساراً، لا وجود إلا لسيارة بعيدة نسبياً، امسكُ يدَ كاميلا واسحبها بسرعة لنتجاوز فارق الطريق.
"لورين" تتذمرُ كاميلا وتطلقَ صيحة صغيرة، بخارُ نفسينا قد كوّن دُخان بالهواء، مع كلِ نفس وكلِ كلمة نطلقها، ذلكَ البرد القارس قد احاط قلبي بدفئ وجودها،"لو تركتكِ لكنا أنتظرنا ثلاثُ ساعات لنتجه للقسم الأخر من الشارع" اقولُ ونكملَ تقدمنا بصمت 'عدا تذمر كاميلا' نحو المكتب العقاري الثالث لليوم.
"هذا سيكون الاخير لليوم، لا أشعر بأطرافي" تخبرني وتخطو أمامي نحو المكتب.
ادخل خلفها وأراها قد القت التحية وابتدأت بكلامها
أنا بجانبها استمع لحديثهما، اذكرها بكون المنزل المطلوب لا يتجاوز المئة متر، مع حديثنا ثلاثتنا يخبرنا أن هناك ثلاث منازل بذات المواصفات، نُبعدُ إحدى الخيارات لكونهِ بعيداً عن المنطقة المطلوبة.ينتهي حوارنا بقرار كاميلا رؤية المنزلين غداً عِند الصباح، كنا لنرى المنزلين لكن الوقت اصبح متأخراً نوعاً ما.
ننسحبُ من المكتب ونحنُ على ذات الاتفاق، "عدنا للبرد" تهمسُ واومئُ لها، اخلعُ عني معطفي واقدمه لها، "لا لورين، ستتآذين دون معطف" تتكلمُ وتعيد المعطف لي، "أنا لستُ مثلكِ كامز، أنا مرتدية كلَ ما املك من ملابس لذا لا اشعر بذلك البرد الشديد، ارتديهِ أنتِ" اخبرها لتنظر إليّ بشك، "متأكدة لورين؟" تسألُ واومئ لها، "بالتأكيد".
ترتديه لابتسم لها وكذلك هي، اشعرُ ببرودة قد تسللت ليدي، كانت يدها قد امسكت بيدي، تحشرُ يدها للتشابك مع خاصتي ، تتسعُ أبتسامتي، برودة يدها قد ارسلت موجات قاسية نحو قلبي، ارجفتهُ وكادَ أن يتطاير من مكانهِ.
تتطاير سعادتي بألمٍ حادٍ بمعدتي، صرخةٌ خافتةٌ هربت من حنجرتي، لم استطع أن استقيم، ظهري قد تكور مُحاولاً تخفيفَ الألم، "لورين مابكِ؟" تهلعُ كاميلا تاركةً يدها من خاصتي، تلامس يدها الباردة وجهي، تمسحُ على وجنتي مما اخفى آلم معدتي عني.
![](https://img.wattpad.com/cover/85942012-288-k808657.jpg)
أنت تقرأ
رائحةُ القُرفةThe smell of cinnamon
Fanficأحببتها للطريقة التي تُنيرُ بها صباحي بإبتسامتها المشرقة وتُنهي مسائي بإبتسامتها المُتكاسلة، لطريقة رفعها لطفلها بين يديها، لرائحة القرفة المنبثقة من منزلها والمنتشرة لخارجهِ ، لكلِ يومٍ بذلك الروتين المُحبب لدّي، لو أن الصباحُ يبقى صباحاً ولا ينتهي...