حلمت بها مرتين وفي المرتين كان الحلم حقيقة
لم تكن مجرد سيدة وأنثى، هي حلم جميع الأحلام
وطموح جميع الإناث وفي كل مرة كنتُ أقول أحبك ملايين المرات، اما الأن فأنا اشربُ كأس نبيذ المرتين، مازلت أذوب وأحلم بالمرتين.ازيحُ كأس النبيذ جانباً، واستقيمُ بجسدي المتهالك، عاجزة عن التقدم بثبات، جنونَ النبيذ سيطر على عقلي.
انظرُ للمرأة الصغيرة المعلقة على الحائط، انظرُ لها لثوانٍ وابتسم لانعكاسي المخضرم، اخرجُ من منزلي واغلقُ الباب خلفي، احتجزُ بودي خلفَ ذلك الباب، ابتسمُ مرةً أخرى واتجهُ للباب الذي بجانبي، ليتني انحجزُ خلفهُ، مع خطواتي المبعثرة احاول الاستناد على الحائط، انجحُ واطرقُ على الباب بهدوء.
دقيقةً من الانتظار ويفتحُ الباب أمامي، عيناي شبهُ مغلقة لكنني آرى اشعاع صورتها، ابتسمُ مرة أخرى لأرى ملامحها الحادة تخترق عيناي.
"مرحباً؟" اسألُ بصوتٍ متقطع ، دفئٌ غريب قد لامسَ أجفاني،بدأ الغباش بالسيطرة على زجاجَ عيناي، امسحُ بكفَ يدي ما هبطَ من عيني.
"أأنتِ ثملة؟" تسألُ وتضعُ يدها فوقَ جبيني، "حرارتك مرتفعة" تهمس لابتسم لها، هل هذا يعني أنها ستعتني بي؟ سأحضنها وأنام؟ ستجعلني أتناول حساء لا احبه؟ ومن ثم ستشتمني لأنني قبلتها؟.
"اردتُ الأعتذار لكنكِ لم تسمحي لي بالاقتراب، ولم تسمحي لي بالتمعن بنيتيكِ أو الانصاتِ لترددات صوتكِ، ضائعة دون رائحة القرفة خاصتكِ" اهمسُ وعادت الدموع للسيطرة على عيني، امسحها مرتين.
"تعالي معي" تتكلمُ وتجذبني للداخل، تدفعُ بي لأجلس على الاريكة، "لا تعتقدي أنني أسامحكِ، لكني لن أسمح لغبائكِ بالقضاء عليكِ" تتكلمُ وتبتعدُ عن ناظري.
ابتسامتي لم تفارق شفاهي، كذلك دموعي لم تفارق عيناي، اسندُ رأسي للخلف ليرتاح على طرفِ الأريكة، اغلقُ عيناي وامسحُ وجهي بكمَ سترتي.
"حمقاء، لعينة، اريدُ قتلكِ" تتكلمُ وتمسكُ ياقة سترتي، تشدني بشكلٍ خفيفٍ نحوها، برودة قد حطت فوق جبيني، افتحُ عيني ليكن منديل مغمس بالمياه الباردة.
"لما فعلتِ ذلك؟ صديقتي المفضلة أنتِ، قبل أن تحطمي صداقتنا قد حطمتي قلبي، تعلمين أنَ لدّي حبيب وزوج بعد فترة قصيرة، كل مافعلتهِ حماقة لعينة، الأن لا أعلم كيفَ أعاملكِ، كوني واثقة أنكِ لستِ بعدوتي، لكن حقاً لا اعلم ما افعل!" تتكلمُ وتدفعني للخلف بأصبعها، يدها الاخرى فوقَ المنديل على جبيني.
"حاولتُ أن أعتذر، لا أعلمُ مافعلت، كان خطأ فادح، لم اقصد ذلك اقسم، دعينا ننسى الأمر برمتهِ أرجوكِ" اهمسُ لاشعر بتنهدها يتوجهُ لوجهي.
"عاجزة عن أخذِ قرار" تتكلمُ وتبتعدُ عني، "دعينا نتركَ الأمرَ للزمن، سننسى كلَ ذلك" اهمسُ لتهزَ هي برأسها.

أنت تقرأ
رائحةُ القُرفةThe smell of cinnamon
Fanficأحببتها للطريقة التي تُنيرُ بها صباحي بإبتسامتها المشرقة وتُنهي مسائي بإبتسامتها المُتكاسلة، لطريقة رفعها لطفلها بين يديها، لرائحة القرفة المنبثقة من منزلها والمنتشرة لخارجهِ ، لكلِ يومٍ بذلك الروتين المُحبب لدّي، لو أن الصباحُ يبقى صباحاً ولا ينتهي...