وجهة نظر لورين:
"سأحضرهُ، كما تُريدين"كلامُ تيفاني عبر الهاتف قد انعش روحي، اخيراً سأرى صغيري ذو اعين البحر والسماء.
تُغلقُ الاتصال واطلقُ صرخةً صغيرةً سعيدةً، انهضُ من اريكتي واتجهُ للمطبخ، سأعدُ بعض الطعام لبودي، استهلكُ بضعُ دقائق حتى أنهي إعداداهُ، اضعُ صحنهُ -الذي لم يأكل به منذُ مدة- على الأرض، يأخذني من أفكاري طرقٌ على الباب، لابد أنها تيفاني وبحوذتها بودي.
ما إن فتحتُ الباب حتى يغير عقلي تخمينهُ، هي ذاتها بإبتسامتها اللطيفة وفكها الحاد، "اهلا ياجميلة" اتكلمُ لتبتسمَ بوجهي وتضحك قليلاً، "اشتقتُ لكِ" تتكلمُ وتقترب مني لاقدم لها حضناً ركيكاً وسريعاً.
"تفضلي" اشيرُ بيدي لتومئ وتدخلَ للمنزل، اغلقُ الباب واخطو خلفها، "لورين، هاتفي قد جُنَ" تتأفأفُ بطريقة لطيفة لاقهقه عليها.
"لماذا ، مابه؟" اسألها وهي تجلسُ على الأريكة، "لا أعلم، استيقظتُ وقد اظهر لي أشياء مقززة" تتكلمُ وارفعُ لها حاجباً.
"مثلَ ماذا؟ إعلانات مثلا؟" اسألها وتومئ، "حسناً، دعيني اراه" مع كلامي تقدم لي هاتفها، "يمكنك حلها صحيح؟" تسألُ وأنظر لها مع قطب حاجباي، "اربعُ سنين دراسة ولن استطع حلها؟" اتذمرُ منها لتقهقه هي وتصفع كتفي بخفة.
"سأعدُ شيئاً نشربهُ" تتكلمُ واومئ لها، "أجعليهم ثلاث، تيفاني قادمة" اخبرها لتومئ هي وتتجهُ للمطبخ، بينما أنا أنغمسُ بهاتفها، احاول الوصل لأي خيط يمكنهُ فكَ شيفرة الفايروس الموجود.
دقائق وارى ظلها اقتربَ مني، قُبلة ناعمة قد لامست جبيني، ابتسمُ بداخلي واتأفأفُ خارجياً، "لما عليكِ أن تكوني فظّة؟ هي مجرد قبلة صغيرة" تتكلمُ لاقهقه قليلاً، "حسناً اعطني اخرى ولن اتأفأف" اتكلمُ وامدُ لساني لها، تقهقه هي وتنفي برأسها، "لا، يكفيكِ هذا" تبعثر بيدها شعري واقهقه قليلاً، قد بعثرت نفسي وقلبي ببعثرتها تلك، لقد كنتُ قد تحطمت بالفترة الماضية لأجلها، كرهتا لحظة وبالمقابل احببتها ألف لحظة، بفضل تيفاني حالي تحسنَ وبشكلٍ كبير، اصبحتُ لا أشتهي البيرة إلا نادراً، واكملتُ معالجتي عِند طبيبي النفسي، لكن قناعتي لم تكن من نفسي، طبيبيَّ النفسي قد ساعدني جداً وبهذا اخيراً تخلصتُ من فكرة مقاضية حياتي بكاميلا.
"مالذي اعدتته؟" اسألها وأنظرُ ثانيةً لها واعود لهاتفها، "قهوة" تتكلمُ واومئُ لها، "لكن لن تكن بذات لذاذة قهوة لوريان خاصتكِ" تهمسُ بطريقة مضحكة، انفجرُ ضحكاً عليها وتشاركني هي بقهقهة بسيطة.
يطرقُ الباب وتنهضُ كاميلا لتفتحهُ، تظهرُ تيفاني من خلفهُ وبحوذتها بودي، اضعُ هاتف كاميلا جانباً واسرعُ نحو بودي، حوالي الاسبوعين لم اراه، لكنني الأن اراهُ بذيله الذي لم يهدء وبقفزاتهِ الصغيرة عليّ، احملهُ واقبلهُ عدة قُبل، اداعبه والهو معهُ.
![](https://img.wattpad.com/cover/85942012-288-k808657.jpg)
أنت تقرأ
رائحةُ القُرفةThe smell of cinnamon
Fanficأحببتها للطريقة التي تُنيرُ بها صباحي بإبتسامتها المشرقة وتُنهي مسائي بإبتسامتها المُتكاسلة، لطريقة رفعها لطفلها بين يديها، لرائحة القرفة المنبثقة من منزلها والمنتشرة لخارجهِ ، لكلِ يومٍ بذلك الروتين المُحبب لدّي، لو أن الصباحُ يبقى صباحاً ولا ينتهي...