(17)فلوريدا

3.3K 160 178
                                    

"هل تُريدين آي شيء آخر عزيزتي؟" تسألُ والدتي مُقبلةً جبيني بنعومة، "هل يُمكنك أخبار كاميلا أنني اريدها للحظة؟"اهمسَ وتومئ لي والدتي، "احلام سعيدة" مع كلامها تُرتب الغطاء فوق جسدي وتنسحب بعدها.

اشربُ الدواء بمساعدة القليل من الماء، ما إن انتهيت حتى تدخلَ كاميلا، "هل اردتني عزيزتي؟" مع سؤالها تقترب مني وتجلس بجانبي على السرير.

"أجل، يمكنكِ النوم هنا اليوم؟، عليّ أن اودعكِ جيداً" اهمسَ لتومئ لي، "سأشتاقُ لكِ" تهمسَ وابتسم لها، ارفع الغطاء لتفهم مقصدي.

تخلعُ حذائها وكذلك الجوارب ومن ثم تنحشر بجانبي، "كيفك يمكنكِ النوم دون جوارب؟"  اهمسُ لتعقد حاجبيها وتجعد جبينها، "أنتِ كيف تستطيعين النوم مع جوارب؟ الا تختنقي؟" تسألني وترتب استلقائها.

"وهل أتنفس من قدماي؟" اسألها لتطلق ضحة صغيرة لذيذة، "هل لي ببعض الُقبل؟" اسألها لتنفي برأسها، اعقدُ حاجباي متصنعة اللطافة والتذمر ومن ثم اقلبَ جسدي للجهة الأخرى، ليواجه ظهري وجهها.

يدها تحاوط خاصرتي وتسحبني لها، ما إن درتُ وجهي حتى كانت شفاهها تأكلُ شفاهي، أبادلها بشغفٍ يدوم لثوانٍ عدة قبلما تعتليني هي.

"سنتوقف لأنني لا استطيع أن أضمن ألا أخطأ معكِ" تهمسُ من بين لهثها أمام شفتاي، "وهل هذا خطأ؟" اسألها لادفعها بخفة واعتليها، اعود لتذوقِ فاه التوت خاصتها، هذة المرة كغيرها من المرات دائما تبدو وكأنها المرة الأولى، الارتجافُ والقشعريرة ذاتها، التنفس الثقيل ودقات القلب ذاتها ايضاً.

"اود أنا أخطأ معكِ، لكن هل هذا صُحي؟" تهمسَ لاتنهد وابعد جسدي عنها، "لما عليكِ أن تذكريني بمرضي كلما نسيتهُ؟" اسألها مع زفير ثقيل.

"صدقيني لم اكن اقصد" تهمسَ وتضع يدها حول مَعدتي، "لم اسألك، كيف كان يومكِ؟" تسألُ بعد فترةٍ من الصمت المؤلم، هي كالمخدرات تماماً، ستتوه وتتوه بها ومن ثم تتعلقُ بها اشد التعلق، حيث انك تقبل أن تموت لأجلها، تحتضرُ بسببها وتحبها أكثر، كلَ فترة تُزيد عيارَ آلمها، وهذا الآلم هو الراحة والفرح في الوقت ذاتهِ، هي المخدر لعقلي وأنا المدمنة، من الشبهِ المستحيل أن ارضى بغير ادماني.

"اتت داينا لتعتذر لي، وعدنا اصدقاء" اهمسَ لتحرك يدها فوق معدتي بخفة، "حقاً؟ هذا رائع، وماذا ايضاً؟" تسألُ ويدها تسللت لأسفل سترتي، تأوه صغير اكتمهُ بداخلي، آه من حُبها.

"اخبرتُ سيلينا أنني سأسافر غداً لفلوريدا من أجل العلاج واخبرتها أن تدع بودي عندها وهي لم تمانع، لم اخبرك!  لكن البارحة التقيتُ بتيفاني، كانت مُخضرمة، عيناها حمراء وسوادٌ تحت عينيها وبشرتها شاحبة، تحدثنا قليلاً ولهونا كذلك، كنتُ لاستمتع اكثر لولا الآلم الواضح بعينيها، لكن هي من اراد هذا وهي من اخبرتني أن صداقتنا لن تعود يوماً كما كانت وكلَ ماسيكون بيينا مجرد سلام! " اهمسُ وتهمهم لي هي.

رائحةُ القُرفةThe smell of cinnamon حيث تعيش القصص. اكتشف الآن