"إذاً لورين، لم تُخبرينني عزيزتي، ماكان أمرُ آلمكِ؟" تسألُ كاميلا وبداخل احضانها اختبئ أنا، كعصفورٍ يهرب من المطر.
"التهابُ الكُلية اليمنى، بعض الأدوية وسأصبح جيدة" اخبرها وابتعد عن حُجري، يدها تتحركُ ضد ظهري وتمدني بدفئ عجيب، ليسَ دفئاً لجسدي، بل لخوفي من فقدانها، دفئٌ لعقلي ومشاعري، دفئٌ لشراين جسدي التي تكادُ تتجمد.
"وهل علمتي سببها؟" تسألُ واومئ بهدوء مع انسحابي بعيداً عنها، "مرّت فترة اثقلتُ بشرب الكحول، اكثر من عشرة كوؤس يومياً" اطلقُ كذبةً اخرى صغيرة، لربما ليست كذبة بحد ذاتها، لأن سرطان الكُلى كان من اسبابهِ اجهاد الكبد بكثرة وهو ماجعل الأمر أخطر مما سبق، لذا أنا ممنوعة من الكحوليات.
"بين اكتافكِ يوجد كُرة بيضوية، ارجوكِ استعمليها، لما حماقتكِ تلك! ،من أجل ماذا؟" تصرخُ قُرب اذني وتدفعني بيدها بخفة، آه لو تعلم أن السرطان الخَطر ليس بجسدي بل بحبي لها، هي كانت سرطان حياتي.
"كفاكِ جدلاً الأن، دعكِ من الهموم وتعالي معي" اتكلمُ وكأنني صنمٌ، لم اعد استطيع القاء الدعابات أو أن أنفعل بحديثي، سيكون ذلك مُتعباً لي.
امسكُ يدها واسحبها لداخل منزلي، تتأفأفُ هي وتدخلُ بتذمر، بحركات لطيفة تتقدم لتجلس بجانب هاري، أما أنا فأتجهُ للجلوس بجانب تيفاني.
استمعُ لحديثَ تيف وهاري واحاول التمازج معهم، "الا تعلم أن اللون الازرق يقدم انتاج اكبر؟" تتكلمُ تيفاني ليرفع هاري حاجبهُ، "بحسب ماذا؟" يسأل ويشبك يديه ببعضهم البعض.
"بحسب علم النفس اللوني" تُجيب ببساطة ليقطب هاري حاجباه، "ومالذي يعني ذلك؟" يسألُ لتبتسم تيف، "هذا العلم من اهم مانتعلهُ بالرسم، او التصميم او الشعارات، لو اردت تصميم شعار لمطعم عليك باللون الاحمر والاصفر، فهم يدلان على الطعم الحار كماكدونلز مثلاً، اما إن اردت تصميم لشركات عالمية جدّية عليك بالاسود فهو يقدم هيئة واثقة وحازمة كشعار اديداس" تتكلمُ وجميعنا ننصت لها بتمعن.
"لم اكن اعلم بكلِ هذا، اعجبني الحديثُ معكِ" يتكلم هاري بإبتسامة صغيرة لتبادلهُ تيف، "كذلك أنا" تتكلمُ وتُلقي نظرةً سريعةً عليّ.
"عذراً للسؤال، لكن هل انتما معاً" يسألُ ولاتزالُ الإبتسامة على فاههِ الذي اود تحطيمه بقضبتييّ، "لا" "نعم" نجيبُ أنا وتيفاني بذات الوقت، تنمحي إبتسامة تيفاني وتعبسَ قليلاً، "لم افهم، معاً ام لا؟" يسألُ للمرة الثانية، ابتسمُ لهُ واجيبُ بحزم، "لا" اكتفي بذلك وابعد نظري عنهُ.
"حسناً ما رأيكم بشرب بعض الشاي؟" تتكلمُ تيفاني بإبتسامة وتنهضُ من مكانها، "لا امانع" تُجيبُ كاميلا ونومئ أنا وهاري، تنسحبُ تيفاني نحو المطبخ.
"عفواً" ينهضُ هاري من مكانهِ ويُجيب على هاتفِ، "أنتم سوياً ، أنا أعلم ياحمقاء" تهمسُ وتقهقه قليلاً، لم اجيب ولم انظر لها حتى، عيناي مثبتتان على يداي وتحركاتهما، عرقُ يدي بدأت بالبروز.
أنت تقرأ
رائحةُ القُرفةThe smell of cinnamon
Fanfictionأحببتها للطريقة التي تُنيرُ بها صباحي بإبتسامتها المشرقة وتُنهي مسائي بإبتسامتها المُتكاسلة، لطريقة رفعها لطفلها بين يديها، لرائحة القرفة المنبثقة من منزلها والمنتشرة لخارجهِ ، لكلِ يومٍ بذلك الروتين المُحبب لدّي، لو أن الصباحُ يبقى صباحاً ولا ينتهي...