هل تعرفه !عيسى؟

288 21 1
                                    

وفي مقهى الجامعة ، جلست دارين تنتظر عيسى ، وبعد مضي دقائق احست بيد تلامس كتفها ، إلتفت بإمارات  عاشقة ، ولكن تبددت حالما رأت ذلك الشاب ، طويل القامة ، جسد نحيل ، بملامح عربية ، أسمر البشرة ، ولحية خفيفة تزين ذقنه ، بعينان مكحلة قليلاً كالعرب ، ابتسم لتظهر غمازته التي حفرت على خده الايمن ، تأففت بسرها وقالت له وهي تحاول كتم نفسها :

" ماذا تريد جورج ؟ "

جلس مقابلها وقال بإبتسامة :

" لا شيء ، ولكن يبدو انك تنظرين احدهم ؟"

قالت وهي تدير وجهها للناحية الاخرى :

" هذا لا شأن له به "

قال لها بإستغراب :

" ماذا بك ، وكأنك تجلسين مع عفريت لا تريدين النظر له ؟ "

قالت وهي تنتظر مجيء عيسى :

" أجل ، عفريت طويل "

ضحك هو وقال بغزل :

" وانا ارى امامي حورية من الجنة "

انشلت جسدها من الكرسي وقالت بغضب :

" لقد تحملتك كثيرا ، أليس لديك اخت تخاف عليها؟ ، يا ربي "

قهقه بشدة وقال وقد نهض ايضاً :

" لا ، انا وحيد عائلي "

ارادت الذهاب ولكنه أمسك بمعصمها  وقال بعذوبية :

" إلى أين دارين ؟! "

شاهد عيسى ذلك وركض إليها اراد ان يمسك به من الخلف ، ولكن صوت اوقف حركته وجذبت اعين الجميع إلى هذا الصوت ، وجه جورج قد ادير للجهة اليمنى ، لم يظهر سوى بعض الاحمرار على خده ، وصرخت دارين بإنفجار :

" وقح ، أليس لديك بعض الحياء ، ام انك لم تولد به ، حثالة "

تداركت دارين الموقف ولاحظت وقوف عيسى خلفه ، انطلقت إليه  وقالت وكأنها وجدت الامان :

" أخيرا اتيت ، حبيبي "

جورج مازال واقفاً في مكانه والصدمة تنهش بجسده وعقله ، أمسكه عيسى ولكن عندما رأى وجهه قال بتفاجئ :

" جوورج ؟!"

اتسعت عينين جورج ، قالت دارين بتعجب :

" هل تعرفه ؟ ، عيسى ؟"

قال عيسى بقلق :

" أجل ، انه صديقي المقرب "

تأسفت دارين بسرعة رغم انه المخطئ ، سأل جورج  :

" ماذا تقرب لك عيسى؟"

أجاب عيسى بفرح :

" انها حبيبتي "

قال وأحس بحزن مريب :

" حبيبتك ؟ "

اجاب :

" أجل ، ولكن ايها الاحمق ، ماذا فعلت لتجعلها تصفعك ؟"

قال وهو يضحك:

" انها ليست بضعيفة ابداً ، لا شيء فقط مسكت معصمها ، فتلقيت صفعة مؤلمة "

قالت دارين بتأسف :

" أعتذر ، ولكنك ......"

قاطعها جورج :

" لا عليكِ ، يبدو انني استحققت ذلك "

قهقه عيسى وقال وهو ينكزه بمرفقه ؛

" لم أعهدك هكذا ، جوج "

رد بقليل من المزاح:

" اصمت ولا تنادني بذلك اللقب السخيف امام حبيبتك "

قال وهو يضحك :

" لا تقلق ، هي لا يهمها هذه الامور "

شيء يؤلم قلبه ، قال بعجلة :

" سأدع حمامتي الحب الان  وأذهب ، وداعاً "

رحل بصمت ، شعرت دارين ببعض الغرابة ولكنها لم تأبه لذلك ابدا

ذكريات ومطرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن