....جورج .....
يريد قتلها ؟! ، لماذا ؟ ماذا فعلت ؟ لا اعتقد ان ملاكاً مثلها ستفعل شيء ستحق القتل ؟ ، دارت في راسي احتمالات كثيرة ولكن يستحيل على هذه الجميلة والناعمة حمل سلاحاً او اداة للقتل ؟ كيف سأخبرها واقنعها ألا تدخل هذا المنزل ثانيةً ، وعقلي منغمس بالتفكير قاطعني قولها لعيسى الذي لم الاحظ دخوله :
" لا عيسى ، لن انام هنا "
صرخت بسري وبين اضلعي (أجل ، اجل) ، قال عيسى حزيناً :
"اعتذر يبدو ان جودي وابراهيم لم يحسنا الاستقبال "
قالت بنفي :
" ليس كذالك ولكنني لا اريد "
رد عيسى بتفهم :
" حسنا ولكن ستأتين للزيارة "
اجبت انا بإنفعال :
" وانا سأتي ايضا "
ضحكا على جنوني ، وابتسمت انا بتكلف ، وبين جمجمتي افكار تتضارب ، وبعد الانتهاء ، ذهب عيسى ليوصل دارين وانا نادت علي جودي ، قلت لها باستعجال :
" اسف جودي ، ولكن يجب علي الرحيل بسرعة "
خرجت ولم آبه لها ، ذهبت ولحقت بهما ، كانا يتمشيان ، امسك يدها في منتصف الطريق ، شعرت بوخزة في قلبي ، لم ادري هل هو يحترق ام يتجمد ؟ ولكنه يؤلمني ، هو لا يستحقها ، يريد موتها فقط ، لا شيء سوى الانتقام ، وصلا الى السكن الجامعي لدارين ، ودعت عيسى ودخلت وهو نظر لها بنظرة لم افهم ماذا تحمل ! ورحل ، دخلت بسرعة فالحارس بم يكن موجود ، نادت دارين فبل دخولها لشقتها ، قالت بتعجب وانا قد سحرت بعينيها :
" جورج ، ماذا تفعل هنا !"
قلت وانا اخفي لهاثي بسبب الركض :
" ارجوكِ ابتعدي عن عيسى وعائلته "
قالت وهي تضحك :
" يبدو انك تمثل الان"
قلت بجدية :
" لاا ، ولكنك لن تصدقي ماذا سمعت !"
قالت بإهتمام :
" وماذا سمعت ؟"
قلت وانا أهمس :
" يريد قتلك "
صوت ضحكتها ملئ الممر ، قالت بين قهقاتها :
" يبدو انك فقدت عقلك بالكامل في هذا المساء؟"
قلت بازعاج :
"لست امزح دارين ، الا تصديق ؟!"
قالت بكل ثقة :
" سأبقى احبه ولو قتلني بيديه العاريتين "
نثرت تلك الكلمات ودخلت دون إضافة اي شيء ، اهي مجنونة ام تصطنع ذلك ؟! ، لماذا يكون هو وليس انا ؟ أقسم انني احبها بصدق ، هذه اول احرف خرجت من ثغري بعد هروب امي ، اتذكر تلك الليلة بأكملها ، استيقاظي المفاجئ الذي طالما لعنته ، مشاهدة والدتي وهي تحمل حقيبتها ، وسيارة تنتظرها في الخارج ، امساكي بيدها ومحاولة معرفة لماذا ستذهب ، ولكنها دفعتني لاسقط ارضاً وتسقط كل طفولتي امامي وتندثر بقوة ، ومنذ ذلك اليوم ولم اقع في حب امراة ، فجميعهن لا يهتممن إلا بالمظهر ، ولكن دارين ليس كغيرها من الفتيات ، فانا اجمل من عيسى شكلاً وكلامه ، ولكنها لم تنجذب لي ابداً والان تقولها امامي انها لن تتخلى عنه مطلقاً ولو قتلها
أنت تقرأ
ذكريات ومطر
غموض / إثارةوحين سقوط تلك القطرات ،تعبق بذكريات ما إن تلامس حبتها جسدك سيدخل إليك الحنين ، وما إن تستنشق تلك الرائحة يزرع في قلبك مفتاح للصندوق الذي طالما حاولت اغلاقه ، ولكن ماذا لو كانت تلك الذكريات تتناول كل شيء ، فهل ستتجرأ على الوقوف تحت المطر ام ستتجنبه !