الفصل الاول

280 6 6
                                    

الفصل الاول

  رغم كل محاولاتها لأن تتأقلم مع وضعها و تنتشل نفسها من ذلك العذاب و الذل إلا أن الحياة دائما ما تجعل كل محاولاتها بلا أي فائدة .

" يا فتاة تعالي و أمسحي هنا .....أمسحي جيدا ألم يعلمك أحدا كيف تعملين ....ألا يكفيكِ ما تأخذين من أموال ...أمسحي و بعد الانتهاء أذهبي لتنظيف الحمامات ..فتاة عديمة الفائدة"

قالتها السيدة مديحة و انصرفت .. انصرفت و تركت تلك البائسة في حزنها و قد تساقط دمعها وتركتها في غيابات الألم بدون أي أحد يهون عليها ما تمر به .

" لماذا يحدث لي كل هذا ..... أستغفرك ربي ...أرجوك فلتكن عوني.."

قالت هذه العبارة بكل حزن و توسل بكل الم وأسى ثم أكملت ما كتب عليها القدر أن تفعل الى أجل غير مسمى .

قبل أسبوعين...

وجدت روحها في عالم من الأحلام ,ها هي تحلق عاليا بكل ما أوتيت من قوة تاركةً العنان ينعش جسدها .. ها هي تطير كالفراشة الولود بكل خفة و الابتسامة لا تفارق وجهها. يصورها المصورون و يُشعر في كتاباتها الكثيرون ,يحاول أن يصل إليها المئات و يحبها الألاف. تمشي بكل ثقة و أناقة على السجادة الحمراء ممسكةً يد زوجها الذي هو بمثابة وقود الأمل في حياتها وسبب ابتساماتها, ها هي قد حققت أحلامها حاولت و اجتهدت و كان حقا عليها أن تنجح , وقد نجحت.

و فجأة ....استيقظت من أفكارها الوردية على صوت تعرفة جيدا صوت تألفه واعتادت على ثائرته , صوت هز أركان الفصل مدرس مادة العلوم قائلا :

" أيتها الطالبة الكسولة "

 ضاربا بيده على مكتبه الذي توسط في أول جزء من الفصل , والذي أهتز ما عليه من قوة ضربته التي تحمل من الغيظ ما يكفي لهدم المدرسة و لكنها لحسن الحظ لم تفعل ذلك .

انتشلت نفسها من أفكارها و حاولت أن تفهم ما يحدث قائلهً:

 " أنا ...أنا .."

قالتها وهي لا تعلم ماذا تقول فأي كلام يقال, لقد كانت تُحلق في سماء أحلامها وطموحاتها .

"ماذا ..في ماذا كنتِ تسرحين هذه المرة ..هل أشرح هذه الدروس لنفسي ,تفضلي قولي لي ماذا كنت أقول ؟ ما هي قاعدة أرشميدس؟ و كيف اوجدها  ؟"

قالها المعلم و هو يتحدى تلك الفتاة و هو غاضبا منها, من تلك الفتاة التي لا تنضبط أبدا في حصته و لا تلقي أي اهتمام للمادة .لم تنطق أنجي بكلمة , ظلت واقفة مكانها , للأسف لم تكن منتبهه في الحصة الي جانب أنها تكره هذه المادة .

"إذاً لن تتكلمى حسناً...لقد طفح الكيل سوف أستدعي وليةُ أمرك ربما تعرف كيف تتصرف معكِ " 

رن جرس الحصة فجأة فقال :

" من حسن حظك أننا في نهاية اليوم لا تدخلي المدرسة إلا ومعكِ ولي أمرك مفهوم , أعلمي أنكِ لن تفلتي مني هذه المرة , سوف أعاقبك , لا تدخلي فصلي غدا ,انتظري عند المدير ولنرى ماذا ستفعلين في امتحان الغد "

استجابة القدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن