الفصل السادس عشر

15 1 0
                                    


رجعت انجي إلى المنزل بعد أن ظلت تمشي حتى نسيت موعد اصطحاب امير فاتصلت بأحمد لكي يأتي به الى البيت .
في تمام الساعة العاشرة كانت انجي مستلقية على سريرها مغمضة عيناها, تحاول ان تفكر في الامر جيدا هل بإمكانها ان تسافر لكي تعالج والدتها في الخارج وبالطبع لو هذا في مصلحة فريدة فلن تمانع .
حاولت ان تفكر في التهديد الذي جاء اليها ,فماذا لو قام هؤلاء الاشخاص بإيذاء والدتها اذا قررت ان تعالجها في الخارج , ماذا لو اكتشفوا ان انجي قد سافرت بوالدتها لأنها تتهرب ربما بعد ان تعود من السفر سيفعلون المكائد ,و بأي شكل كان سوف يجبروها على السفر .
في وسط ذلك الضجيج الذي اقتحم دماغ انجي ,انتشلها جرس الهاتف ,رن هاتفها فأجابت:
"مرحبا "
رد نفس الصوت الذي حدثها صباحا قائلا :
"انتِ هل اتخذتِ قرارا"
"لا ,لم اعلم ما الذي سيعود علىَّ إن سافرت و ما الذي يقنعني بأن هذه ليست مزحة سخيفة "
" نحن لا نمزح هنا وسوف نثبت ذلك ولا تقلقي هنالك المزيد ,سوف تعيشين في أرقى أحياء باريس و سيتم انضمامك لأي كلية او جامعة تريدين ,بعد ان تُعيدي هذه السنة الدراسية و من ثم تعلم اللغة ,سوف تتعالج والدتكِ على نفقتنا و سوف يكون لدى والدتكِ عمل بمرتب جيد ,ما رأيك"
"ما كل هذا ,ثم من انتم"
"لا تسألي كثيرا كما قلت لكِ سابقاً, معكِ ثلاثة ايام حتى نهاية هذا الاسبوع ,قرري وفكري جيداً هذه فرصة رائعة لكِ ولوالدتكِ , ولكن هنالك شرط واحد"

"ما هو"
"حين تسافرين سوف تقطعين صلتكِ بكل من تعرفيه هنا , بمعنى انكِ سوف تبدأين حياة جديدة في الخارج بكل ما تعنيه الكلمة "
"ولكن هنالك أصدقاء و أحباء "
"هذا لا يعنينا , انها فرصة لا تعوض فكري فليس امامكِ الكثير من الوقت "

اغلق الرجل الخط...

ظلت انجي تفكر ,من هؤلاء الناس وكيف خططوا لكل ذلك و لماذا يريدونها ان تذهب بعيدا و لماذا عليها ان تقطع صلتها بالجميع ,لمَ كل هذا ,ما السبب.

اخذت دفتر مذكراتها و بدأت تكتب :
" لقد اصبحنا فارغين , لا نملك اي شيء بداخلنا , فقط بعض المشاعر المضطربة التي لا ندري ما نهايتها او الى اي شيء سوف تأخذنا .لقد مات قلبنا و ماتت الاحاسيس معه ,ما عدنا نشعر بشيء .لا حب ولا كره ولا الم حتى ,لا شيء .اصبح قلبنا فارغ وجوفنا لا يأبه للحديث , ما عاد هنالك ما نعيش لأجله . اصبحنا عرايا في حقل من الخنقة و التعب ,يمتلئ بكآَبة المنظر و جمود المشاعر ,لا به ماء ولا روي ,ولا شجر ؛تشعر فيه بالوحدة ,لا يوجد به سوى ضياع مريب .ضياع يشعرك بأنه لا يوجد شيء ولا يوجد سبيل ,فأما الشيء ففقد واما السبيل فانتهك "
************

بعد يومين ...
بدأ أحمد جدياً في عمله حيث حدد موعدا جديدا مع الشركة التي سوف تتبنى مشروعه و بالطبع تعاقد معها على بناء المشفى الذي كان يحلم بها .
اجتمع احمد مع العمال والمسئولين عن المشروع وبدأ يشرح لهم الرسم و التخطيط الذي عمل عليه لشهور قبل ان يعود الى مصر ومن ثم عدله ليطابق المساحة والارض .وبعد الاتفاق على كل شيء ,بدأت الشركة بتمويل المشروع من حيث المستلزمات و رواتب العمال و الكثير من الاشياء .

استجابة القدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن