الفصل الثامن

30 1 0
                                    


"اقرأ الاخبار ....اقرأ الصحافة ....المخترع الذى يكسر قواعد الفيزياء ...اقرأ... اقرأ "

قالها بائع الصحف بصوت عالي لكي يجذب جمع من الناس ,بينما كان الأستاذ فهمي في طريقه إلى العمل .

التفت الأستاذ فهمي إلى الصوت وهرع ليعلم من ذلك الشخص الذي كسر قواعد الفيزياء من الذي استطاع من الذي نجح .

شعر بدوار حين تقدم و رأى صورة شخصية يعرفها جيدا ,شخصية كانت لا شيء في السابق و تشكلت على يديه .
مسك الصحيفة بعنف وسط حشد من الناس متشوقون لقراءة هذا الخبر الاول من نوعه ,و بدأ يقرأ :

"السيد زاهر يكسر قواعد الفيزياء بنظريات فاقت اينشتاين "

في حين نظر إلى صحيفة اخري كتب عليها:

"السيد زاهر في طريقه إلى نوبل "

وأخرى :

"السيد زاهر أمل التعليم و الفكر في مصر"

اشتعل رأس الأستاذ فهمي غيظا ,رمى الصحف بعنف و صرخ بأعلى صوته وحاول أن يفك ربطة عنقه ,نظر الناس إلى مصدر الصوت فوجدوا شخصا احمر وجهه و ثارت ثائرته جرى إلى وجهة لا يعرفها جرى الى مصيره الجديد بينما وقف الناس مذهولون من تصرف ذلك الذي اصبح مجنونا في عينهم .

جرى بقدر ما فيه من قوة او تحمل جرى حتى تقطع نفسه فوقف ,وقف وظل يفكر ,يفكر فيما يحدث له ,لم يتصور ان ذلك الشخص هو من سرق ابحاثه و من ثم طورها لكي تكون ملكه ولكي ينجح بها , و بالتأكيد لن يصدقه احد اذا اعلن أن هذه هي أبحاثه وسوف يتهموه بالغيرة فحسب و سوف يجعل من نفسه أضحوكة ,الان لقد أصبح صديق الأمس عدو اليوم.

جاب السيد فهمي طرقات و شوارع مدينة القاهرة ذهابا وايابا ,مشى و مشى , وكأنه لا توجد غاية له و لا مراد لقد اصبح متحطما بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى او حتى معانيها ,اصبح يائساً ,نسى أمر العمل و الدوام نسى كل شيء وفكر في شيء واحد اخير "النظريات ".

دخل السيد فهمي المسرح الكبير ,كانت ثيابه رثه اثر حاله الانهيار العصبي التي لم يسلم منها الا منذ فترة قليلة جدا ,لم يغير ملابسه فهو لم يعد للمنزل بالأمس بعد ان سمع الخبر الذي سوف يغير مسار حياته رأساً على عقب.

كانت انجي تستعد لتبدأ عملها كالعادة ككل يوم ,و فجأة وجدت أمامها الاستاذ فهمي وهو رثُ الثياب شعره ثائر,عينيه محمرة يملأها شرار, نظرت اليه بكل استغراب و هو يكسر كل ما أمامه من انتيكات غالية الثمن في صورة هوجاء و ثائرة ؛رآها وهي مصدومة مما يفعل تحاول أن تنجو بنفسها من التكسير الذي ينطلق الى وجهه غير معروفة لكي يصب أي احد أو أي شيء.تعجبت مما يفعل لقد كان بخير منذ ايام الابتسامة على وجهه وحالته مستقرة لماذا رجع إلى جنونه هكذا , ولكنه لم يكن أي جنون بل جنون مضاعف لأضعاف لا حصر لها ,كان كالثور وكأن المكان اكتسى باللون الأحمر مما جعله يصل الى هذه الحالة .

استجابة القدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن