الفصل الرابع عشر

21 1 0
                                    


يوم العملية ...
في المشفى كانت البرودة تسيطر على جسد انجي رائحة المكان الممزوجة بين المطهرات والبنج والأدوية بدأت تزعج رئتها , الممرات فارغة والحياة كذلك , لا صوت لأي شيء , السكون القاتم يسيطر على المكان مما يثير في النفس شعور بعدم الاستقرار ,والرغبة في الصراخ التي كانت بداخلها منذ ان سمعت الخبر كانت انجي في شبه غيبوبة , غيبوبة الروح التي شعرت وكأنها خرجت منها.

كانت شاردة في الملكوت ,استقرت على كرسي لا تستطيع ان تميز أي شيء امامها وكأنها ذهبت الى عالم اخر .....
كان احمد جالسا بجانبها لم يعرف ماذا يقول , هو لا يستطيع ان يراها هكذا وفي نفس الوقت لا يستطيع ان يفعل اي شيء, ربما هذه ليست النهاية ولكن انجي لا تظن ذلك....

قبل ساعات ...
دخل جسد فريدة غرفة العمليات هي لم تشعر بشيء لم تشعر برهبة المكان ولا الخوف من العملية ...

بدأت العملية, كانت انجي على اعصابها لم تذهب إلى العمل حيث اعطاها السيد أنور اجازة لتطمئن على والدتها , لقد اخبرت الجميع ولكن لا يوجد احد بجانبها سوى احمد ,احمد وفقط ,هو الوحيد الذي ظل بجانبها يساندها و يخبرها بأن والدتها ستكون بخير وانها ستتعافى قريبا .

ظلت تبتهل و تدعو لكى تنجح هذه العملية تود ان تعود الحياة كما كانت بعد مدة قصيرة ولكن هل هذا ما سيحدث حقا .!

**************

"انت اين كنت طيلة هذه المدة "

قالها صوت أنثوي فرد المجرم قائلا :
"ماذا تريدين "
" اريدك في عمل جديد"
"ماذا لا اوعدك , لقد خرجت منذ يومين من السجن بعد ما ورطينى ثانياً"
" لم أستطع أن ادافع عنك ماذا تظن انا لدي سمعة احافظ عليها "
"اه هكذا إذاً , فلتذهبي ولا تطلبي مني شيئا, لقد سئمت من افعالك "
" وهل تظن ان الامر بهذه السهولة "

" ماذا تقصدين "
"اقصد ان لدي ما سوف ينفعك "
"لا اريد نفعا منكِ"

"حقا !!"
"اجل "
"حسنا مهمتك الثانية... سوف ابعث لك رقما وعليك ان تفعل ما سوف آمرك به اتفهم "
"حسنا ولكن ما الذي سيعود علىّ بعد ذلك"
"ستأخذ 100 الف جنيه اذا لعبت هذا الدور بإتقان "
"حسنا "

بعد ساعات ..
كانت انجي لازالت جالسة في مكانها تدعوا ربها بان ينصلح كل شيء وان يمر هذا اليوم بسلام, حين خرج الطبيب من غرفة العمليات ,فهرعت إليه انجي وبعدها احمد ثم قالت بتوتر بدا على صوتها :
"اجل كيف حال امي الان هل هي بخير"
سكت الطبيب قليلا بينما قال احمد:
"طمأنا ارجوك كيف هو حالها"
"انا اسف العملية فشلت , لم تكن لدينا الامكانيات الكافية و لكنها لازالت على قيد الحياة , انا اسف حقا"
لم تستطع انجي أن تتمالك نفسها فوقعت أرضاً , فحملها الطبيب واحمد ووضعوها على كرسي ثم حاولوا إفاقتها .

استجابة القدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن