خرجت ناظلي من السيارة التي استقرت امام المستشفى , نزلت و توجهت الى مكتب الدكتور مجدي , لم تأتي الى هنا منذ سنين ولكنها تحاول ان تتذكر الطرقات اكثر ...
دخلت الى مكتبه وجلست دون ان يؤذن اليها بينما اردف مجدي قائلا:
"اهلا ناظلي كنت في انتظارك كيف الحال "
"بخير على ما يبدو"
"مضي وقت طويل لم اراكِ فيه لقد نسيتِ أصدقائك "
"لا الامر ليس هكذا ""حسنا ولكن انقطعت اخبارك ما عدت اسمع عن شيء غير ازيائك و مجموعاتك "
تبسمت ثم قالت :
"مشاغل الحياة دائما ما تلهينا ,ولكن قل لي هل هي بخير "
"اجل لقد اجرينا بعض الفحوصات اللازمة و تبدوا على ما يرام نوعا ما"
"ماذا نوعا ما !!!"
"اجل لقد جاءت وهي مغما عليها و تحت تأثير صدمة قوية فبالطبع لن تكون حالتها مستقرة "
"هل تعلم ابنتها بالموضوع؟"
"اجل و احاول ان اطمئنها ,ولكن انا لست مطمئناً حتى"
"كيف"
"حالتها ليست في تحسن ملحوظ والعلاج هنا لن يفيدها كثيرا ,العملية تحتاج الى الكثير و نحن هنا لا يتوفر لنا كل المتطلبات لأجل العملية ولكننا سنحاول"فأردفت ناظلي:
"ماذا اذا فلتسافر لتتعالج بالخارج على نفقتي""لا اظن ,افضل المحاولة هنا اولا فلربما نجحت العملية ثم انها هنا ارخص بكثير من اوروبا او أي مكان اخر"
"لا يهمني المال اهم شيء ان تبقى بخير "
"انها في العناية المركزة , تحت عناية فائقة فقط لأجلك , نرعاها كما نرعى اولادنا تماما ""من الذي جاء بها الى هنا "
" قال لي المسعفون انها اتصلت بالمشفى لتبلغ انها في حال غير جيدة وحين جاءت عربة الاسعاف لديها , كانت في طريقها للأغماء وما ان نقلها المسعفون حتى اغمى عليها بالكامل"
"اريد ان اراها"
"احبذ ان لا تفعلي فانتِ تنهارين في هذه المواقف "
"لا لا تخاف اريد ان اراها"خرجت ناظلي و مجدي وتوجها الى الغرفة 307 ....
مشت ناظلي وكأنها تسير الى السجن ,المكان يزداد برودة كلما اقتربت اكثر الاضواء والسكون القاتل الذي يسيطر على المكان يثير اعصابها و يجعلها تشعر بعدم الراحة, بينما ارتجفت يدها و اصفرت وجنتاها ...
"ها هي ذا "
من خلف العازل الزجاجي اشار الدكتور مجدي الى فريدة التي كانت فاقدة الوعي لا تعلم بوجود احد ولا تشعر باي شيء .
القت ناظلي نظرة عليها ,نظرة جعلت اعماقها ترتعش , شعرت ببرودة زائدة , ارتجف قلبها الما و حزنا ...وقعت فحملها مجدي و اجلسها على كرسي قريب ثم قال:
ألم اقل لكِ... كان من الافضل ألا تري اي شيء"فأردفت وهي تبكي و الدموع تتساقط من عيناها معلناً عن العذاب بداخل تلك المرأة :
"ولكنِ انا السبب في كل هذا عاجلا ام اجلا ,كل هذا بسببي "
"هذا هو القدر ,تمالكي اعصابك , لازال هنالك سبيل ,لا يوجد ما هو أبدي في هذه الدنيا , فالدنيا ذاتها زائلة "
"اي سبيل هذا و هي في هذه الحال , اعلم انها جاءت الى هنا لأنها تعلم انك صديقي وانك ستخبرني بوجودها هنا او اني سأعلم باي طريقة كانت "
"حسنا لا تقلقي لازال امامنا حتى يوم العملية, سوف افعل كل ما بوسعي لأجلها لأجل انقاذها ,ارجوكِ كفي عن البكاء"
"الامر ليس بيدي , انا السبب فيما هي فيه ,لقد المت الجميع تصورت ان بإمكاني ان ابني سعادتي على تعاسة الاخرين ولكني كنت مخطئة تماما , ها انا الوم نفسي في اليوم الف مرة على ما فعلت , ولا استطيع ان اكفر عن فعلتي باي شيء ,ما الشيء الذي سوف يكفر عن فعلتي الشيطانية هذه"
أنت تقرأ
استجابة القدر
General Fictionكلنا لدينا احلام و لكن احيانا ما يفرض علينا القدر بعض المتاعب و الصعاب، فإما ان نستسلم، و اما ان نواجه فلربما اعطانا القدر فرصة واحدة اخيرة. ولكن لنكن متفقين فما بين الحلم و الواقع الم كبير. رواية تحكي عن عالم موازي اقتطف بعض ثماره و اثامه من عالم...