في المطار تقدمت انجي بخطوات ثقيلة لكي تستريح على كرسي ,كان امير بجوارها ,كان مصدوما لم يتوقع في يوما ان يحدث ما حدث, ان يتم تهديدهم ويضطروا للسفر للخارج إلى اي وقت سوف يطول هذا النفي الاجباري الذي لا تعلم انجي ولا يعلم امير سببه ولا من ورائه .
اراحت انجي جسدها المجهد بعد ان رتبت الإجراءات لنقل والدتها وسفرها ,هي لم تفعل الكثير فمن وراء التهديد هم من رتبوا كل شيء, فقط توقيع انجي وبعده السفر دون رجعة .
لقد مضي يومين منذ آَخر لقاء بينها وبين احمد , لا تستطيع تصديق انها لن تقابله ثانياً , لقد كان مصدر السعادة بالنسبة لها منذ ان عملت في المسرح وربما في حياتها ,فهو أول من دخل حياتها واعجب بها واحبها منذ اول لحظة وقعت عينه عليها ,هو الوحيد الذي حاول اسعادها بكل الطرق هو الوحيد الذي احترمها واحترم احلامها ولم يقلل من شأنها بل آَمن بكل ما قالت ,شعر بها فأحسن كلامه وتعامله واسعدها ,هذا ما يطلق عليه حب حقيقي .
شعرت بألم ما بين طيات روحها تتمنى ان يتحسن الامر بأسرع وقت تتمنى ان تعفى من نفيها هذا وان ترجع الى بلادها ,يؤلمها انها سوف تغادر تلك البلد التي اكلت من اكلها وارتوت من مياها ,عرفت اهلها وأنست بهم , عاشت بين شوارعها وابنيتها .ربما كانت الحياة صعبة والظروف قاسية والفراق مؤلم ولكن هذه هي تدابير القدر ,يجعلنا نمر بما لا نتوقع ان نستحمله ثم يجعلنا اقوى وحين نستحق السعادة يعطها لنا .لم تتصل بأحد ولم تخبر احدا بسفرها , فقط اجرت إجراءات نقلها من المدرسة واخذت اوراقها بسرعة وانصرفت للمسرح تقدم استقالتها , تاركة كل شيء ورائها و للابد....
في مكتب السيد انور ...
"حسنا ما هي التكلفة الاخيرة "
قالها السيد انور لمسئول المالية فأردف الأخر :
"اثنان مليون اخرين و سيكون الامر على ما يرام , فلازال هنالك بعض التجديدات "
"حسناً حسناً "
دخلت السكرتيرة فقطعت الحديث ثم قالت:
"سيدي الاستاذ احمد يريد الدخول "
"حسناً ادخليه "
اذن السيد انور لمسئول الشئون المالية بالانصراف وحدد معه موعداً آخر للحوار .
"احمد كيف الحال"
"بخير ولكن أردت أن أسألك عن شيء ما "
"تفضل "
"أبي هل تعلم اين هي انجي ؟"
"ماذا لما تسأل عنها "
"ابي ارجوك أجب على سؤالي "
" حسناً حسناً ,انا لا اعلم اين هي الان ولكنها استقالت بالأمس "
"ماذا "قالها احمد بصدمة فأردف الآخر :
"اجل هذا ما حدث ,جاءت وطلبت استقالتها واصرت "
"الم تقل ما السبب "
"لا لم تقل شيئاً "
هرع احمد للخارج وقبل ان يفتح الباب قال انور :
"ارجوك يا احمد لا تورط نفسك مع احد نحن لا نعرف هذه الفتاة فابتعد عنها "
"انت لا تعرفها ولكن انا اعرفها جيدا "
انصرف احمد وخرج من المسرح بعد ان تمنى أن يلقاها بعد غياب ولكن لا فائدة.......**********
امام البناية التي تقطن فيها انجي أسرع احمد خطواته حتى وصل أمام شقتها حاول أن يرن الجرس كثيرا ولكن ما من اجابه, التفت فوجد قفلا على الباب ,امسكه وانصدم ,ثم هرع وخرج من البناية ...
اوقفه الحارس ثم قال :
"سيدي من تريد؟ "
"ابحث عن الانسة انجي "
"تقصد انجي عادل "
"لا اعلم اسم والدها اعلم ان والدتها اسمها فريدة "
"اجل هي ,لقد غادرت هي واخوها منذ حاولي اربع ساعات"
"الا تعلم الى اين ذهبت"
"لا اعلم هي فقط اقفلت الشقة واحضرت حقيبتها هي وأخيها وانصرفا"
"اي نوع من الحقائب "
"حقائب سفر"
"شكرا لك "
قالها احمد وركب سيارته بسرعه واتجه نحو المطار...
***********
أنت تقرأ
استجابة القدر
Ficção Geralكلنا لدينا احلام و لكن احيانا ما يفرض علينا القدر بعض المتاعب و الصعاب، فإما ان نستسلم، و اما ان نواجه فلربما اعطانا القدر فرصة واحدة اخيرة. ولكن لنكن متفقين فما بين الحلم و الواقع الم كبير. رواية تحكي عن عالم موازي اقتطف بعض ثماره و اثامه من عالم...