الفصل التاسع عشر

20 1 0
                                    


في اليوم التالي :
جلست انجي في الشرفة ذاتها تنظر الى منظر النهر الجميل الذي استقرت فيلتها امامه كانت تنظر بشغف , تنظر بحب, تشاهد المارة وتستطلع المكان حولها و كأنها هنا لأول مرة وجدت راحة في نفسها لم تشعر بها من قبل , هدأت روحها في عالم من الضجة و الغموض , لازالت الكتابة هي رفيقة دربها , لم يعد لديها الكثيرون ربما اختفى الجميع فجأة أو ربما حماها القدر منهم .
فتحت دفتر مذكراتها ,اشترت اخر بالطبع فالقديم قد امتلأت صفحاته بأفكارها ومشاعرها وكل ما الم قلبها او اسعده .

امسكت القلم وحاولت ان تكتب ,ربما باتت الكتابة امر سهل بالنسبة اليها بعد كل هذه السنين التي تكتب فيها وتحاول أن تُعبر عما بداخلها بأدق المعاني , ولكنها دائما ما تجد صعوبة حين تكتب عن احمد , ربما ارتباك او ان ما بداخلها اكبر بكثير من ان يصفه كلام او ان يختصره تعبير ,حاولت , بينما امسكت القلم وبدأت تكتب :

"سوف تظل ذكرى جميلة في حياتي , اتذكرها بسعادة وابتسم , ابتسم واتذكر تلك اللحظات التي كانت اسعد اوقات حياتي واروعها . اشكرك على كل شيء , اشكرك من كل قلبي على ما فعلته لأجلي ,اشكرك على تفهمك لي . اشكرك بقدر البعد والمسافات و بقدر العمر والمصادفات اشكرك بقدر الانهار والمحيطات وبقدر الحب و المصارحات وبقدر العشق والدقات و بقدر الدموع والآهات .واخيرا ًاشكرك على الخذلان والدمع والخسران , احبك وادعوك بالدمع والانتظار فابتعد بقدر اللوم و الغفران ,ووداعا لمن كان هنا و كان له مكان واضحي بعيدا وليس له امان ."

لازالت تشعر بالندم لأنها تخلت عن احمد تشعر انها آلمته جدا, تشعر انها ذهبت وهو في أمس الحاجة الى وجودها , تشعر انها نقدت عهدا مع روحها , اجل لقد كان روحها لقد كان كل شيء بالنسبة لها ,لازال له مكان في قلبها لازال يملكه.

ولكن لقد بات بعيداً, بات معزولا عنها او باتت هي معزولة عنه شعرت بشعور والدها ها هي في نفس الموقف تخلت دون سبب وجيه ولكن دائما ما لا يوجد بيدنا حيلة.
كتبت كل ما تخيلته ربما لم يكن صحيحا ولكن هذا ما شعرت به حقا .
*********

كان احمد قد نزل من الطائرة اخذ سيارة بسرعة واتجه إلى فندق , حجز به بالأمس ,لكي يهندم نفسه ثم يتجه الى ذلك العنوان الذي دونته ياسمين له ....
كان يشعر بشيء من الراحة شعور برجوع الذات شعر بأن شعوره طوال هذه السنين لم يكن خاطئا . شعر ان هنالك ما حدث ارغم انجي علي الذهاب.تألم بالطبع ولكنه ظل متفهما لأمرها , يعلم كم كانت في حالة لا تسمح لها بان تتخذ قرارا صائبا او ان تدرسه حق دراسة , هنالك ما كان يجب عليها ان تفهمه او ان تجد له حلاً , كان يعلم ما بها فعذرها .
**************

كانت انجي لازالت تجلس امددت قدماها اغلقت عيناها و استرخت على اريكة متحركة هزت جسدها فشعرت وكأنها تحلق في السماء , شعرت بتلك الروح وهي تطير وتحلق مع كل هزة كانت تهتز فيها الاريكة , الهواء البارد اخذ يضرب وجهها ببعض البرودة التي كان يحملها والتي جعلت شعورها يزداد روعةٌ و نقاءً وبساطة.

استجابة القدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن