ذئبُ المملكة|مُكتملة.

احُبـكِ عِندما تـبكينا.

"الامر بسيط زين،اذهـب اليها!"

همست امُي بعدما اخبرتها بكُل شيء..ولقد شعرت ان الكل ضدي،كـ إعصار هائج يدمر ما يرى..الا امُي.
فـلقد كانت ذلك العِماد الذي وضعت عليه كل شيء،قـبلت جبينها لاخرج من تلك الغرفه..كنت اجري بين تلك الممرات..الى ان وصلت لتلك الغرفه..انا ارى ذلك الياسمين فارق الحياة على بابِها..ذبّل بضعُف

فتحت ذلك الباب لاراها مع والدتها تجلس على السرير،ولقـد كانت تبكي..
كان العالم ينـهمر عبر تلك الدموع..فلا شيء اكثر اهمية
من دموع عيناها..
وكـأن كل حياتي تتحول للاسود،عِندما رأيت تلك النظره في عيناها لي..نظره الضُعف!
نهضت امُها لتضع يدها على كَتفي وتخرج..مررت يدي عبر خصلات شعري لاجلس بجانبها..
"لاتـبكي,ارجوكِ!".
هذا ما استطعت قـوله..لاراها تنهار بطريقه ابشع من قبل..كانت تبكي كثيراً..رفعت وجهها لامسح تلك الدموع الساقطه ثُم اهمس:

إني أحبك عندما تبكينا"(١)
وأحب وجهك غائماً وحزينا
الحزن يصهرنا معاً ويذيبنا
من حيث لا أدري ولا تدرينا
تلك الدموع الهاميات أحبّها
وأحب خلف سقوطها تشرينا
بعض النساء وجوههن جميلةٌ
" وتصير أجمل .. عندما يبكينا
.
.
ارتسمت تلك الابتسامه على شفتاها من بين تلك الدموع..لاشعر بالوقت يعود الي بعدما كان مُتجـمداً..واشعر بالأنهـار تجري بعدما تـوقفت..وكـأنما الشمس تشرق بعدما اصبح الليل اطول،كـ ليالي الشتاء الباردة..

"الامـر اكبر مِني زين،انا اموت!".
همست لانظر اليها،اقتربت لاقبل جبينها ثم اقول:

"الامر اكبر مني ومنكِ..ولكنني هُنا معكِ،واذا كان الحُب يعني الموت..فأنـا لستُ على قيد الحياة اسيل!".
شعرت بـ ذراعاها الصغيره تلتف حـول عنقي لتحتضني،كـانت ظريفةً بالرُغم من بكائها،وجهها المُحمر..
"سأذهب الان،ولكن عـديني أسيل انكِ لن تبكـين مُجدداً".

هزت رأسها بإيجاب لابتسم لها..خرجت عبر ذلك الباب
لاغُلقه،شعرت بذلك الياسمين الذي ذبل يسـقُط على كـتفي..ابعدته بخفه لانزع كُل الياسمين الموجود على ذلك الباب،توجهت لتلك الحديقه لاحـضر ياسمين جـديد..واضعه على ذلك الباب الذي تعلقت به كُل احلامـي..ببساطة انني احُيي كُل شيء يموت..الا حُبي لانـه لن يفعل ابداً..ولن يمـر عبر طريق الموت..نظرت اليه نظره اخيره لاخرج واقف بعيداً..رأيتها وهي تخرج لتُصدم بمنظره الجديد،امسكت بكتف احدى الخادمات لتسألها من فعل هذا..ارى وجه اسيل تُرسم عليه الابتسامة عِندما استمعت لتلك الخادمه وهي تقول"الأمير زين"،كـان هذا ما احتاج،ابتسمت وانا ابتعد عن ذلك الجزء مِن القصر..

دخلت لتلك القاعه ،الجـميع هناك كمـا كانوا سابقاً،فاليلة هـي ليلة الشُعراء..وقفت امام المولى لينظر الي وكأنه يحمل كُره العالم في قلبه لي..ابتسمت لارمي احرفي مما يسبب الصمت للجميع..

ولولا فتاةُ في الخِيامِ مُقيمةّ...."
لمَا أخترتُ قُرب الدار يـَوماً على البُعد.

مُهفهَفةٌ والسِحرُ من لحـظاتها...
إذا كَلـمت ميتاً يقومُ مِـن اللحْدِ.

أشـارت إليـهَا الشَمـسُ عِنَد غُروبها..
تقـولُ:إذا اسود الدُجى فأطلعي بعـدِي.

وقَال لهـا البـَدرُ المُنيـرُ ألا اسـفري..
فأنّكِ مثـلي في الكَمالِ وفي السَعْدِ.

وبَين ثنايـاهَا اذا ما تـَبسمَت؟...
مـَدير مـُدامٍ يَمزجُ الراحَ بالشـهد.

شكَا نحْرُها مِن عِـقدها مُتظلماً...
فواحَربا مِن ذلك النـَحرِ والعِقْد. "
*قصيدة من الجاهليةِ*.

.
استمع لذلك التصفيق،والهتافات تتعالى،هز المولى رأسه بإيجاب،وارى ابتسامة تلك الفتاة عبر ذلك القُماش الشبه شفاف..فـهي علمت انها المـقصودة!.

صمت الجميع ليتحدث المولى..
"اود القول انَ الهُدنه تمت بين مملكتنا ومملكة انستازيا بشـرط بسيط".

نظر اليه الجميع ليكُمل
"الاسبوع القـادم..ولي العـهد اليكس،سيتزوج ابنتي أسيل،اتمنى ان يحضر الجميع".
نظر الي الجميع،ارى أسيل تقف من مكانها في صدمه..صمت الجميع لاصرخ:
"واللعنه لا يُمكنك هذا،هي ليست مال لتقبل بها الهُدنه!".
صرخت بأعلى صوتي..الجميع نظر الي،تنفسي يتعالى،واشعر بالدم يتدفق بجسدي بسرعه لاكُمل
"واستمع الي يا مولاي..لن تذهب تلك الفتاة لرجل هنا غيري..أنـا اقُسم بٓمن احل القسم،ان هذا لن يحـصل!".

رميت كلامي لانظر نظره اخيره لأسيل واخرج من تلك القاعه،الجميع يتجنب التحدث او حتى النظر الي..خرجت من ذلك القصر بعدما جمـعتُ ذلك المبلغ من الكبير من المال،اربعه من الرجال معي ،توقفت امام باب قصر ولي العهد اليكس،لادخل لذلك المكان رُغماً عن كل حارس لعين..رميت بذلك المال امام قدماه لاصرخ
"هذا المال..الزواج انتهى!".
نـظر الي ببرود ليهمس
"اريدها،لا اريد مالك".
"اذاً جـهز جيشك الذي يٰشبهون النساء الى حد كبير،لن تأخذها!"
صرخت بـه لاخرج متوجها للقصر،لقـد افسدت تـلك الهُدنه..ووجهت الحرب بين مملكتين،فقط من اجل فتاة تـحُب الياسمين...

.
.
.
١-قصيده لنزار قباني.