ليلة باردة.

3.1K 254 13
                                    

لقد فعلها الكسندر!،كتبه بأسمي...
صمت الجميع وهم يتبادلون تلك النظرات بينهم...تنهدت في رهبة لاهمس
"وإذا كنت لا اريده؟"
نظر لي ابي وهو يهز رأسه بالنفي..هو يريدني ان اخذه ولكن لا!

-"اسف يا سيدي..يجب ان تنتظر مرور ثلاثة ايام بعد وفاة المولى...بعدها تستطيع المناقشة مع الشخص الذي يكتب له الحكم من بعدك"
-"ومن هو؟".
"الاميرة أسيل!".

نَظَرت الي أسيل بصدمة..امسكت يدها لاذهب بها لجناحي،..كانت صامته،وكأن العالم فوق كتفاها..جلست بجانبها لأهمس
"ستأخذينهُ أسيل"
"لا اريده!"

همسَت ببرود وهي تنهض..امسكت بيدها لتدفعني بعيدا

"اخبرتكَ اني لا اريده!..اليس هذا ماكنت تحلم بهِ انتَ ووالدك؟،لقد حصل اخيراً..ابي مات والحُكم بين يداكَ..والان اتركني وشأني زين!"

صرخت علي!..ولم يؤلمني صوتها العالي بقدر كلماتها التي خرجت،اكاد اكذبُ نفسي انها هي من قال هذا.
نظرت لي ودموعها تسقط..اقتربت منها لاهمس بغضب

"اياكِ اسيل!..اياكِ ان تشكين في حبٍ استحل صدري منذ مدة تقارن بمليونِ عام،..اياكِ يا زهرة المملكة ان تحكمين بمزاجكِ على شيء بداخلي،او تفكرين بشيء لا وجود له،اياكِ ثم اياكِ! ان تستهينين بحُبي".

نظرتُ لها بغضب ممزوجٍ مع حزني لاخرج من تلك الغرفة الضخمة..المملكة تضيقُ بي،لم اجد مكان استطيع الذهاب اليه..خرجت من ذلك القصر بلا وجهة،بلا مكان محدد لاذهب له..
انتهى بي المطاف امام ذلك النهر..القمر بدر في ليلة باردة...لم اكن متوتر اكثر من كوني مجروح بسبب حديثها .

انني اكتبُ،كلما ضاقت الدُنيا بي،..وانني اهربُ في طريق لاينتهي.. مكانهُ عيناها.
انها لاتعلم كلما حرك الريح خصل شعرها تتوقف حركة الارض.
كل لحظه في صوتها تعادل سنين من الجهاد،..والحرب.

شعرتُ بذلك الهواء يداعبُ وجهي،هواء بارد كبرودة المشاعر التي تسكنني
نهضتُ لاغسل وجهي من ذلك النهر البارد،احاول ان اعود لطبيعتي
لا اريد ان تتملك قلبي البرودة..لاني لا اريد ان اجرحها ...

عدتُ للقصر ...الساعة الثانية صباحا..كل ذلك الوقت لم اشعر به يمر.

رميت بذلك المعطف على الأريكة الضخمه في غرفة الجلوس،لاراها تقف اسفل الدرج.

"انتَ بخير؟"
همسَت وهي تقترب مني بهدوء،رفعت يدي امامها وانا اعود للخلف،لا اتحكم بتصرفاتي.
"انا بخير..انا لن اكون بخير اكثر من الأن".

همستُ بعدما اخذت كأس النبيذ من اعلى الطاولة لاشربه دفعةً واحدة
"زين انا.."
"انا يجب ان انام،اجل احتاج الراحة"
قاطعتها وانا انهض واصعد ذلك الدرج..لم اكن اريد فعل كل هذا،ولكني لا اريد ان اراها،لن استطيع امساك نفسي..

ذئبُ المملكة|مُكتملة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن